مستويات مُقلقة لمعدلات الإنتحار في المغرب
آخر تحديث GMT 18:52:45
المغرب اليوم -

مستويات مُقلقة لمعدلات الإنتحار في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مستويات مُقلقة لمعدلات الإنتحار في المغرب

المرضى النفسيين
الرباط - المغرب اليوم

لا تكاد الصحف المغربية تخلو من حوادث انتحار تندَس بين أعمدتها، وقصاصات تروي أحداثا حزينة لأشخاص تقطعت بهم السبل وقرروا وضع حد لحياتهم. أحدث تقرير للبنك الدولي رصد 7.2 حالة انتحار من بين كل 100 ألف نسمة في المغرب، وهو رقم كبير بالمقارنة مع باقي الدول العربية.

ويتصدر إقليم شفشاون شمالي المغرب، المدن التي تعرف أكبر عدد من حالات الانتحار، حيث كشفت أرقام حديثة نشرتها جمعية السيدة الحرة، أن الإقليم سجل في السنوات السبع الأخيرة 240 حالة، بمعدل حالة انتحار في الأسبوع.

وبحسب التقرير الذي أعدته الجمعية فإن السبب وراء هذا المعدل المهول في عدد حالات الانتحار بالإقليم، يعود بالأساس إلى "التهميش والبطالة، كما تعود بعض حالات انتحار الفتيات للعلاقات العاطفية وزنا المحارم والحمل خارج مؤسسة الزواج، والعنف النفسي."

 حالات في ارتفاع

بدوار أغلا بضواحي شفشاون المعروفة باسم المدينة الزرقاء التي يعشقها السياح لجمالها وطبيعتها الفاتنة ومياهها العذبة التي تتدفق دون توقف من الصنابير المنتشرة في الأحياء، تحكي السعدية، امرأة خمسينية، تعيش بهذا الدوار، كيف أنها صُدمت بانتحار فلذة كبدها.

الانتحار.. مشاكل نفسية أم فجوة تواصل مع الأهل

بالدموع تحكي الفلاحة، كيف أن ابنتها الراحلة التي أنهت حياتها بلف حبل حول عنقها، أصبحت تنحو إلى العزلة والصمت بعد أن كانت تضح بالحياة وقهقهاتها تُسمع من بعيد.

وتقول الأم المكلومة إن ابنتها التي كانت تبلغ قيد حياتها السادسة عشرة، كانت مُجدة في دراستها، وقد تكون علاقة مع أحد شباب القرية وراء دخولها في حالة من الكآبة، حتى أنها أصبحت نحيلة بسبب عدم مواظبتها على تناول وجبات الطعام.

حالة هذه المراهقة ليست معزولة، إذ قال الفاعل الجمعوي بإقليم شفشاون نور الدين عثمان، إن غياب فرص العمل للشباب، وأبسط ضروريات العيش الكريم من ماء وكهرباء وبنيات تحتية، ومستوصفات صحية، إلى جانب انتشار الإدمان، والهشاشة والفقر، يساهم في انتشار الإحباط ومشاعر القلق لدى شرائح واسعة، لا سيما الشباب.

جمعيات تدخل على الخط

في غياب معطيات وأرقام رسمية دقيقة حول ظاهرة الانتحار في المنطقة، حذّرت جمعية "نعم للحياة.. شباب ضد الانتحار"، من تواتر حالات الانتحار بإقليم شفشاون، مشدّدة على أن الأمر تحول إلى "ظاهرة مقلقة جداً"، في ظل اتساع رقعة وأعداد المنتحرين بالمدينة الزرقاء.

وأكدت الجمعية التي رأت النور في يوليو 2021،  أن "الجميع أصبح يتقبل الظاهرة بصمت ودون أن يتم اتخاذ أي مبادرة من طرف السلطات والمسؤولين."وطالبت الجمعية القائمين على القطاع الصحي بإقليم شفشاون، بـ"إعطاء الاهتمام للعلاج النفسي وتوفير الأدوية والقيام بحملات للعلاج تستهدف المرضى النفسيين والعصبيين، وذلك على غرار الحملات الطبية الأخرى."

رأي التحليل النفسي

يفسر الخبير النفسي عثمان زيمو، لجوء بعض الأشخاص للانتحار بوقوع خلل في التوازن النفسي لهؤلاء، بحيث يصبحون يفضلون الموت على الحياة، ويفقدون أي تقدير لأنفسهم.

وقال الخبير في معرض حديثه، إن الفعل الانتحاري له علاقة مباشرة بالدوافع النفسية التي يتم استثمارها بشكل خاطئ، بحيث يحدث خلل في التوازن بين حب الحياة من جهة وحب التدمير والموت من جهة أخرى وهما صفتان تدخلان في التكوين السيكولوجي للبنية الإنسانية.

وأكد المتحدث في تصريح أن "الأطفال يبدؤون حياتهم بالدموع أولا ثم يتحول البكاء إلى ابتسامة، لأنه حسب فرويد يزداد الإنسان بحب التدمير ويكتسب لاحقا حب الحياة."

وتابع الخبير: وعند وجود خلل في البنية النفسية بسبب مجموعة من الأمراض التي تتجسد في الحزن الشديد أو عدم تمثل الواقع عن طريق الهذيان والهلاوس التي قد تكون نتاج تعاطي المخدرات بشكل مفرط، فإن البنية النفسية تنهار، وتختفي الصلة مع الذات تاركة المجال إلى دافع الموت، كنتيجة لغياب حب الذات اللاواعي الذي يندثر، وهو ما يسمى في علم النفس النرجسية البدائية."

ويتجه الشخص في هذه الحالة إلى مجموعة من السلوكيات العدوانية تجاه نفسه من بينها إيذاء النفس أو في بعض الحالات تعاطي مخدرات قوية، وقد يبلغ به ذلك إلى الانتحار، وهنا يظهر جليا دور المتابعة النفسية في الحد من هذه الظاهرة.

 التكفل بالمرضى النفسيين

أوردت البرلمانية فدوى محسن الحياني عضو فريق الحركة الشعبية، أن الصحة النفسية للمغاربة تستلزم إيلاء الكثير من الاهتمام في ظل ارتفاع عدد المصابين بالأمراض النفسية والعقلية.

وذكرت البرلمانية أن الدراسة تفيد بأن ما يقارب 42.1 في المائة من المغاربة يعيشون اضطرابات نفسية أو عقلية في فترة من الفترات و26 في المائة يعانون الاكتئاب، بينما يعاني الباقون أمراضا نفسية أخرى مثل القلق والاضطرابات الذهنية وانفصام الشخصية.

وأضافت "يعني هذا وجود حاجة ماسة إلى الأطباء النفسانيين وخاصة وأن عددهم لا يتعدى 430 طبيبا نفسيا."

وطالبت البرلمانية، الحكومة، بضرورة التدخل لاتخاذ إجراءات لمعالجة هذا الخصاص، خاصة وأن الظاهرة في تزايد مستمر ما يتسبب في مشاكل عدة بالنسبة للأسر خاصة وللدولة عامة

قد يهمك أيضا

المرضى النفسيون يواجهون فرص بقاء أطول في غرف الطوارئ

 

وزير "الصحة" المغربي يتعهد بإخلاء الأضرحة من المرضى النفسيين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستويات مُقلقة لمعدلات الإنتحار في المغرب مستويات مُقلقة لمعدلات الإنتحار في المغرب



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:55 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib