وجدة - كمال لمريني
تظاهر المئات من المواطنين المَغاربة، الخميس الماضي، في مدينة وجدة؛ احتجاجًا على عملية الاعتداء "الوحشيّة" التي تعرّض لها الشاب المغربي صالحي رزق الله أخيرًا، من طرف أحد الحرس الحدودي الجزائري، والذي تسبّب له في إصابات بالغة.وأطلقت اللجنة المنظّمة على المسيرة الاحتجاجية شعار: "جميعًا من أجل الدفاع عن كرامة وأمن ساكنة الحدود المغربيّة الجزائريّة"، تنديدًا بالسلوك الذي وصفوه بـ"الجبان"، وذلك بعد إقدام عنصر من الجيش الجزائري على إطلاق الرصاص الحي على 10 شباب مَغاربة، أدت طلقات نارية طائشة إلى إصابة أحدهم بإصابات وصفت بـ"البليغة".
وانطلقت التظاهرة الاحتجاجيّة من باب سيدي عبد الوهاب في وجدة، "القلب النابض للمدينة"؛ لتجوب مختلف الشوارع الرئيسية، وتوقفت أمام مقر القنصلية الجزائرية، وسط شعارات قوية ضد حكام قصر المرادية ومدينة لما وصفوه بـ"العمل الإجرامي".وصدحت حناجر المحتجين بشعارات من قبيل: "واش هكا وصاو لجدود تقتلونا على الحدود" و"يا حكام يا عسكر المواطن خط أحمر"، إضافة إلى شعارت تدعوا لتوطيد العلاقات بين البلدين الجارين، الذين تجمع بين شعبيهما علاقات المصاهرة والأخوة والعقيدة والقرابة والدم.
وعرف الشكل الاحتجاجي مشاركة واسعة لفعّاليات المجتمع المدني، السياسي، النقابي والحقوقي، وعدد كبير من المواطنين الذين تقاطروا على المسيرة الاحتجاجية من أماكن مختلفة من مدينة وجدة المحاذية للشريط الحدودي المغربي-الجزائري المغلق منذ مدة تزيد عن 20 سنة، على خلفية الأحداث المتطرفة التي شهدها فندق "أطلق إسني في مراكش"، والتي كان يقف من ورائها عملاء وعناصر من المخابرات الجزائرية، استهدفت سُيّاح أجانب.ووصف المشاركون في المسيرة، حادث السبت الماضي، بـ"التحركات التي لا تخدم وحدة مستقبل الشعوب والوحدة المغاربة"، فيما وصفت اللجنة المنظّمة الجندي الذي أطلق النار على الشاب المغربي "صالحي رزق الله"، بـ"المرتزق" على اعتبار أنه لا يتسم بصفات الجنود الابطال.
وأكد سياسيون شاركوا في المسيرة الاحتجاجية أنَّ الوقفة هي لسكان وجدة المعنيين بمشاكل الحدود المغربيّة- الجزائريّة" المغلقة منذ صيف العام 1994 من قِبل السلطات الجزائرية.وجاءت هذه الخطوة الاحتجاجية، في وقت لم تمضي فيه سوى بضعة أبام على إقدام الدولة المغربيّة على استدعاء السفير الجزائري لدى الرباط، أحمد بن يمينة؛ للتعبير عن إدانتها لحادث إطلاق النار على المواطنين المَغاربة على الحدود، من طرف الجيش الجزائري، والمطالبة بتقديم بتوضيحات في الموضوع، إلا أنَّ السلطات الجزائريّة ردت على المغرب باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة المغربيّة، احتجاجًا على ما وصفته بـ"اتهام جيشها باستهداف مَغاربة على الحدود".


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر