نيويورك - المغرب اليوم
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الجمعة، إعلانًا دوليًا يدعو إلى تنفيذ حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويحدد خطوات ملموسة ومحددة زمنياً نحو قيام دولة فلسطينية مستقلة، في خطوة غير مسبوقة بدعم دولي واسع وقاطعة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وجاء التصويت على ما يعرف بـ"إعلان نيويورك"، الذي صدر عن مؤتمر دولي عُقد في يوليو الماضي برعاية مشتركة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا في مقر الأمم المتحدة، وسط مقاطعة أميركية وإسرائيلية لذلك المؤتمر. وقد صوّت لصالح الإعلان 142 دولة، مقابل 10 دول عارضته، وامتنعت 12 أخرى عن التصويت.
الإعلان، الذي يمتد على سبع صفحات، يشدد على ضرورة وقف الحرب في غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما يتضمن التزامًا دوليًا بالسير نحو حل دائم وشامل للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، عبر خطوات عملية لا رجعة فيها.
ورحبت القيادة الفلسطينية بنتائج التصويت، واعتبر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ أن القرار يعكس "الإرادة الدولية المتزايدة لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية"، مؤكدًا أن الاعترافات الدولية المتصاعدة بالدولة الفلسطينية "ترسخ حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم".
في المقابل، نددت إسرائيل والولايات المتحدة باعتماد الإعلان، واعتبره المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون أنه "سيطيل أمد الحرب ويقوض فرص المفاوضات"، بينما وصفت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس القرار بأنه "دعاية تمنح الشرعية لحركة حماس وتعرقل الجهود الدبلوماسية".
وعلى الصعيد الأوروبي، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه القوي للإعلان، واصفًا التصويت لصالحه بأنه "خطوة لا رجعة فيها نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط". وأكد أن فرنسا والمملكة العربية السعودية ستنظمان مؤتمرًا خاصًا في نيويورك خلال الشهر الجاري لمتابعة تنفيذ خطة السلام.
وزارة الخارجية السعودية بدورها رحبت بإقرار "إعلان نيويورك"، مشددة على أن التصويت لصالحه بأغلبية كبرى يعكس "الإجماع الدولي على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، وفي مقدمتها حقه في دولة مستقلة على أرضه.
وشهد المؤتمر الذي أفضى إلى هذا الإعلان توافقًا دوليًا على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، وأن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة هو مفتاح الاستقرار الإقليمي. كما أعادت دول أوروبية كفرنسا وبريطانيا التزامها بالاعتراف بدولة فلسطين، وسط مساعٍ دبلوماسية لحشد دعم دولي أوسع من دول كبرى مثل ألمانيا وكندا واليابان وأستراليا.
وجاءت الوثيقة الختامية للمؤتمر، تحت عنوان "إعلان نيويورك"، لتؤكد التزام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في غزة، ودفع جهود السلام على أساس مرجعيات واضحة، أبرزها قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، وخريطة الطريق، بما يضمن أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، ويحقق تطلعات شعوب المنطقة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الأمم المتحدة توافق على استئناف مؤتمر حل الدولتين