أصيلة البرتغالية قصة تاريخية مثيرة يشهد عليها برج القمرة
آخر تحديث GMT 16:41:02
المغرب اليوم -
زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد يهاجم نتنياهو بشدة والمتحدث بإسمه بطريقة ساخرة على خلفية مزاعم تتعلق بدولة قطر زيلينسكي يؤكد طرح الملفات الحساسة والقضايا الإقليمية في الاجتماع الثلاثي مع بوتين وترامب دونالد ترامب يبدأ اجتماعاته مع قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يعيد تشكيل رئاسة هيئة الأركان في السودان بقرارات جديدة جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على «وادي العصافير- ​الخيام» ما أدى إلى إصابة 3 سوريين ريال مدريد يرفض بيع المغربي براهيم دياز لبنفيكا ويجهز لتجديد عقده نادي الجزيرة الإماراتي ينهي التعاقد مع مدرب الفريق الأول الحسين عموتة وطاقمه المساعد مسؤول إسرائيلي لجيروزاليم بوست نتنياهو سينظر في مقترح وقف إطلاق النار المطروح رغم كونه اتفاقًا جزئيًا لا يشمل الإفراج عن كافة الرهائن وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى البيت الأبيض قبيل القمة الأوروبية مع ترامب حماس تسلّم ردها على "المقترح الأحدث" لوقف إطلاق النار في غزة
أخر الأخبار

"أصيلة البرتغالية" قصة تاريخية مثيرة يشهد عليها برج "القمرة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرباط - وكالات

وسط فضاء ساحة عبد الله كنون القريبة من المدينة القديمة، يتيح منتدى أصيلة لمتابعيه فرصة متابعة سهرات مختلف الثقافات الموسيقية عبر القارات، ووسط نغمات كناوة وقرع الطبول الإفريقية. لا يحس الزائرون  إلا وأعينهم شاخصة إلى برج كبير يعد أعلى بنايات المدينة الساحلية. إنه برج «القمرة» التاريخي الذي يعد رمزا للعمارة البرتغالية بالمدينة. الوجود البرتغالي في أصيلة يعد ثاني أهم فتراتها التاريخية بعد نظيره العربي الإسلامي، حسب المؤرخين، ففي سنة 1471، عندما كانت المدينة مركزا تجاريا دوليا محاطا بأطماع الأوروبيين، تمكن الجيش البرتغالي من احتلال المدينة بعدما ألحق هزيمة بالجيش المغربي، مستغلا تضعضعه نتيجة الحرب الأهلية بين المرينيين الحاكمين والوطاسيين الذين سيصلون سدة الحكم فيما بعد، وتمركز البرتغاليون في المدينة خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ليجعلوا منها قلعة عسكرية منيعة، وتشهد أسوار المدينة القديمة وبعض المدافع الأثرية على الهالة العسكرية التي كان البرتغاليون يحيطون بها أصيلة. وكان برج «القمرة» أهم الإنشاءات المعمارية البرتغاليين بأصيلة، فهذا البناء ذو القاعدة المربعة الملاصق لباب البحر سيشهد فترات مهمة من تاريخ الصراع البرتغالي المغربي، خاصة في عهد الدولة السعدية، فعندما بلغ الصدام بين السلالة السعدية ذروته بين محمد المتوكل السعدي وعميه عبد المالك وأحمد، وخطط الأول لقتلهما ليتمكن من الاستيلاء على كامل تراب «الإيالة الشريفة»، اختار وضع يده في يد المحتل البرتغالي. وفي عام 1578  سيحل الأسطول البرتغالي بطنجة استعدادا للمعركة الفاصلة، وسيتجه الملك سيباستيان إلى برج «القمرة» ليستقر به ويعد للحرب، وداخله سيقضي أمسيته الأخيرة ليلة الرابع من غشت، لأنه في صباح اليوم الموالي سيلقى حتفه في معركة وادي المخازن، التي مكنت الدولة السعدية من استعادة الهيبة العسكرية للإيالة الشريفة، والتي على سمعتها سيعيش المغرب الأقصى مهاب الجانب قرونا طويلة، سيطر فيها على المنافذ التجارية البرية والبحرية. اهتمام البرتغاليين بتاريخهم في أصيلة أو «آرزيلا» كما ينطقونها، لم ينقطع رغم انقضاء وجودهم في هاته المدينة منذ قرون، فبرج «القمرة» تحديدا، الذي يسميه البرتغاليون «برج دون سيباستيان»، كان على موعد مع الترميم منتصف التسعينيات من القرن الماضي، عندما قامت مؤسسة «غولد بينكن» بتوقيع اتفاقية شراكة مع مؤسسة منتدى أصيلة، قامت بموجبها بإعادة تأهيل البرج وبناء الأجزاء المدمرة منه، وخاصة السقف والقبة مثلثة الشكل التي تتوسط سطح البرج، وقد تمت هاته العملية استنادا على بيانات هندسية أصلية كانت في ملكية وزارة الدفاع البرتغالية، وقد شملت عملية الترميم كذلك السور البرتغالي المحيط بكامل سواحل المدينة القديمة، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الخامس عشر. وظلت أصيلة، رغم مرور الزمن، رمزا للمشترك المغربي البرتغالي.  هذا المشترك تحول من حروب طاحنة إلى حوار ثقافي، فبمناسبة الدورة الحادية والثلاثين لموسم أصيلة سنة 2009، حضرت البرتغال إلى المدينة بوفد من السياسيين والإعلاميين والأكاديميين والمفكرين، الذين شاركوا في ندوة «إفريقيا والبرتغال»، التي ناقشت من بين ما ناقشته التاريخ الاستعماري للبرتغالي لأجزاء من القارة السمراء، وفي مقدمتها أصيلة طبعا. اليوم، لا زال برج «القمرة» والسور البرتغالي محتفظين بهيبتهما، ولو أن أهميتهما صارت ثقافية وسياحية بعد أن كانت عسكرية، فعشرات السياح الأجانب، ومن بينهم البرتغاليون، يجعلون من هذا المكان مزارا رئيسا عند قدومه للمدينة الأطلسية الصغيرة، وبين جنباته تصدح، خلال الدورة الخامسة والثلاثين، أنغام موسيقى الشعوب كاسرة هدوء ليل أصيلة الساحر.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصيلة البرتغالية قصة تاريخية مثيرة يشهد عليها برج القمرة أصيلة البرتغالية قصة تاريخية مثيرة يشهد عليها برج القمرة



GMT 10:29 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

حزب الاستقلال في المغرب يطلق مبادرتين هامتين

الملكة رانيا تتألق في الأصفر مجددًا بأناقة لافتة ورسائل وجدانية في كل ظهور

عمّان - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib