الرباط _ المغرب اليوم
لا يختلف اثنان حول أهمية الإسعافات الأولية في إنقاذ حياة المصابين في كثير من الحوادث اليومية، وتزداد فعالية هذا النوع من التدخلات السريعة حين تتم على يد خبير متمكن من طرق إجرائها بالدقة المطلوبة؛ وهو ما يثير نقاشا بين الفينة والأخرى حول أسباب محدودية انتشار ثقافة الإسعافات الأولية بين المواطنين رغم أهميتها، والاقتصار على حصص تحسيسية لا توصل المستفيدين منها، في الغالب، إلى المستوى الذي يجعلهم قادرين على القيام بالتدخلات الميدانية. وبالنظر إلى مواعيد تنظيم أغلب الأنشطة حول الإسعافات الأولية، يتضح أنها تختلف حسب المشتغلين في
المجال، حيث يحرص بعضهم على وضع برنامج سنوي لتقريب المواطنين من هذا النوع من الإسعافات؛ فيما يغيب آخرون بشكل تام طيلة السنة، باستثناء بعض الأنشطة الموسمية والمناسباتية كتلك التي تنظم سنويا بالتزامن مع اليوم العالمي للإسعافات الأولية (السبت الثاني من شتنبر)، أو اليوم العالمي للوقاية المدنية (فاتح مارس)، أو اليوم العالمي للصحة (7 أبريل). الإسعافات الأولية.. الواقع والإكراهات رشيد بوخريسة، رئيس المكتب الإقليمي للهيئة الوطنية للإسعاف والتدخل السريع بخريبكة، أوضح أن “نشر ثقافة الإسعافات الأولية على نطاق واسع بين المواطنين يحتاج إلى دراسة جدية
من جهة، وبرامج على المدى البعيد من طرف الجهات المسؤولة عن القطاع من جهة ثانية. لذلك، يتم في الوقت الراهن تنظيم أنشطة موسمية لتقريب المواطنين من هذا المجال كلما أتيحت الفرصة لذلك”. وأضاف المتحدث ذاته، أن “البرامج السنوية التي يتم العمل عليها تقتصر على تنظيم مناورات وخرجات ميدانية، إلى جانب بعض التدخلات المرتبطة ببعض الحوادث؛ غير أن هذا كله لا يخرج عن دائرة التوعية والتحسيس خلال الأيام الوطنية والعالمية الخاصة بالإسعافات الأولية، والتي يقوم بها المسعفون لتمكين المستفيدين من تلك الأنشطة من استيعاب بعض ما يرتبط بهذه التدخلات
السريعة والمهمة”.وقال رشيد بوخريسة إن “نشر ثقافة الإسعافات الأولية يصطدم بإكراهات عديدة؛ من بينها ضعف ومحدودية المساعدة التي تقدمها الإدارات المعنية من أجل برمجة دورات تكوينية في الإسعافات لفائدة المواطنين عموما وتلاميذ وطلاب المؤسسات التعليمية بشكل خاص، حتى نصل إلى المستوى الذي يتعلم فيه الجميع الإسعافات الأولية ويصيرون قادرين على إجرائها في الشارع العام وأماكن العمل والمنازل وغيرها”. تحسيس وتكوينات.. ومقترحات
وفي حديثه عن أهمية الدورات التكوينية في الإسعافات الأولية، أكد رئيس المكتب الإقليمي للهيئة الوطنية للإسعاف والتدخل السريع بخريبكة أن “نتائج إيجابية وكبيرة تُسجل في صفوف المسعفين الذين يتلقون التكوينات المؤطرة والمنتظمة والمتعددة الحصص؛ فيما تزداد خبراتهم في المجال مع توالي التدريبات والمناورات الإسعافية والتدخلات في الكوارث الطبيعية وحوادث السير”…
وإلى جانب التكوينات المنتظمة، أشار المتحدث ذاته إلى أن “هناك حصصا تحسيسية وسريعة تُقدم لفائدة بعض الفئات، من أجل الرفع من درجة وعيهم واقتناعهم بأهمية وقيمة الإسعافات الأولية ودورها في إنقاذ حياة المصابين”، مشددا على أن “التكوينات بكل أنواعها تهدف بالأساس إلى جعل كل منزل أو فضاء عمل يتوفر على مسعف قادر على أن يكون سفيرا في هذا المجال الإسعافي”.
ومن أجل نشر ثقافة الإسعافات الأولية، اقترح رشيد بوخريسة أن يتم “دعم العاملين في المجال، وتسهيل عملية تنظيم الدورات التكوينية في جميع المؤسسات العمومية والخاصة، وبرمجة أنشطة في كل الأماكن (منازل، مدارس، مؤسسات جامعية، مراكز للجمعيات…)، وتستهدف مختلف الفئات العمرية، مع ضرورة إدراج الإسعافات الأولية كمادة تعليمية تُدرس ضمن المنهاج الدراسي بمختلف الأسلاك والمؤسسات التعليمية”.
قد يهمك ايضا
أهم الإسعافات الأولية لعلاج جروح وكدمات الأطفال
"التقصير والتواكل" يضعفان الإسعافات الأولية في ملاعب الكرة المغربية


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر