الخرطوم - المغرب اليوم
أعلن الجيش السوداني، اليوم الخميس، استعادة السيطرة الكاملة على مدينة بارا بولاية شمال كردفان، بعد معارك عنيفة خاضها ضد قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر على المدينة منذ يوليو 2024، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولاً ميدانيًا مهمًا في مجريات الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين.
وأكد الجيش، في بيان رسمي، أن قواته تمكنت من دخول المدينة وفرضت سيطرتها عليها، مشيرًا إلى استمرار العمليات العسكرية في الولاية ومحيطها لتحقيق ما وصفه بـ"النصر الكامل". وأشار البيان إلى أن العمليات العسكرية جاءت ضمن خطة متكاملة لتحرير عدد من المدن الحيوية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولايات كردفان ودارفور.
وكان الجيش السوداني كان قد مهّد لتقدمه نحو بارا بعمليات عسكرية متواصلة في الأيام الماضية، ونجح في قطع طرق الإمداد عن المدينة، مما أسهم في إضعاف تمركز قوات الدعم السريع داخلها، الأمر الذي ساعد في استعادة السيطرة عليها بشكل سريع ومفاجئ صباح اليوم.
ومدينة بارا، الواقعة شمال مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ظلت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وكانت تستخدم كنقطة استراتيجية لتهديد العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى قريبة منها.
وتكمن أهمية بارا في موقعها الحيوي على الطريق القومي الرابط بين الخرطوم وولايات كردفان، حيث تمثل نقطة إمداد رئيسية لأي تحرك عسكري من العاصمة نحو غرب البلاد. وبحسب محللين عسكريين، فإن استعادة المدينة يقطع خطوط الدعم والتموين عن قوات الدعم السريع، ويؤمن محيط أم درمان غرب الخرطوم من أي تهديد مباشر.
كما أن السيطرة على بارا من شأنها تسهيل حركة الجيش السوداني غربًا باتجاه قرى وبلدات شمال كردفان، وفتح الطريق نحو دارفور، حيث تدور أعنف المعارك منذ أشهر، في ظل محاولات كل طرف توسيع نفوذه العسكري والجغرافي.
ويُعد هذا التقدم الميداني واحدًا من أبرز الإنجازات العسكرية للجيش السوداني منذ بداية النزاع في أبريل 2023، حين اندلعت المواجهات المسلحة بينه وبين قوات الدعم السريع في مختلف أنحاء البلاد، وقسمت السودان فعليًا إلى مناطق نفوذ عسكرية متنازعة.
وقد أسفر هذا النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، بحسب تقديرات منظمات إنسانية دولية، فيما تعاني البنية التحتية المدنية في العديد من المناطق من دمار شبه كامل، وسط أزمة إنسانية توصف بأنها من بين الأسوأ عالميًا.
ويعيش السودان اليوم على وقع واحدة من أشد موجات الجوع والنزوح في تاريخه الحديث، حيث تفيد تقارير حقوقية بأن مخيمات النازحين، لا سيما في مناطق غرب البلاد، تشهد تكدسًا غير مسبوق وسوء تغذية حاد، فضلًا عن تفشي الكوليرا وغياب شبه تام للخدمات الصحية والرعاية الإنسانية.
ويترقب الشارع السوداني تطورات الأيام المقبلة، في ظل استمرار المعارك في دارفور وجنوب كردفان، وسط مطالبات دولية بوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية المتعثرة منذ اندلاع النزاع.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش السوداني يتصدى لهجمات متواصلة لقوات الدعم السريع على جنوب الفاشر وسط حصار خانق
قوات الدعم السريع تُهاجم الفاشر بقصف مدفعي والجيش السوداني يتصدى وسط تدهور إنساني ومخاوف من مجاعة