جوهانسبورغ ـ يو.بي.آي
اعتبر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء أن حياة رئيس جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا كانت مصدر إلهام للعالم برمّته.وقال بان في حفل تأبين مانديلا، في جوهانسبرغ إن "حياة وإرث الرئيس السابق لجنوب أفريقيا كان مصدر إلهام ليس فقط لبلده ولكن للعالم".وأضاف مانديلا "كان أحد أعظم القادة في عصرنا. كان واحدا من أعظم المعلمين. لقد ضحى كثيرا وكان على استعداد للتخلي عن كل شيء من أجل الحرية والمساواة، ومن أجل الديمقراطية والعدالة".وأشار إلى أن صفة التراحم غلبت على شخصية مانديلا "فقد كان غاضبا من الظلم، وليس من الأفراد. كان يكره الكراهية، وليس من وقع في حبالها. وأظهر قدرة هائلة على الغفران، وتقريب الناس مع بعضهم البعض من خلال المعنى الحقيقي للسلام. هذه هي الملكة الفريدة من نوعها التي اختص بها والدرس الذي تقاسمه مع جميع البشر".وقال بان إن الأمم المتحدة وقفت جنبا إلى جنب مع مانديلا وشعب جنوب أفريقيا "في الكفاح ضد الفصل العنصري"، مضيفاً، "استخدمنا كل وسيلة لدينا: العقوبات وفرض حظر على الأسلحة، والمقاطعة الرياضية، والعزلة الدبلوماسية. علت أصواتنا بوضوح في جميع أنحاء العالم".وقد توافد عشرات الآلاف من الجنوب أفريقيين اليوم الثلاثاء إلى ملعب سوويتو في العاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبورغ إلى جانب العشرات من رؤساء الدول و الحكومات والشخصيات الملكية للمشاركة في حفل تأبين الزعيم الراحل نيسلون مانديلا.وعلى الرغم من الجوّ الماطر، احتشد محبو مانديلا وهم يرقصون وينفخون في أبواق الفوفوزيلا ويرددون أغان تعود إلى حقبة مناهضة الفصل العنصري.وقد حمل الكثيرون لافتات كتب عليها اسم "ماديبا" وصور الرئيس الراحل فيما لونّ البعض وجوههم بألوان العلم الجنوب أفريقي.وقد ألقى أفراد من عائلة مانديلا وأصدقائه كلمات أثنوا فيها على صفات الزعيم الراحل.وتخلل الحفل التأبيني الذي وصف بالتجمع الأكبر لزعماء الدول في التاريخ المعاصر، مصافحة تاريخية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والزعيم الكوبي راوول كاسترو.وتوجّه الرئيس أوباما في كلمته التأبينية إلى شعب جنوب أفريقيا، قائلاً "العالم يشكركم لتشارك نيلسون مانديلا معنا" ووصفه بـ"المحرر الأكبر في القرن العشرين" وتابع "نضاله كان نضالكم ونصره كان نصركم".وتخلل الحفل كلمات لرؤساء البرازيل وناميبيا بالإضافة إلى كلمات لرؤساء جنوب أفريقيا وكوبا والهند.وكان مانديلا، الحائز على جائزة نوبل للسلام، توفي ليل الخميس الماضي عن عمر ناهز 95 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وستُقام مراسم دفنه في 15 كانون الثاني/ديسمبر الحالي في مسقط رأسه بإقليم شرقي الكاب.وقضى مانديلا 27 عاماً في السجن بعد اتهامه بالتخريب والتخطيط لانقلاب على الحكومة،و أُفرج عنه في 1990 وأصبح أول رئيس أسود للبلاد في 1994.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر