مهرجان كتارا يجذب أعداداً غفيرة من الجمهور

تتواصل فعاليات مهرجان (كتارا) الرمضاني الذي يقام هذا العام تحت شعار ( القرآن والفلك )، وسط تفاعل كبير وإقبال متزايد من قبل الجمهور، حيث تحظى المحاضرات الدينية التي يستضيفها جامع (كتارا) الكبير خلال شهر رمضان المبارك بالتعاون مع قطر الخيرية، باهتمام ومتابعة أطياف واسعة من زوار وضيوف الحي الثقافي،
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور خالد بن ابراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي :" إن استضافة هذه المحاضرات في مسجد كتارا يأتي انطلاقاً من حرص المؤسسة على استقطاب العلماء والقراء خلال الشهر الفضيل وسعيها الدائم على نشر الدعوة وخدمة المجتمع في قالب تثقيفي توعوي يجسد رسالة (كتارا) المستمدة من إرثنا الحضاري العربي والإسلامي والهادفة لإعادة دور المسجد إلى سابق عهده الزاهر.
حضور كبير في مسجد كتارا
وتناوب على إلقاء المحاضرات القيمة خلال الأيام الماضية من الشهر الكريم ، كوكبة من خيرة العلماء والدعاة من مختلف الدول، إذ تناول أصحاب الفضيلة : سعيد مسفر، ابراهيم بوبشيت، عبد الرقيب عباد، حسن الحسيني ، طارق الحواس، خلال محاضراتهم جوانب عديدة مما يشغل حياة المسلم في عصرنا الراهن وتبين الوسائل المهمة في كيفية توجيه طاقاته وتجنب المهاوي التي تختلف صورها بحسب الزمان والمكان، بالإضافة إلى إثراء المفاهيم والقيم الدينية والإنسانية، كما تناوب على إمامة المصلين في صلاة العشاء والتراويح نخبة من أشهر القراء، حيث استمتع الحضور الغفير بالأصوات العذبة للمقرئين: الشيخ مسعود الحلفاوي والشيخ سلمان الشيخ " وظل المسجد مكتظاً بالمصلين حتى الركعة الأخيرة من الصلاة ، في أجواء روحانية عظيمة عامرة بالإيمان والخشوع .
من جهة أخرى، انطلقت مسابقة (القرآن والفلك ) في الفن التشكيلي والتي تنظمها الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي في المبنى (13 ) بـ(كتارا)، حيث تفسح هذه المسابقة المجال لأكبر عدد من الفنانين التشكيليين ليشاركوا في أحدث إبداعاتهم ويعرضوا أفضل انجازاتهم في لوحات تنتمي إلى مختلف التيارات الفنية التعبيرية وترصد في تعبيرها المميز ما تبتكره أناملهم المرهفة وتستلهمه ريشهم المبدعة من مشاهد ورؤى قوامها الخط واللمسة والبقعة والكتلة والظلال والأضواء والألوان، مستوحاة من كتاب الله الكريم وعلاقته بعلوم الفلك،
وفي هذا السياق، قال السيد يوسف السادة رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية :" إن المسابقة تتيح لكل فنان أن يقدم لوحة واحدة تتعلق بموضوع القرآن أو الفلك أو من خلال دمجهما في عمل فني واحد، مشيرا إلى أن الأعمال الفنية ستعرض في نهاية شهر رمضان المبارك على لجنة تحكيم مؤلفة من فنانين تشكيليين يتمتعون بدرجة كبيرة من الخبرة، وذلك لاختيار الفائزين الثلاثة الأوائل، حيث سيمنح صاحب المركز الأول جائزة قيمتها (15) ألف ريال، كما سيمنح صاحب المركز الثاني (10) آلاف، فيما سيحصل صاحب المركز الثالث على جائزة بقيمة (5) آلاف ريال ، مقدما الشكر للإدارة العامة لـ(كتارا ) وإدارة العلاقات العامة على الدعم المتواصل للجمعية القطرية الفنون التشكيلية .
أناشيد وابتهالات دينية
وفي جانب الأناشيد الدينية، اختتمت أمس (السبت) فرقة أماسي اليمنية عروضها على مسرح الدراما بالحي الثقافي، وذلك وسط تجاوب واستحسان وإعجاب كبير من قبل جمهور (كتارا) الذين غصت بهم مدرجات المسرح، مما يعكس تعطش الناس إلى هذا الفن الأصيل الذي تقدمه (كتارا) كجزء من رؤيتها في الاحتفاء والاحتفال بتقاليدنا العربية والإسلامية العريقة .
حيث قدمت الفرقة باقة متنوعة من أجمل الأناشيد والموشحات والابتهالات الدينية والتي عطرتها مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم، واستمتع الحضور بما قدمته الفرقة من قصائد وأبيات شعرية من صميم التراث اليمني في لحج وحضرموت كان لها الوقع الجميل في آذان المستمعين مثل (عرفتك يارب) و(اوبريت رسول الله) ، لما تتميز به من معان وتعابير روحية مفعمة بالإيمان والحب الإلهي، تغرس في النفوس والقلوب القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية المنبعثة من ديننا الإسلامي العظيم وعقيدتنا السمحاء، ساعد على إيصالها الأداء الحسن والأصوات العذبة لأعضاء الفرقة، وخاصة الطفل أمجد الخولاني الذي غنى أناشيد رائعة عن الطفولة وحب الوالد .
حائط (كتارا) الرمضاني
كما تشهد فعالية حائط (كتارا) الرمضاني تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور والزوار، حيث تتلخص فكرة الحائط في أن يلتقط زوار (كتارا) صوراً في الحي الثقافي ثم يقوموا بإرسالها على مواقع التواصل الاجتماعي لـ(كتارا) ليتم تعليقها مما يشكل لوحة فنية جماعية ، ويأتي إدراج مهرجان كتارا الرمضاني لهذه الفعالية انطلاقا من حرص المؤسسة بالعناية بتفاعل جمهور وزوار الحي الثقافي، عبر إشراكهم في الفعاليات بأنفسهم باعتبار أن الثقافة تجسد التقارب الإنساني وتحقق الالتقاء بين مختلف الشعوب و الحضارات، إذ أن الحي الثقافي يعد ملتقى لثقافات العالم.