أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة
آخر تحديث GMT 01:11:44
المغرب اليوم -

يلجأ العديد منهن إليها بعد أن أنكر الأبناء جميلهن

أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى "العجزة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى

إحدى الأمهات القاطنات في دار العجزة
الجزائر - ربيعة خريس

واحدة تقول "حلمت وربيت كغيري من الأمهات" "هو نام وأنا سهرت، أكل وأنا جعت، أحس بالدفء وأنا بردت"، وأخرى تخاطبني قائلة "حملته في أحشائي تسعة أشهر كاملة، ربيته، وأصبح شابا تمنيت تربية أبنائه لكن أبت الأقدار أن ينتهي بي المطاف في هذه الدار وحيدة بين أربعة جدران، بين أمل اللقاء وألم الفراق، هن أمهات عديدات التقاهم "العرب اليوم"، الذي فضل تسليط الضوء على هذه الفئة تزامنا مع الاحتفال بـ عيد الأم.

قضت "المغرب اليوم" يوما كاملا داخل دار المسنين أو الملقبة هنا في الجزائر بدار العجزة، فهو المكان الذي تلجأ إليه العديد من الأمهات والآباء بعد نكران الأبناء جميل من ضحى من أجلهم، وفي غالب الأحيان يلجأ الابن إلى القيام بهذا الفعل "الشنيع" لإرضاء زوجته.

البداية كانت مع خالتي "مليكة" البالغة من العمر 70 عاما، انتقلت فجأة من جدران بيت الأمومة إلى جدران بيت "العجزة"، كان من الصعب علينا استدراجها في الحديث لأن حكايتها في غاية القسوة، حتى أن الكلمات والأسطر ستعجز عن التعبير عنها لأنها تحمل في طياتها ذكريات لا تأبى أن تفارق مخيلتها، هي كما قالت والدموع تنهمر من عينيها، أم لولد وثلاث بنات، ضحت لأجلهم، كبرتهم إلى أن أصبحوا إطارات مرموقة في الدولة الجزائرية، تخلت من أجلهم عن الرفاهية وتحدت الظروف المعيشية الصعبة، لتحقق حلمها وترى نصب أعينها أبناءها من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية وهو ما وقع فعلا، فتحول قرة عينها الابن البكر إلى شاب من خيرة أبناء المنطقة التي تقطن فيها، تزوج وهو ينتظر كما قالت "صبية"، لكن شاءت الأقدار اللعينة أن يفارقها فلذة كبدها تلبية لرغبة زوجته، فذهبت كما قالت الثلاثين عاما التي أمضتها برفقة ابنها الوحيد، الذي عوضها عن مرارة الحرمان من الأبوين، فخالتي "مليكة" فقدت أمها وأباها وهي شابة في مقتبل عمرها، لكنها قررت أن تكمل قطار الحياة برفقة زوج كان لها سندا، وأربعة أبناء سدوا فراغ حنان الأم والأب، ورغم الأوجاع التي كانت تمزق قلبها الرهيف، والذكريات التي أصبحت أنيسا لها خاصة في "عتمة" الليل والتي تحولت إلى "أشلاء أحلام" رفضت الأم التي كان من الصعب جدا علينا فراقها تأنيب فلذة كبدها وتمنت لقاءه وعودته قبيل ولادة ابنته.

تركنا هذه الأم واتجهنا صوب أخرى، فكل حكاية تنسيك في الأخرى، قابلنا خالتي "لويزة" أم لبنتين وولد، تقيم في دار المسنين لمدة فاقت 21 عاما، رفضت العودة إلى الوراء والحديث عن الذكريات، واكتفت بالقول "لقد أغلقت أبواب الجنة في وجه ابني العاق، فالكل يعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات"، وقالت المتحدثة إنه وبمرور الوقت تحولت الدار إلى بيتها الثاني الذي غادرته منذ عام 1996، فرغم محاولة ابنتيها إقناعها بالعدول والعودة للعيش معهن فإنها رفضت الأمر وقررت البقاء في دار المسنين رفقة أمهات يقاسمنها نفس الوضع.

ويضم مركز دار المسنين الواقع في منطقة دالي إبراهيم أعالي محافظة الجزائر العاصمة، أكثر من 76 أما مسنة، ويخضع القاطنون في هذه الدار إلى رعاية من طرف مجموعة من المؤطرين الاجتماعيين والنفسانيين.

وتضم محافظة الجزائر التي تحوي على ثلاثة مراكز لإيواء المسنين والعجزة واحدا يقع في منطقة سيدي موسى وآخر يقع في منطقة باب الزوار والذي يضم 132 مسنا إضافة إلى مركز دالي إبراهيم الذي تسعى المصالح المحلية لمحافظة ولاية الجزائر جاهدة لإعادة ترميمه وخصصت السلطات الجزائرية للعملية 9 ملايير سنتيم.

وتشرف مجموعة من المؤطرين الاجتماعيين والنفسانيين على رعاية المسنات المتواجدات في المركز وأيضا تتكفل إدارة المركز بتوفير الحاجيات اليومية للمقيمات، وإعادة إدماجهن في وسطهن العائلي عن طريق عمليات تحسيس واسعة في المجتمع.

وحسب الإحصائيات التي كشفت عنها مديرة النشاط الاجتماعي في محافظة الجزائر، صليحة معيوش، فقد سجل "استقرارا" في عدد حالات التخلي عن الأولياء في محافظة الجزائر حيث "لم يرتفع العديد ولم ينخفض أيضا خلال عام 2016".

وتعتبر ظاهرة التخلي عن الأولياء خصوصا الأم ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري، فهي ظاهرة مثيرة للجدل، لطالما أثارت استنكار شريحة واسعة من المجتمع، فالكثير يرفضونها، ويوصف الابن الذي يقوم بهذا العمل الشنيع بـ"العاق" خاصة أن الاعتناء بالوالدين عند الكبر هو نوع من رد الجميل لهما.​

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة أمهات يروين مأساتهن بعد الانتقال من جدران بيت الأمومة إلى العجزة



داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 00:51 2025 الأربعاء ,10 أيلول / سبتمبر

مصر تتوجه إلى مجلس الأمن بسبب تطورات ملف حوض النيل
المغرب اليوم - مصر تتوجه إلى مجلس الأمن بسبب تطورات ملف حوض النيل

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى

GMT 06:36 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

كاتي هولمز تتألق في فستان رقيق بلون البرقوق

GMT 22:37 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الهنود يستهلكون كميات أقل بكثير من الكالسيوم

GMT 20:28 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ماسبيرو زمان" تعيد عرض برنامج جولة الكاميرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib