ظاهرة تسول الأطفال في المغرب التوعية والمبادرات الجماعية لاجتثاث هذه الآفة
آخر تحديث GMT 10:03:03
المغرب اليوم -

ظاهرة تسول الأطفال في المغرب التوعية والمبادرات الجماعية لاجتثاث هذه الآفة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ظاهرة تسول الأطفال في المغرب التوعية والمبادرات الجماعية لاجتثاث هذه الآفة

المتسولون
الرباط -المغرب اليوم

هم في كل مكان؛ في الشوارع والطرقات والأسواق والمقاهي وأمام المساجد ... إنهم المتسولون. فهؤلاء الأشخاص، من جميع الأعمار، الذين يطلبون علنا المال أو الطعام أو أشياء أخرى، جعلوا من هذه الممارسة الاجتماعية مهنة مدرة للربح، وحتى للاغتناء.ومن أجل نيل كرم المحسنين وإثارة الشفقة في نفوسهم، يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى عدة أساليب ووسائل، بما في ذلك استغلال الرضع والقاصرين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كوسيلة لجمع الصدقات، دون الاكتراث للدوس على كرامتهم وانتهاك حقوقهم الأساسية بحرمانهم من التمدرس وعيش طفولتهم بسعادة وبراءة.وفي هذا الصدد، قالت الفاعلة الجمعوية ومؤسسة جمعية "جود"، هند العايدي، في حديث ل وكالة المغرب العربي للأنباء، إن السبيل الوحيد لوقف استغلال الأطفال ومنحهم فرصة للالتحاق بمقاعد المدرسة هو أن يتوقف المجتمع عن إعطاء المال للأطفال المتسولين والبالغين الذين يستغلون هؤلاء الأطفال.

إعلانوتابعت قائلة "انطلاقا من كوني أما، أعتبر تدمير مستقبل طفل باستغلاله في التسول فعلا إجراميا. فرؤية أطفال الشوارع، ويقعون في براثن المخدرات منذ سن مبكرة أمر غير مقبول، في رأيي الخاص"، مؤكدة أن هؤلاء الأطفال لهم حقوق يتعين على الآباء والمجتمع المدني والدولة الحفاظ عليها ومنحهم الفرصة لبناء أنفسهم بكرامة ليكونوا بالغين منتجين.
وفي هذا السياق، أطلقت جمعية "جود" حملة تواصلية شاملة ووطنية في الفترة من 10 مارس إلى 10 أبريل 2021، للتحسيس ضد ظاهرة تسول الأطفال واستغلالهم من قبل البالغين، وللتحذير من جسامة هذه الظاهرة وعواقبها على الأطفال، وكذا حث المواطنين على عدم المساهمة في استغلال الأطفال بإعطائهم المال.إعلانوبحسب السيدة العايدي، فإن "جود"، وهي حركة مواطنة غير هادفة للربح، تسعى من خلال هذه المبادرة الاجتماعية، المنظمة تحت شعار "الخير لي دّير فيه... هو ما تعطيش"، إلى إعطاء الأولوية لمصلحة الطفل الفضلى من أجل تمكينه من النمو بكرامة.

وردا على سؤال حول الأسباب التي أدت إلى تنظيم هذه المبادرة، أكدت الفاعلة الجمعوية أن "جود" تعمل منذ تأسيسها من أجل حفظ كرامة المشردين، بيد أن التشرد هو نتيجة لعدة أنواع من المشاكل، بما في ذلك استغلال الأطفال للتسول، مضيفة "أردنا من خلال تنظيم هذه الحملة إلقاء الضوء على أحد الأسباب الرئيسية للحد من العواقب".إعلانوأوضحت أن عواقب استغلال الأطفال في التسول كارثية، لأن دفع الأطفال إلى مد أيديهم يدمر كرامتهم، وباستغلالهم طوال طفولته بحرمانهم من الذهاب إلى المدرسة، يتحولون إلى متسولين محترفين أو مشردين أو مجرمين.

وبحسب مؤسسة الجمعية، فإن هذه الحملة التحسيسية تميزت بإنتاج شريط قصير يفضح واقع حياة الأطفال المستغلين، بمشاركة الممثلتين خديجة الأسد وهند سعديدي، وفيديو كليب وأغنية للفنان دوزي سيتم إطلاقهما في 25 مارس المقبل، بالإضافة إلى رسالة تحسيسية تبثها المحطات الإذاعية، وحملة رقمية على الشبكات الاجتماعية، ودعم من 38 مؤثرا مشهورا من خلال هاشتاغ #بلاصتو_ماشي_فالزنقة و #بلاصتو_فالمدرسة.من جهته، أكد رئيس الجمعية الوطنية لحماية الطفولة، عز العرب لحلو، في تصريح مماثل، على ضرورة التحسيس والتوعية في شتى الوسائل الإعلامية لتشجيع المواطنين على التوقف عن التصدق على المتسولين الذين يستغلون الأطفال، مشددا على ضرورة توجيه تبرعاتهم للعائلات القريبة من بيئتهم الاجتماعية. ولتحقيق هذه الغاية، رفعت الجمعية عشرات الدعاوى القضائية ضد من يستغلون الأطفال.وأعرب السيد لحلو عن أسفه قائلا "إن وضعية الأطفال المستغلين في التسول كارثي، ويساهم في تضاعف المجرمين والأمهات العازبات في المستقبل"، مشيرا إلى أن الطفل المستغل أصبح كائنا غير مرئي، ومنبوذا، وفردا لا ينتمي إلي أي طبقة، بل ويتم اعتباره كائنا نجسا يرفض المجتمع الاحتكاك به.

وبحسب هذا الفاعل الجمعوي، فإن حوالي 75 في المائة من المتسولين يستغلون الأطفال، في حين أن 37 في المائة من الأطفال المستغلَين في التسول يصبحون معوقين نتيجة إساءة معاملتهم من طرف المستغلِين.ومن أجل مكافحة هذه الظاهرة، قال السيد لحلو إن الجمعية الوطنية لحماية الطفولة نفذت عدة برامج تحسيسية على المستوى الوطني، وما فتئت تطالب في مرافعاتها بإنشاء أربعة أنواع من مراكز حماية وإيداع الأطفال وفقا لاحتياجات ونوع جنس الطفل وعمره، فضلا عن إحداث وحدات شرطة متنقلة مخصصة لحماية الطفل، والتي ستضطلع بدور حاسم من خلال قوة التدخل في الشارع لزجر أولئك الذين يضيقون الخناق على الأطفال.ونفذت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة والنيابة العامة، بتنسيق مع عدد من القطاعات الوزارية، خطة العمل الوطنية لحماية الأطفال من الاستغلال في التسول. وتهدف هذه الخطة، التي تم إطلاقها في مرحلة أولى بالرباط وسلا وتمارة، إلى نمذجة التجربة قبل توسيعها في مرحلة ثانية لتشمل مدن طنجة أصيلة ومكناس ومراكش وأكادير، ثم مختلف جهاتالمملكة.ووفقا للتقرير السنوي لهذه الخطة، فقد تمت معالجة 142 قضية تهم استغلال الأطفال في التسول بمدن الرباط وسلا وتمارة، موزعة على 79 من الإناث و63 من الذكور.
وعلاوة على ذلك، ذكرت وثيقة ل "التعاون الوطني" أن 66 في المائة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 0 و4 سنوات، منهم 27 في المائة تقل أعمارهم عن سنة واحدة و5 في المائة تفوق أعمارهم 14 سنة في سلا.وبحسب المصدر ذاته، فقد تم اتخاذ قرارات تناسب كل حالة، سواء تعلق الأمر بإرجاع الطفل إلى وسطه الأسري، أو إيداعه في مؤسسة للرعاية الاجتماعية، وإعادة إدماج الطفل في حضن أسرته ومواكبته حتى يتمكن من الاستفادة من البرامج المتاحة للدمج الاجتماعي.

قد يهمك ايضا:

الأمن يوضح حقيقة اعتداء سيدة بالسلاح الأبيض على قاصر

لا إصابات جديدة في جهة درعة تافيلالت لليوم السادس على التوالي

   

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة تسول الأطفال في المغرب التوعية والمبادرات الجماعية لاجتثاث هذه الآفة ظاهرة تسول الأطفال في المغرب التوعية والمبادرات الجماعية لاجتثاث هذه الآفة



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:46 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:39 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 06:18 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

بايدن يهدد بتوجيه مزيد من الإجراءات ضد الحوثي في اليمن

GMT 05:12 2020 الثلاثاء ,14 إبريل / نيسان

التصميم الداخلي ليس جديدا إنما هو قديم قدم الزمان

GMT 19:25 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الداودي يدافع عن حمد الله بعد إبعاده عن الأسود

GMT 03:38 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة سيارة مليونية كانت في "التشليح" في معرض الرياض

GMT 18:44 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

محرز ينفي تعمده عدم السلام على رئيس وزراء مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib