الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الشعب المغربي يحتفل بالسنة الأمازيغية الجديدة

الدار البيضاء - جميلة عمر

يحتفل أمازيغ المغرب الأربعاء 13 كانون الثاني/ يناير بالسنة الأمازيغية، التي تعد بين الاحتفالات المهمة المستعملة منذ أقدم العصور والمرتبطة بعلاقة الإنسان بالأرض؛ حيث يقيمون طقوسا خاصة مرتبطة بواقعهم الاجتماعي، ويأملون في موسم فلاحي مزدهر وغني.

وبالرجوع إلى تاريخ  شمال أفريقيا كما تذكر كتب التاريخ، يرتبط الاحتفال بحدث تاريخي، والذي يتجلى في انتصار الملك الشهير "شيشنق" على فراعنة مصر، واحتلال هرم السلطة هناك بعد أن حاولوا الاستيلاء على أراضي شمال أفريقيا، وذلك في معركة دارت رحاها بالقرب من ولاية تلمسان غرب العاصمة الجزائرية. وعقب انتصاره على هؤلاء العام 950 قبل الميلاد شرع في التأريخ لهذا الحدث.

ويرجح معظم الباحثين أن "شيشنق" تمكن من الوصول إلى الكرسي الفرعوني بشكل سلمي في ظروف مضطربة في مصر القديمة؛ حيث سعى الفراعنة القدماء إلى الاستعانة به ضد الاضطرابات بعد الفوضى التي عمت مصر القديمة جراء تنامي سلطة العرافين الطيبيين.

وحسب ويكيبيديا "الموسوعة الحرة"، فإن شيشنق "شيشرون" هو ملك مصري من أصول ليبية، ويرجع نسبه إلى قبائل المشواش الليبية، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين وهو ابن نمروت من تنتس بح.

واستطاع هذا الرجل أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر؛ حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية، كما نجح في الاستيلاء على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأسرة الواحدة والعشرين، ومن ثم أسس الأسرة المصرية الثانية والعشرين "الليبية" في العام 950 ق.م التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمن.

وتتعدد مظاهر وتجليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية سواء على المستوى الاجتماعي أو المستوى الثقافي والفني وحتى على المستوى السياسي، وبخاصة بعد أن حرص الفاعل الأمازيغي على استغلال هذا الحدث كل سنة نظرا لما يكتسيه من دلالات رمزية وتاريخية لتوجيه رسائل وإشارات ونداءات سياسية إلى الدوائر الرسمية المسؤولة بهدف الاستجابة لدفتر مطالبه.

وعلى المستوى الاجتماعي، تنظم الأسر في عدة مواقع جغرافية في شمال أفريقيا أطباقا خاصة، تعبيرا منها على أهمية هذا اليوم الذي يعد يوم الاحتفال بالأرض لما تتمتع به من عناصر الحياة.

ويتناول المغاربة على سبيل المثال "الكسكس" كوجبة أمازيغية أصيلة بلحم الديك وبخضر متنوعة "سبع خضر"، أما في المساء يعدون شربة "أوركيمن" التي تطورت فيما بعد لتصبح الحريرة، وهي وجبة توضع فيها  كل أنواع محصولات السنة من الحبوب، كما تقوم الأسر ببعض التقاليد المعروفة كوضع الحنة للأطفال وغير ذلك وفقا لخصوصياتها الثقافية والاجتماعية، وتتزين النساء بكل ما لديها من حلي وجواهر.

والاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة لهذه السنة لها نكهة خاصة؛ حيث خرجت عدة منظمات وجمعيات مهتمة بالشأن الثقافي واللغوي الأمازيغي في المغرب للمطالبة بجعل هذا الاحتفال عيدا مثله مثل الاحتفال بالهجري والميلادي.

وطالبت هذه المنظمات عبر عريضة معدة لجمع أكثر من مليون توقيع، بالإقرار برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا في المغرب، ويوم عطلة مؤدى عنها، شأنها شأن فاتح يناير الميلادي وفاتح محرم الهجري، قصد إعادة الاعتبار للمكون الأمازيغي في شمال أفريقيا والعالم كله، لاسيما وأن الدستور المغربي للعام 2011 عبر الفصل الخامس، ينص على رسمية اللغة الأمازيغية في المغرب إلى جانب العربية، باعتبارها إرثا مشتركا للمغاربة جميعهم من دون استثناء.

وعليه، فالحديث عن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية لم يعد مقتصرا فقط على ألسنة الأمازيغيين المتكلمين بهذا اللسان العريق عراقة التاريخ الضارب في أعماق الفكر الإنساني، الذي يصادف 13 كانون الثاني/ يناير من كل عام، بل إن الإعلام العمومي المغربي عبر قنواته الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، والمواقع الإلكترونية، والراديو عبر أثيره.. كلها منابر تسلط الضوء على هذه المناسبة مع دنو رأس كل سنة أمازيغية جديدة، من خلال مقالات وافرة، ومداخلات هادفة، وصور معبرة.
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة السياحة والآثار المصرية تسترد 13 قطعة أثرية من…
إدراج 3 مواقع من فلسطين في سجل التراث المعماري…
معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…
فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…

اخر الاخبار

بوتين يبدي استعدادا للقاء زيلينسكي في موسكو
تقرير يكشف ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم قبل الهجوم…
هجوم إسرائيلي يستهدف قوات اليونيفيل في جنوب لبنان
سموتريتش يطالب نتنياهو بإقرار بسط السيادة على كل المناطق…

فن وموسيقى

منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…
مي عز الدين تكشف العديد من أسرار حياتها الشخصية…
الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة
إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…

أخبار النجوم

مطالب بالتحقيق مع روبي بسبب تصريحات مثيرة للجدل في…
نقابة الفنانين تؤكد أصالة لا تشارك في معرض دمشق…
أسيل عمران تكشف كواليس صعوبة تجسيد شخصية صابرين في…
حسين الجسمي يقدم اللون المصري بروح عصرية في أغنية…

رياضة

فيفا يكشف أرقام سوق الانتقالات العالمية والأندية تنفق 97…
مورينيو يؤكد تلقيه عرضًا من الأهلي المصري ويُعلن رفضه
إنفانتينو يؤكد أن المغرب قوة كروية وتتويجه الثالث بالشان…
محمد صلاح يشيد بآرسنال ويؤكد استمرار صراع اللقب مع…

صحة وتغذية

وزارة الصحة المغربية تعرض النسخة النهائية من مرسوم الأدوية…
رائحة الفم الكريهة مؤشر مبكر لمضاعفات السكري وأمراض اللثة
زراعة القلب الجزئية تمنح الأمل لأطفال يعانون من اضطراب…
الأطعمة فائقة المعالجة تسبب زيادة الوزن وتدهور الخصوبة

الأخبار الأكثر قراءة

معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…
فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…
اتهامات للحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي
قصر سيئون اليمني يعود للحياة بجهود الترميم بعد قرون…