واشنطن - المغرب اليوم
تشهد العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك تصعيداً لافتاً في التوتر بعد أن تحولت من تنسيق إداري في مراحل سابقة إلى مواجهة مفتوحة عبر منصتي التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" التي يملكها ترامب و"إكس" التي يملكها ماسك. وقد بدأت الجولة الجديدة من الخلاف بعد إعلان ماسك عن تأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم "حزب أميركا"، وهو ما اعتبره ترامب خطوة غير محسوبة واستفزازية، حيث سارع إلى مهاجمته عبر "تروث سوشيال"، واصفاً الفكرة بأنها سخيفة وتزيد من حالة الفوضى في المشهد السياسي الأميركي.
وقال ترامب إن ماسك قد انحرف تماماً عن مساره، مضيفاً أن الملياردير الشهير تحوّل إلى "كارثة حقيقية" خلال الأسابيع الخمسة الماضية، وانتقد ما وصفه بـ"الأفكار السخيفة" التي يحملها ماسك حول العمل السياسي خارج الحزبين التقليديين. وسخر ترامب من فكرة إنشاء حزب ثالث قائلاً إنها مربكة ولا تتناسب مع النظام الأميركي الذي لا يتسع لحزب إضافي.
من جانبه لم يتأخر ماسك في الرد، واختار أن يرد على الهجوم عبر منصته "إكس"، حيث أكد أن كل شيء ممكن بما في ذلك دعم مرشح رئاسي في انتخابات 2028 عن الحزب الجديد، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الأولوية حالياً يجب أن تكون لتحقيق مكاسب في مجلسي النواب والشيوخ. وفي منشور آخر أعاد ماسك نشر تغريدة أشار فيها إلى أن مصدر القلق الحقيقي في الولايات المتحدة ليس السيارات الكهربائية بل إضافة خمسة تريليونات دولار إلى الدين الفيدرالي، في تلميح مباشر إلى السياسات الاقتصادية التي اعتمدتها إدارة ترامب.
وأضاف ماسك بعد ذلك تعليقاً تهكمياً على منصة ترامب "تروث سوشيال" قائلاً إنه لا يعرفها ولا يستخدمها، بل ذهب أبعد من ذلك حين سخر من منشور ترامب نفسه عبر اقتباس أدبي من رواية "Dune" الشهيرة للكاتب فرانك هربرت قائلاً إن "الخوف هو الموت الصغير الذي يؤدي إلى الفناء التام"، في إشارة ضمنية إلى رد فعل ترامب الذي اعتبره مبالغاً فيه.
وتأتي هذه التطورات وسط حالة من الانقسام داخل أوساط اليمين الأميركي، حيث يرى مراقبون أن هذه المواجهة المفتوحة بين اثنين من أبرز الشخصيات في المشهد السياسي والتكنولوجي قد تعكس شرخاً أعمق في التوجهات الفكرية للحركة المحافظة في الولايات المتحدة، خصوصاً مع اقتراب انتخابات 2028 وبدء الترتيبات المبكرة لها.
ويُذكر أن العلاقة بين ترامب وماسك كانت قد مرت بمراحل من التعاون والتقارب خلال ولاية ترامب الرئاسية، لاسيما في ملفات اقتصادية وتكنولوجية، إلا أن الخلافات بدأت تتصاعد تدريجياً مع تباعد المواقف حول قضايا البيئة والتنظيم الحكومي وحرية التعبير، وصولاً إلى هذه المرحلة من التصادم العلني عبر المنصات التي يديرها كل منهما، في مشهد يعكس كيف تحولت التكنولوجيا الحديثة إلى ساحة صراع سياسي متكاملة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر