فيينا / طهران -المغرب اليوم
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، الاثنين، أن الوكالة تتوقع التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الأيام القليلة المقبلة، يمهّد لاستئناف التعاون الكامل بشأن برنامجها النووي، بعد أشهر من الجمود والتوتر المتصاعد.
وقال غروسي خلال افتتاح الدورة العادية لمجلس محافظي الوكالة في فيينا: "آمل بصدق أن نتمكن خلال الأيام القليلة المقبلة من التوصل إلى توافق ناجح مع السلطات الإيرانية، بما يُسهل استئناف عملنا الضروري".
ويأتي هذا التصريح في وقت حساس، بعد تعليق طهران تعاونها مع الوكالة منذ يونيو الماضي، عقب هجوم إسرائيلي واسع استهدف منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وأدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص، بحسب مصادر رسمية إيرانية.
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي صباح الاثنين، إن المفاوضات مع الوكالة الدولية كانت "إيجابية"، لكن لم يتم التوصل بعد إلى نتيجة نهائية.
وأشار بقائي إلى أن طهران "تتوقع صدور تقرير منصف يأخذ بعين الاعتبار الاعتداءات غير القانونية من جانب النظام الصهيوني والولايات المتحدة"، في إشارة إلى الهجمات على المنشآت النووية.
"ننتظر استكمال المحادثات والتوصل إلى نص نهائي ينظم العلاقة بين الجانبين في ظل المستجدات الأخيرة".
وشدد المتحدث على أن بلاده لن تفاوض "تحت أي ظرف" بشأن قدراتها الدفاعية، خصوصاً برنامجها الصاروخي، الذي تعتبره "خطًا أحمر".
من جهته، صرح الناطق باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، لقناة "العربية/الحدث"، بأن المفوضية الأوروبية تبذل جهودًا مكثفة لاستغلال ما وصفه بـ"الفرصة الأخيرة" لإنقاذ الاتفاق النووي.
وأوضح أن "نافذة الدبلوماسية مفتوحة حاليًا، وهناك جهود لبلورة اتفاق قبل انقضاء مهلة الـ30 يومًا التي بدأت مع تفعيل آلية (سناب باك) من قبل دول الترويكا".
وأشار إلى أن مفوضة الشؤون الخارجية، كايا كالاس، نشطة بشكل كبير في هذا الملف، وتسعى للتوصل إلى حل يحفظ التوازن بين مخاوف الأمن النووي ومطالب إيران بالسيادة.
وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا قد أعلنت في نهاية أغسطس الماضي تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 بقرار من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وفي سياق متصل، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي عن أسفها لقرار إيران تعليق التعاون، مشيرة إلى أن طهران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 440.9 كغم، وهو مستوى يقترب من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري، ويتجاوز كثيراً السقف المحدد في اتفاق 2015 وهو 3.67%.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن فرصة دبلوماسية محدودة باتت متاحة لإنعاش المسار النووي المتعثر، وسط تصاعد الضغوط الدولية، خاصة مع تزايد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، وتدخل أطراف إقليمية وغربية.
ومع أن غروسي عبّر عن أمله بالتوصل لاتفاق خلال أيام، تبقى حالة الترقب سيدة الموقف، بينما تستعد القوى الكبرى لما قد يكون مفترق طرق حاسم في ملف إيران النووي خلال الأسابيع المقبلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
السلطات الإيرانية تغلق مكتب الخطوط الجوية التركية في طهران
طهران ترفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل إنهاء المفاوضات


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر