الرئيسية » إختراعات علوم وتكنولوجيا
حرائق الغابات

واشنطن ـ رولا عيسى

أعدت وكالة ناسا الأميركية للفضاء دراسة حديثة حول أسباب حرائق الغابات، واستعانت فيها ببيانات استخلصتها من أداة ECOSTRESS الموجودة على متن المحطة الفضائية التابعة للوكالة، وأوضحت الوكالة أن البيانات المتعلقة بـ"تعرق النبات" يمكن أن تساعد في توقع حرائق الغابات.

ووفق الدراسة تختلف درجة مخاطر حرائق الغابات، حسب المناطق التي تتواجد بها، بما في ذلك ولاية كاليفورنيا الأميركية المنكوبة بالجفاف، ورصدت الدراسة العلاقة بين شدة حرائق الغابات والإجهاد المائي في النباتات جرى تم قياسها في الأشهر التي سبقت الحريق. ولا تتوقف أسباب حرائق الغابات عند احتراق النباتات الجافة أكثر من النباتات الرطبة، فالبحث الذي قاده العلماء في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في جنوب كاليفورنيا، تمكن من قياس درجة حرارة النباتات عند نفاد الماء. وركز الباحثون المشاركون في الدراسة، على البيانات التي جرى جمعها خلال أجزاء من عام 2019 وأوائل عام 2020 على 6 مناطق، 3 منها في جبال جنوب كاليفورنيا و3 في سييرا نيفادا التي أحرقتها حرائق الغابات لاحقًا.

وتشير دراسة وكالة ناسا التي نشرتها الوكالة قبل أيام، إلى أن أبحاثا أخرى أظهرت أن موسم حرائق الغابات في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة يبدأ في وقت مبكر من العام ويزداد طوله وشدته.

في ولاية كاليفورنيا، وهي ولاية بها 33 مليون فدان "13 مليون هكتار" من الغابات، يمكن أن تساعد الأفكار التفصيلية حول العلاقة بين حرائق الغابات وتوافر المياه للنباتات مسؤولي إدارة الحرائق في ما إذا كان من المحتمل أن تشتعل النيران في منطقة ما.

جفاف منذ 1200 عام
وتقول كريستين لي، المؤلفة المشاركة في الدراسة في مختبر الدفع النفاث: "نحن في حالة جفاف ضخمة هي الأسوأ منذ 1200 عام، وهي تخلق ظروفًا لمزيد من الحرائق الكارثية، ومثل هذه البيانات ستكون حاسمة لتطوير العلوم ويمكن أن تساعدنا في اتخاذ تدابير وقائية ضد اشتعال الحرائق".

ووجد الباحثون أن معدل إطلاق النباتات للمياه عن طريق "التعرق" وهي عملية تُعرف باسم "التبخر" أيضا، يمكن أن يساعد في التنبؤ بما إذا كانت حرائق الغابات اللاحقة أكثر أو أقل حدة. يشير المقياس إلى ما إذا كان المجتمع النباتي يحصل على كمية كافية من الماء أو أنه يتعرض لضغوط بسبب نقصه، حسبما تقول مادلين باسكوليني كامبل، عالمة المياه والأنظمة البيئية في مختبر الدفع النفاث والمؤلفة الرئيسية للورقة البحثية.

وتضيف: «كنا نحاول أن نفهم ما الذي يدفع الاختلافات في سبب وجود حروق شديدة في بعض المناطق، بينما لا تعاني مناطق أخرى من ذلك. تظهر النتائج مدى أهمية الإجهاد المائي للتنبؤ بالمناطق الأكثر حرقًا ولماذا من المهم مراقبة الغطاء النباتي في هذه المناطق.»

ظاهرة التبخر
ومثل البشر، تكافح النباتات لمواجهة الحرارة المرتفعة، وبنفس الطريقة التي يساعد بها التعرق البشر على البقاء هادئين، تعتمد النباتات على التبخر في تنظيم درجة حرارتها، ولتجنب فقدان الكثير من الماء، تبدأ النباتات في إغلاق مسامها إذا جفت بشدة.

بشكل عام، يشير التبخر البطيء وانخفاض الكفاءة إلى أن النباتات تعاني من الإجهاد المائي، بينما تشير القيم الأعلى إلى أن النباتات تحصل على كمية كافية من الماء. وفي الورقة البحثية، التي نُشرت في Global Ecology and Biogeography، وجد الباحثون أن المتغيرات المرتبطة بالإجهاد المائي، كانت أحد مسببها شدة الحروق في المناطق التي ضربتها 3 حرائق غابات في جنوب كاليفورنيا في 2020.

جفاف الأشجار
وتضيف باسكوليني كامبل أن توقع حدوث زيادة أو انخفاض في حدة الاحتراق يعتمد على النوع الأساسي للنباتات في منطقة ما، فعلى سبيل المثال، تميل غابات الصنوبر المجهدة إلى الاحتراق بشدة، ما يشير إلى أن الظروف الجافة تجعل الأشجار أكثر قابلية للاشتعال. وبشأن الأراضي العشبية، تشير "كامبل" إلى أن الضغط المنخفض يميل إلى الارتباط بمزيد من الضرر الناتج عن الحروق، وهو مؤشر محتمل على أن النمو القوي للنباتات ينتج المزيد من الوقود، ما يؤدي إلى مزيد من الحرائق الشديدة.

تأتي الدراسة في الوقت الذي تكثف فيه وكالة ناسا جهودها لتعبئة التكنولوجيا والخبرة والموارد لدراسة حرائق الغابات.

وأعلنت الوكالة في مايو عن تشكيل NASA Wildland Fire Sense، وهي مبادرة تهدف إلى الجمع بين الخبراء من مختلف التخصصات، جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا المتقدمة والأدوات التحليلية، لتطوير مناهج يمكن أن تُعلم وتوجه صانعي القرار في إدارة الحرائق.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تلسكوب جيمس ويب يوجه انتباهه إلى الكواكب الخارجية للبحث عن صلاحيتها للسكن

وكالة ناسا تنشر أعمق صورة فلكية للكون البعيد التقطها تلسكوب جيمس ويب

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إيلون ماسك يدخل السوق اللبنانية عبر ستارلينك وسط جدل…
الذكاء الاصطناعي يدخل المشهد الانتخابي المغربي وسط مخاوف من…
خبراء يدعون المغرب إلى الاستفادة من التجربة اليابانية في…
معالج افتراضي بالذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا جديدة للعلاج النفسي
غوغل في مأزق بعد تسريب بيانات 2 5 مليار…

اخر الاخبار

ضغط أمريكي لتوقيع اتفاق بين سوريا وإسرائيل الأربعاء أو…
وزير الصناعة المغربي يُجري،مباحثات مع وزير دفاع جمهورية الهند…
الملك محمد السادس يُشيد بالروابط التاريخية مع جمهورية مالي
المملكة المغربية والهند يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات…

فن وموسيقى

مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…
أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…
مي عمر تدخل التاريخ كأول مصرية ضمن قائمة "أجمل…
نيكول سابا تكشف أسرار دورها في مسلسل "وتقابل حبيب"وتوضح…

أخبار النجوم

أحمد العوضي يتحدث عن مواصفات فتاة أحلامه وحقيقة ارتباطه…
أصالة تكشف سبب عشقها للديوهات والفنانة التي تتمنى الغناء…
مي عمر تعود الى السينما مع النجم أحمد العوضي
نيللي كريم تعلن قرارها حول خوضها دراما رمضان المقبل

رياضة

عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…
اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…

صحة وتغذية

نظام غذائي يكشف أسراره في التخفيف من التهاب المفاصل
إكليل الجبل عشبة منزلية ذات فوائد مذهلة لصحة الجسم…
دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
تقليل استهلاك الكافيين قد يجعلك ترى أحلاماً أكثر وضوحاً

الأخبار الأكثر قراءة

المنتخب السعودي للذكاء الاصطناعي يحصد أربع ميداليات في أول…
الشرق الاوسط يتجه لانفاق تقني ضخم يصل الى 169…
أقصر يوم في التاريخ يُسجَّل اليوم وتحذيرات من تداعيات…
علماء كوريون يطوّرون دواء لعلاج كورونا يؤخذ عن طريق…
نقاش أوروبي حول استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي