طهران - المغرب اليوم
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات نُشرت اليوم الثلاثاء، أن إيران لا تزال مهتمة بالحلول الدبلوماسية، رغم شكوكها في جدوى استمرار الحوار، مشيراً إلى أن بلاده تلقت مؤخراً رسائل غير مباشرة من الولايات المتحدة تفيد باحتمالية استعداد واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، شدد عراقجي على أن طهران لا تزال "ملتزمة ببرنامج نووي سلمي تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة"، لكنه أوضح أن إيران لن تتردد في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي هجمات جديدة. وأضاف الوزير الإيراني أن بلاده منفتحة على التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، قائلاً: "نحن منفتحون على التعاون المتبادل لتنشيط الاقتصاد الإيراني".
وتأتي تصريحات عراقجي في وقت يتزايد فيه الحديث داخل إيران عن استئناف المحادثات النووية المتوقفة، خاصة بعد التصعيد العسكري غير المسبوق الذي شهده شهر يونيو الماضي بين إيران وإسرائيل، والذي استمر لمدة 12 يوماً، وانخرطت فيه الولايات المتحدة بشكل مباشر.
وفي السياق ذاته، أعرب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، عن عدم ممانعته لاستئناف المفاوضات مع واشنطن، مؤكداً في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون أن بلاده لا تعارض العودة إلى طاولة الحوار النووي، بشرط استعادة الثقة المفقودة بين الطرفين. وقال بزشكيان: "لا نرى أي مشكلة في استئناف المفاوضات، ولكن كيف يمكن الوثوق بالولايات المتحدة من جديد؟"، متسائلًا عن الضمانات التي قد تُمنح لطهران بأن إسرائيل لن تُعطى الضوء الأخضر لشن هجمات جديدة أثناء سير المحادثات.
ويأتي هذا التصعيد الدبلوماسي في أعقاب حرب قصيرة ومكثفة اندلعت يوم 13 يونيو، حين شنت إسرائيل هجومًا جويًا واسع النطاق على منشآت نووية إيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. وردّت طهران بوابل من الصواريخ استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية وبنى تحتية ومدن، قبل أن تدخل الولايات المتحدة رسميًا النزاع في 22 يونيو عبر قصف منشآت نووية إيرانية، لترد إيران في اليوم التالي بهجوم مضاد شمل إطلاق 14 صاروخًا على القاعدة الجوية الأميركية الكبرى في الشرق الأوسط، إلى جانب هجمات بطائرات مسيّرة على قواعد أميركية في العراق.
وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ في 24 يونيو التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مما أنهى مواجهة عسكرية استمرت 12 يومًا، وصُفت بأنها الأعنف بين الطرفين منذ عقود.
وبينما تشير رسائل عراقجي وبزشكيان إلى أن طهران لا تُغلق الباب أمام الحلول السياسية، إلا أن الشكوك العميقة والتجربة المريرة من المواجهة الأخيرة تضع عقبات كبيرة أمام استئناف سريع وجاد لأي مفاوضات جديدة بين إيران والولايات المتحدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
إيران تؤكد انفتاحها على واشنطن وتستبعد عودة قريبة للمفاوضات النووية
عباس عراقجي يُهدد بخروج إيران من المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر