نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية
آخر تحديث GMT 03:20:25
المغرب اليوم -

بعد غرقها في مياه العواصف التي ضربت البلاد

نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية

انتشار القمامة يُهدد السياحة في أجمل المدن الصينية
بكين - مازن الاسدي

تعتبر مدينة غويلين، من أجمل المدن السياحية في الصين، حيث ينتشر السياح في شوارع المدينة لالتقاط الصور إلى جانب معالمها المحلية، مثل معبد Nengren Temple، ويجتمعون ليلًا للاستمتاع بالعرض اليومي في دار الأوبرا القديمة، أو الانضمام إلى المجموعات المحلية من المسنين، الذين يرقصون للحفاظ على لياقتهم البدنية.

نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية

 ويمكن رؤية المناظر الخلابة في المدينة والمساحات الخضراء المشرقة، مع لافتات في عدة أماكن مزينة تحمل شعارات مثل "وجهة سياحية دولية من الجمال منقطع النظير"، إلا أن المواطن جيناجون شو استقيظ في أحد الأيام في مايو/ أيار 2015، ليجد منزله في غولين غارقًا في المياه بعد العواصف الممطرة الغزيرة التي جعلت نهر "تشا" يفيض ليكتسح مئات المنازل.

نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية

ويقول شو: "كانت المياه في منزلي تصل إلى ركبتي ورائحتها بشعة، وكانت هناك قمامة عائمة في غرفة معيشتي"، ولم يدرك كيف وصلت المياه إلى الشارع في ظل وجود مشروع حواجز لمكافحة الفيضانات قيد الإنشاء منذ عام 2012 ، إلا أنه فوجئ بدلًا من الحواجز برؤية النهر تملؤه القمامة.

نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية

وتضم مدن يانغشو ولونغشنغ القريبة، قممًا جبلية تطل على مناظر خلابة، ويحمل نهر "لي" الزوار على قوارب من الخيزران، بينما تطفو زجاجات المياه بجانب القوارب، في حين تمثل السياحة 20% من الناتج الاقتصادي للمدينة في عام 2015، وتهدف الحكومة إلى زيادة النسبة إلى 27% بحلول عام 2020، كجزء من حملة لتصبح المدينة وجهة للسياحة البيئية في الصين.

 وكشف مدير برنامج جنوب الصين لدى الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تشنغ تشانغ، أنه" كمقاطعة أقل تطورًا يبقى الكثير من قوانغشى مناظر طبيعية، بما في ذلك عدد كبير من المناطق المحمية مثل المحميات الطبيعية والغابات التي تمثل الطبيعة الأساسية لأنشطة السياحة البيئية".

ولا يشعر شو بالقلق إزاء السياحة، على الرغم من عدم الانتهاء من الحواجز المضادة للفيضانات حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وتقوم شركات البناء والسكان المحللين بتفريغ مخلفاتهم بين الممرات المائية والأراضي الزراعية، إلا أن نهر "تشا" لا يزال أخضر، ويضيف شو " رأيت المزارعين يلقون الدجاج والخنازير الميتة في الماء القرب من المكان الذي يصطاد منه الناس، والناس يشربون من هذه المياه".

 وبذلت حكومة جولين، جهودها لتحسين نوعية مياه نهر "لي" أحد مناطق الجذب الرئيسية في المدينة، ومن خلال قرض بقيمة 100 مليون دولار من البنك الدولي، يقوم المسؤولون بنقل الصناعات وبناء محطات معالجة مياه للصرف الصحي ومدفن للنفايات ومكافحة التلوث، إلا أنه تم تجاهل قضايا الأنهار الأخرى مثل تشا.

فيما يوضح ما جون، "منذ زيارة الزعيم دنغ شياو بينغ في السبعينيات كان نهر لي أولوية بالنسبة للحكومة بسبب جماله، إلا أن الأنهار الأخرى في جولين يحاصرها التلوث وتواجه مزيدًا من التحديات، لا سيما أنها تقع في مناطق أقل نموًا، وتعاني من ضعف إدارة الصرف الصحي والبنية التحتية".

 وصرحت منظمة جرين بيس الصين لـ"الغارديان"، أن ثلث أنهار البلاد ملوثة، ووفقًا للتقرير الصادر عن وزارة موارد المياه في نيسان / أبريل 2016، فإن 80% من آبار المياة الجوفية الضحلة ملوثة أيضًا، ويبين الدكتور وولفغانغ كينزيلباخ من معهد الهندسة البيئية في زيورخ في سويسرا، وخبير إدارة المياه في الصين، " في المدن لدينا مياة صرف صحي من المحلات التجارية والمصانع والزراعة ما يضيف ملوثات أخرى، مثلًا لمواد العضوية الثابتة والمعادن الثقيلة، وبالتالي فهي لا تصلح للشرب أو للمحاصيل".

ورغم زيادة الشفافية في بكين بشأن تلوث الهواء، إلا أن تلوث المياه يظل محرمًا في الصين، واتُهم كبار رجال البيئة بالتجسس بسبب التحدث عن الوضع الراهن، كما رفض العديد من العلماء الصينيين الذين درسوا تلوث المياه في جويلين إجراء مقابلات معهم، وقال أحدهم " أنا لست من الشجعان ولا أريد الإساءة للحكومة"، وتابع ماجوين "يمثل التعدين في المنطقة الجبلية في جويلين مشكلة خطيرة وهو سبب رئيسي لتلوث المياه".

 ووجدت دراسة عام 2016، أن خزان كينغشيتان وهو مصدر هام لخزان قويلين كان ملوثًا، حيث تم الإبلاغ عن نسب من النيتروجين والكربون العضوي، وتبين أن المصادر الزراعية والصناعية والمحلية هي المسببة للتلوث.

ويفسر الدكتور أورس فون غونتن، خبير الموارد المائية الصينية من مختبر جودة المياه ومعالجتها في لوزان في سويسرا، أن إغناء المياه بالمغذيات ربما يؤدي إلى نمو الطحالب التي يمكن أن تضر بالكبد والجهاز العصبي، ويشعر النشطاء بالقلق من عواقب تلوث المياه على السكان الصينيين، لا سيما بعد انتشار "قرى السرطان" في جميع أنحاء البلاد، وأضاف دنغ تينغتينغ، وهو من حملة المواد السامة من أجل السلام الأخضر في شرق آسيا: "يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لاستعادة بيئة الأنهار عندما يحدث هذا التلوث، ما يعني أن أجيال قد تتأثر بالتلوث".

وذكرت دراسة أجريت على المدارس الداخلية في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم، والتي تضم مدينة جويلين، أن شرب المياه الملوثة تسبب في 80% من الأمراض المنقولة عن طريق المياه"، وذكر الدكتور ديفرا دافيس عالم علم الأوبئة في صندوق صحة البيئة "تمتد الآثار الناجمة عن تلوث المياه من أضرار الجهاز التناسلي والسرطان والعقم، فضلًا عن مجموعة من الأمراض العصبية والقلبية، فالصين تضحي بجيل كامل بسبب قضية التلوث"، بينما يضيف المزارع مينغ الذي يستخدم مياه نهر تشا لري محاصيله: "لست قلقًا بشأن التلوث، استخدم مياه النهر للخضراوات ومذاقها جيدًا وزبائني في السوق لا يشكون".

وكان قد خضع المسؤولون المحليون، للتدقيق من قبل الحكومة المركزية كجزء من جميلة شي جين لمكافحة الفساد، وذكر مصدر مقرب من الحكومة المحلية، أنه من أجل استقطاب الوفود الوطنية الزائرة تنظم حكومة البلدية رحلات إلى مناطق محددة لتملق الضباط المحليين مثل هونجيان وإيزهاي.

وأضاف تينغتنغ، الناشط من منظمة جرين بيس، "يجب على الحكومات المحلية تحمل مسؤولية أكبر لحماية البيئة المائية في الصين"، وهناك دلائل على الخطر الذي يشكله تلوث المياه، حيث أطلقت بكين خطة المياة Water Ten Plan عام 2015 مع استهداف أن تصل 93% من مصادر المياه إلى المعايير الوطنية بحلول عام 2020، وتقوم البلديات باختبار وسائل مختلفة للطاقة، ويمكن للمواطنين الإبلاغ عن الأنهار الملوثة من خلال تطبق "بلو سكاي".

فيما أشار فون غونتين، إلى أنه"لا يوجد حل يناسب جميع المشاكل، وفي رأيي تعد حماية الموارد المائية العامل الأهم"، وتقول ديبيرا تان من مجموعة "مخاطر المياة في الصين ": "لن يحدث التغيير بين عشية وضحاها، لكن الصين وعدت بأن تعالج التلوث بشكل حازم في مواجهة الفقر"، ولا يزال شو يشعر بالقلق من أن تلوث المياه سيزداد سوءً قبل حدوث أي تغيير حقيقي، مضيفًا "في الصين لدينا قول مأثور بأن الناس دائمًا ما يجدون وسيلة للتعامل مع السياسات الحكومية، وأعتقد أن هذا التلوث شئ يجب أن نتعايش معه".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية نهر من القمامة يطيح بالسياحة في أجمل المدن الصينية



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 01:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين
المغرب اليوم - ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib