واشنطن - المغرب اليوم
قالت مصادر مطلعة إن مسؤولين أميركيين وأوروبيين بدأوا العمل على بلورة حزمة ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، في إطار تحضيرات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى فتح الطريق أمام عقد اجتماع وُصف بـ"المفصلي" بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقب اجتماعه في البيت الأبيض مع عدد من القادة الأوروبيين.
الضمانات الأمنية المرتقبة ستركّز على دعم القدرات العسكرية الأوكرانية بشكل غير محدود، بعيداً عن أية مطالب مستقبلية قد تطرحها موسكو بشأن تقليص حجم الجيش الأوكراني كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب. كما تشمل هذه الضمانات نتائج أعمال "تحالف الراغبين"، وهو تكتل أوروبي تقوده بريطانيا وفرنسا، ويتوقع أن يسفر عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات لم يتم تحديد هيكلها بعد.
وأسفرت الاجتماعات التي جرت في واشنطن بين ترمب وزيلينسكي وعدد من الزعماء الأوروبيين، عن التزام أميركي واضح بتقديم ضمانات لأوكرانيا، حيث صرح ترمب عبر "تروث سوشيال" بأن الاجتماع تناول الضمانات الأمنية التي ستقدمها الدول الأوروبية بالتنسيق مع الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يُطلع القادة الأوروبيون، عن بُعد، على نتائج هذه المحادثات في وقت لاحق اليوم.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن العمل جارٍ على وضع مضمون عملي لتلك الضمانات، موضحاً في منشور على منصة "إكس" أن بلاده تُعدّ صيغاً ملائمة لهذا الهدف بالتعاون مع قادة الدول المعنية، وأن النقاشات لا تزال مستمرة على مستوى المستشارين الأمنيين. وعبّر عن تفاؤله قائلاً: "ستكون هناك ضمانات أمنية".
زيلينسكي كشف أيضاً أن الاجتماعات تضمنت مناقشة خطة لشراء أسلحة أميركية بقيمة 90 مليار دولار بتمويل أوروبي، ضمن إطار تلك الضمانات، إلى جانب اتفاقات متعلقة بتصنيع أوكرانيا لطائرات مسيّرة، وشراء الولايات المتحدة بعضها.
وفي ما يخص الشكل المتوقع للضمانات، أوضح مسؤولون أن الزعماء أبدوا تأييداً واسعاً لتبني نموذج مشابه للمادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي تنص على الدفاع المشترك، وهي فكرة اقترحتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. إلا أن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بتطبيق هذه الضمانات، ودور الولايات المتحدة، لا تزال قيد النقاش بين المسؤولين.
هذه التطورات جاءت بعد تخوّف أوروبي وأوكراني متزايد من ميل ترمب نحو تقديم تنازلات لروسيا، خاصة بعد لقائه مع بوتين مؤخراً في ألاسكا، لكن الاجتماعات الأخيرة ساهمت في تهدئة المخاوف مؤقتاً، وأعادت التأكيد على التزام واشنطن بضمان أمن كييف.
الرئيس ترمب وصف لقاءه مع القادة الأوروبيين في البيت الأبيض بـ"الجيد جداً"، وأعلن في منشور على منصته أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي بوتين في ختام الاجتماع، وتم خلاله بدء التنسيق لعقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي في موقع لم يُحدد بعد. وأضاف أنه يخطط لاحقاً لعقد اجتماع ثلاثي يجمعه بالرئيسين الروسي والأوكراني، واصفاً هذه الخطوة بأنها "ممتازة" لإنهاء الحرب.
وأشار ترمب إلى أن المناقشات في البيت الأبيض ركزت على الضمانات الأمنية لأوكرانيا، والتي ستُقدَّم بتنسيق أميركي أوروبي مشترك. وأعرب عن تفاؤله قائلاً: "الجميع سعداء للغاية بإمكانية تحقيق السلام لروسيا وأوكرانيا". وأوضح أن نائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، يتولون مهمة التنسيق مع موسكو وكييف بشأن ترتيبات اللقاء.
الرئيس الأوكراني، من جهته، جدّد التأكيد خلال الاجتماع على أن "من المهم أن تمنحنا أميركا إشارات قوية في ما يتعلق بالأمن"، مضيفاً أن الجميع يسعون لإنهاء الحرب، ووقف العدوان الروسي، ورحب بفكرة تنظيم اجتماع ثلاثي يضم ترمب وبوتين، قائلاً إن "أوكرانيا ستكون سعيدة بوجود ترمب هناك".
في السياق ذاته، شدد القادة الأوروبيون على ضرورة أن تكون الضمانات الأمنية الأميركية جزءاً أساسياً من أي اتفاق سلام محتمل بين كييف وموسكو، بما يُعزز الاستقرار في أوروبا ويضع حداً للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
قد يهمك أيضـــــــــــا
قمة حاسمة في واشنطن تجمع ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين وسط ضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب في أوكرانيا