واشنطن - المغرب اليوم
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية وُصفت بـ"الكبيرة" على واردات أشباه الموصلات القادمة من الخارج، في خطوة تهدف إلى دفع الشركات العالمية نحو نقل مصانعها وخطوط إنتاجها إلى الولايات المتحدة. وأكد ترامب أن أي شركة تستجيب لهذه الدعوة وتقرر الاستثمار محلياً ستكون معفاة من هذه الرسوم، في حين ستواجه الشركات الأخرى قيوداً صارمة قد تصل إلى مضاعفة تكلفة منتجاتها في السوق الأميركية.
ويأتي هذا الإعلان في إطار استراتيجية أوسع لترامب تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي للولايات المتحدة، خصوصاً بعد أن أصبحت صناعة الرقائق وأشباه الموصلات أحد أعمدة الاقتصاد الرقمي العالمي وأساس الصناعات المتقدمة مثل السيارات الكهربائية، الهواتف الذكية، والذكاء الاصطناعي. ويرى مراقبون أن هذا التوجه يتماشى مع سياسة "أميركا أولاً" التي يسعى ترامب إلى ترسيخها منذ عودته إلى البيت الأبيض.
من جانب آخر، أثار القرار المتوقع حالة من القلق في الأسواق العالمية، لا سيما في دول شرق آسيا مثل تايوان وكوريا الجنوبية واليابان، التي تعد من أبرز المصدّرين لأشباه الموصلات. وتخشى هذه الدول أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تراجع صادراتها نحو الولايات المتحدة، مما قد يضر بشركاتها العملاقة ويؤثر على ملايين الوظائف.
كما أبدت شركات التكنولوجيا الأميركية تخوفها من ارتفاع أسعار المكونات الأساسية، الأمر الذي قد ينعكس على تكلفة الأجهزة الإلكترونية للمستهلكين ويضغط على هوامش أرباح الشركات. وفي المقابل، يرى مؤيدو القرار أن الخطوة ستؤدي على المدى الطويل إلى تعزيز الاستثمار الصناعي داخل الولايات المتحدة وتوفير آلاف فرص العمل الجديدة في قطاع التكنولوجيا.
ويُتوقع أن تثير هذه السياسة توترات تجارية جديدة مع الصين، التي تُعد لاعباً رئيسياً في سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية، وسط مخاوف من اندلاع "حرب تكنولوجية" أشد حدة قد تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر