تقرير يرصد المخاطر المحدقة بالواحات المغربية جراء تأثيرات التقلبات المناخية
آخر تحديث GMT 07:25:02
المغرب اليوم -

تقرير يرصد المخاطر المحدقة بالواحات المغربية جراء تأثيرات التقلبات المناخية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تقرير يرصد المخاطر المحدقة بالواحات المغربية جراء تأثيرات التقلبات المناخية

الواحات المغربية
الرباط - كمال العلمي

تماشيا مع الوضعية المناخية بالمملكة، بات يتضح جليا أن الواحات الوطنية تعيش على وقع تهديدات كبرى تؤثر على إنتاجيتها وعلى تماسك النسيج الاقتصادي الوطني بهذه المناطق، على اعتبار أن التجارة في التمور تبقى مصدرا أساسيا للدخل لدى عدد من الفئات.

وأمام مختلف هذه العوامل التي باتت واقعا، بدا أن الإجراءات الوطنية لتنمية مناطق الواحات قوبلت بتأثيرات كبرى للتقلبات المناخية؛ الأمر الذي يفتح باب الخطر على مصراعيه أمام المنظومة الواحية الوطنية، ليهدد بذلك الاستقرار بمختلف المناطق التي تعرف انتشارها.

وبسط محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري للدول المنتجة والمصنعة للتمور المنعقد بالإمارات يومي 26 و27 من شهر فبراير الجاري، الإكراهات التي تعاني منها هذه المجالات الوطنية؛ حيث اعتبر أن “الواحات تتعرض لتهديد حقيقي تتولد عنه عواقب سلبية على استمراريتها”.

ودق صديقي ناقوس الخطر بخصوص “وضعية الواحات في ظل التغيرات المناخية الحالية التي يعرفها العالم ككل، إلى جانب الضغوطات الهائلة على الموارد الطبيعية من جهة أخرى؛ ما يستدعي تعبئة شاملة لمواجهة هذه الظواهر”.

من جهتهم، أكد فاعلون أن “الواحات بالمغرب باتت فعليا أمام مخاطر حقيقية تهدد استدامتها ومستقبلها، حيث يستعصي على التدابير الوطنية التقليلُ من تأثيرات التقلبات المناخية؛ ما يهدد النسيج الاقتصادي والاجتماعي للساكنة المتواجدة ضمن نفوذ المجالات الواحية”.

باب الخطر مفتوح
محمد الهلالي، فاعل مدني بإقليم طاطا، قال إن “الواحات بمناطق مغربية مختلفة باتت تعيش على وقع وضعية صعبة جدا، حيث بدأت في التراجع في نسبتها؛ ذلك أنها كانت في السابق تغطي نسبا مهمة من التراب الوطني، الأمر الذي بات مهددا النسيج الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بهذه المناطق””.

وأضاف الهلالي، في تصريح، أن “الواحات التي نتحدث عنها اليوم تأثرت بشكل كبير بالتغيرات المناخية التي لم تعد خافية على أحد، إلى جانب عوامل أخرى ترتبط باستنزاف المياه بشكل كبير جراء وفود زراعات أخرى تستهلك الماء بوفرة، خصوصا أن هذه المناطق لا تتوفر بها المياه السطحية”.

واعتبر الفاعل المدني المذكور أن “المجهودات الوطنية مهمة؛ غير أنها اصطدمت بقوة التقلبات المناخية، ما انعكس بشكل كبير على المنطقة. فعلى سبيل المثال، يشهد إقليم طاطا هجرة عكسية ملحوظة، حيث تراجع عدد الساكنة بحوالي 3 آلاف نسمة ما بين 2004 و2014، ومن المنتظر كذلك أن يتراجع هذا العدد خلال إحصاء هذه السنة”.
وأورد المتحدث أن “الرهان اليوم هو الوصول إلى خطط وتدابير أكثر جدية بشكل يمكن من الحد من هجرة الساكنة التي تقيم بالمناطق الواحية؛ لكن قبل ذلك، يتوجب أن نلجأ إلى أيام دراسية لتعميق النقاش حول الموضوع، ولما لا مناظرة وطنية حول المنظومة الواحية وسبل إنقاذها من الزوال”.

أزمة الواحة
مصطفى تيليوا، مدير مجلة واحات المغرب، أفاد بأن “واحات المملكة تعيش في الوقت الرهن على وقع مجموعة من مظاهر الضغط والتقهقر التي تهدد مستقبلها بشكل مباشر، على اعتبار أن هذه العوامل أدت إلى تدهور المنظومات البيئية بعدد من المجالات الواحية؛ ما انعكس على الاقتصاد المحلي والخصوصية المجالية والطبيعية لها”.

وأكد تيليوا، في تصريح، أنه “رغم مختلف برامج الحماية والإنقاذ التي سطرتها الدولة وتنجزها الجهات الوصية، إلا أن التحولات التي تعرفها المجالات الواحية تنبه إلى ضرورة وضع تصورات شمولية لمواجهة وتقويم مختلف الاختلالات التي باتت واقعا”، مشيرا إلى أن “ضعف التدبير أدى إلى عدم وصول الدراسات المنجزة بخصوص هذا الموضوع إلى وضع برامج متكاملة وناجعة”.

وأوضح المتحدث أن “الوقت حان من أجل التصدي لمختلف هذه العوامل التي تفرز مشاكل على مستوى الرأسمال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لمناطق الواحة، ما يقلل من فرص تحقيق أية تنمية مستدامة بها”، مشددا على أن “هذه المناطق باتت عرضة لعوامل التغير المناخي والزحف العمراني، إلى جانب الكوارث الطبيعية التي تقضي سنويا على هكتارات منها”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزير الفلاحة المغربي يعقد لقاء تواصلياً سرياً في الناظور حول تأمين مياه السقي لسهل ملوية

وزير الفلاحة المغربي يكشف أسباب انخفاض أسعار الخضار الأساسية في أسواق المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير يرصد المخاطر المحدقة بالواحات المغربية جراء تأثيرات التقلبات المناخية تقرير يرصد المخاطر المحدقة بالواحات المغربية جراء تأثيرات التقلبات المناخية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:02 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
المغرب اليوم - جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib