الرئيسية » إختراعات علوم وتكنولوجيا
أقراصُ الـ(Dvd) تُطيّح بشريّطي الـ(Vhs) والكاسيّت وتُفسح المجال للتوزيّع

بيروت - غيث حمّور

تَغيُّر معادلة المشاهدة من أفلام الـ(vhs) إلى أقراص الـ(dvd) أفسح المجال لعدد كبير من المحلات لافتتاح مراكز توزيع وبيع الأفلام، حتى أًصبح عددها كبيرًا جدًا، وقد أصبحت مهنة يمكن أن يعتمد عليها الكثيرون بدلاً من العمل في محلات البقالة والخضار وما شابه، لتتحول هذه المراكز لسينمات متنقلة تقدم مختلف الإنتاجات السينمائية العالمية ومن مختلف بقاع الأرض، ولم يقتصر توزيع الأفلام على المحال بل امتد ليكون أحد المنتجات الأساسية التي تباع على البسطات، فأصبح المواطن العربي عموماً والسوري خصوصًا يستطيع الحصول على الفيلم الذي يريد بمجرد وقوفه على أحد بسطات الأفلام بسعر زهيد يتراوح بين نص دولار ودولار واحد، وهو رقم بسيط مقارنة مع ما كان يدفع في استئجار أفلام الـ(vhs) سابقاً.
بينما في السابق لم يكن الحصول على أحد الأفلام في تسعينات القرن الماضي بالأمر السهل، فمعظم مراكز توزيع الفيديو (القليلة) آنذاك كانت تعتمد أفلام (vhs) بنوعيها الكبير والصغير، وكانت حركة التوزيع تقتصر على عملية التأجير لغلاء الفيلم ولصعوبة الحصول عليه، وكثيراً ما ترافقت عملية التأجير (المكلفة) بدفع رهن ما أو إيداع لأحد الأغراض الثمينة ليضمن مركز التوزيع عودة الشريط إلى مكتبته، ولكن التطور التقني الكبير الذي شهده العالم بداية من القرن العشرين جعل عملية توزيع الأفلام والحصول عليها أمراً سهلاً ورخيصاً، ولم تعد موضة التأجير فعالة، فأقراص الـ(dvd) الرخيصة حلت بدلاً من أفلام (vhs) الغالية، وعملية استيراد الأفلام عبر الحدود من الدول المجاورة أصبح أسهل عن طريقة الشبكة العنكبوتية التي أصبحت تتيح أخر الإنتاجات وأحدثها، إضافة لاحتوائها على أندر الأفلام وأقدمها.
وبدأت المراكز الرئيسية للأفلام مع انطلاقتها الأولى الاهتمام بتكوين أرشيف كامل لمختلف الإنتاجات السينمائية العالمية، خاصة الأميركية منها وبترجمتها إلى اللغة العربية، واستطاعت بفترة قليلة الوصول إلى هدفها، ولكن مع الكم الهائلة من الإنتاجات السينمائية العالمية (الأمريكية والأوروبية) بدأت هذه المراكز بعدم الاهتمام بالأرشفة واتجهت إلى تقديم الأفلام الجديدة (الضاربة)، وهو ما ساهم بضياع العديد من الإنتاجات السينمائية المهمة من مكتبات هذه المراكز، وأصبح التركيز موجهاً على السينما الأمريكية الهوليوودية المربحة لما يرافقها من بروباغندا إعلامية في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما أثر على سوية الترجمة المقدمة التي أخذت بالتراجع نظراً للإقبال الكبير والحاجة الملحة للسرعة بالتقديم فضلاً عن السعر الزهيد الذي وصل إليه الفيلم والذي أصبح من الصعب على المراكز مع هذا السعر الاعتماد على مترجمين ذوي سوية عالية.
ودفع رخص سعر الـ(dvd) مراكز التوزيع للاهتمام بأرشفة وتقديم عدد من الفنون الأخرى، فتوجهت إلى الدراما العربية خاصةً والأمريكية عامةً، فأصبح من السهل الحصول على أي مسلسل عربي "سوري كان أو مصري" منذ انطلاقة الدراما التلفزيونية وحتى الآن وبسعر مقبول، ولم يقتصر الأمر على نتاج الدراما العربية بل امتد الأمريكية التي أصبح من السهل الحصول عليها كما تعرض على الفضائيات العربية وأحياناً بمواسم لم تعرض عليها بعد، ولكن المشكلة التي تعاني منها المسلسلات "العربية منها" المنسوخة على أقراص الـ(dvd) هو غياب الدقة في الصورة المقدمة والمسجلة من الفضائيات العربية التي تمتلئ بالإعلانات والأشرطة الإخبارية ومعظمها تفتقد للدقة خاصة أنها لم تبث حتى بميزة الـ(hd) لتقديم  الدقة اللازمة في الصورة.
أيضًا ساهم رخص سعر أقراص الـ(dvd) في أرشفة الموسيقا والغناء، بطريقة الـ(mp3) للاستفادة الأمثل من مساحة الأقراص الرقمية، فأصبح من الممكن الحصول على جميع أعمال الموسيقيين المغنين العرب والأجانب بسهولة بعد أن كان ذلك يحتاج لشراء عدد كبير من أشرطة الكاسيت، لتصبح أعمال جميع المطربين والموسيقيين العرب والأجانب القديمة منها والجديدة مؤرشفة وسهلة الاستخدام والاسترجاع، ولكن ضغط الأغاني والمقطوعات الموسيقية بطريقة الـ(mp3) أفقدها الكثير من دقتها ونقائها وساهم في انخفاض جودتها بشكل كبير.
تجدر الإشارة إلى أن  أقراص الـ(dvd) كان لها دور كبير في أرشفة الأفلام والمسلسلات والموسيقا، وساهمت بشكل كبير في نشر ثقافة المشاهدة والاستماع بين الجمهور في الوطن العربي، ولكن يبقى الأهم الحفاظ على النوعية والمميزات بداية من الترجمة في الأفلام مروراً بالدقة في المسلسلات انتهاءً بنقاء الصوت في الموسيقا والغناء، إضافة إلى أن المحافظة على الأرشيف يعد أمراً هاماً وملحاً، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتنظيم العمل في هذه المراكز وتوظيفها بالشكل الأمثل لخدمة المتابع والمقتني، والذي يعود بدوره بالفائدة على السوية الثقافية للمجتمع، ويساهم في رفع الذائقة الفنية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أفكار وأوامر بسيطة تتيح للذكاء الاصطناعي إنشاء برامج كومبيوترية
الإمارات تعلن التصدي لهجمات إلكترونية استهدفت 634 جهات جهة…
وزير التكنولوجيا البريطاني يستخدم برنامج «تشات جي بي تي»…
الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات في إدراك الوقت وفهم التقويم…
الإمارات تخطط لتطوير أكبر مركز بيانات ذكاء اصطناعي في…

اخر الاخبار

شاحنات مساعدات تدخل غزة وسط دعوات دولية لدعم خطة…
أنقرة تستضيف اجتماع وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث…
التحالف الدولي يسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وسط…
الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…

الأخبار الأكثر قراءة

أفكار وأوامر بسيطة تتيح للذكاء الاصطناعي إنشاء برامج كومبيوترية
الإمارات تعلن التصدي لهجمات إلكترونية استهدفت 634 جهات جهة…
وزير التكنولوجيا البريطاني يستخدم برنامج «تشات جي بي تي»…
الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات في إدراك الوقت وفهم التقويم…