دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط
آخر تحديث GMT 08:15:02
المغرب اليوم -

دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط

اللغة العربية
الرباط-المغرب اليوم

ارتبط وصول اللغة العربية إلى المغرب خلال القرن الأول الهجري ارتباطا وثيقا بالدين الإسلامي، حيث دخلت تحت مظلة الإسلام، وكان البُعد الديني عاملا رئيسيا في دفع الأمازيغ إلى تعلم لغة الضاد، وبعد ذلك كتب الأمازيغ لغتهم بالحرف العربي، وراكموا تراثا مخطوطا معتبرا.

في ورقة أعدها الوافي نوحي، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ونُشرت في العدد الأخير من مجلة “المناهل” التي تصدرها وزارة الثقافة، نقرأ أن وصول الإسلام إلى المغرب خلال القرن السابع الميلادي صاحبته اللغة العربية أيضا “بوصفها وعاء للدين الجديد وحاملا له”.

ويشير الباحث إلى أن انتشار اللغة العربية في المغرب كان تدريجيا وامتد على قرون عديدة، فتعايشت لغة الضاد مع اللغة الأمازيغية في توليفة جسّدتها بعض الكتابات التي أنتجت منذ النصف الأول من العصر الوسيط.

وتوقف نوحي عند الكتابة لدى الأمازيغ خلال ذلك العصر، مشيرا إلى أنها اتخذت أربعة مناحٍ، وهي: التأليف بالعربية، والتأليف بالأمازيغية، والترجمة من العربية إلى الأمازيغية، والمزاوجة بين اللغتين في التأليف.

الارتباط الوثيق للغة العربية بالإسلام، باعتبارها حاملا له، مهد لها الطريق للانتشار في المغرب، حيث كان لزاما على الأمازيغ، بعد إسلامهم، خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري، “معرفة أحكام الدين الجديد، فأقبلوا، خاصة نخبهم، على تعلم العربية”، كما يوضح الوافي نوحي.

وحسب المصدر نفسه، فإن الأمازيغ لما تمكنوا من إتقان اللغة العربية أقبلوا على التأليف فيها، وفي العلوم الدينية وفي غيرها، فساهموا في تعميق الإسلام في بلادهم، ونشر العلم والمعرفة به، مضيفا أنهم “ألّفوا وأبدعوا في التأليف، حتى نبغ فيهم اللغوي والمفسر والمحدّث والأصولي والطبيب والرياضي والفلكي”.

وتابع الباحث أن مساهمة الأمازيغ في تنشيط حركة التأليف وإنتاج الكتب في المغرب، منذ قرون، كان لبعض وُلاة الأمر دور مهم فيها، “لما اتخذوه من إجراءات في إطار تدبير المشهد اللغوي، بين العربية والأمازيغية، وتصريفه بشكل ييسر وصول الدعوة إلى الناس بلسانهم، وفي الوقت ذاته يضمن خصائص كل لغة ويحفظ لها وظائفها”.

ويشير نوحي إلى أن التآليف التي أنتجها الأمازيغ لم تكن ذات فوائد معنوية فقط، بل كانت لها أخرى مادية، إذ تم تزويد السوق المحلية والمراكز العلمية بالحواضر الكبرى بالكتب، وإغناء خزانات المساجد والمدارس العلمية والزوايا، وكانت الكتب تصدّر من المغرب إلى إفريقيا جنوب الصحراء، وإلى الشرق عن طريق الحجاز خلال مواسم الحج، وكان إنتاج الكتب وترويجها وصناعتها من أسباب العيش لمحترفيها.

وخلص الباحث إلى أن الدواعي التي كانت وراء التأليف عند الأمازيغي بالعربية تتراوح بين الدينية الدعوية التي ترمي إلى تقريب الدين من أذهان عموم الناس، وبين السياسة الدعائية التي كانت تروّج لأنظمة حكم وتيارات سياسية، لافتا إلى أن الغالب في التأليف في مراحله الأولى كان لأسباب دينية، واكتسى بعد ذلك صبغة سياسية.

قد يهمك ايضا

مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع يقضي بإحداث “صندوق محمد السادس

"مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع قانون خاص بـ "صندوق محمد السادس للاستثمار

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط دفع الإسلام أمازيغ المغرب إلى تعلم العربية خلال العصر الوسيط



الملكة رانيا تتألق في الأصفر مجددًا بأناقة لافتة ورسائل وجدانية في كل ظهور

عمّان - المغرب اليوم

GMT 14:27 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الثور" في كانون الأول 2019

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 20:48 2015 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

"برشلونة" يصعد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا

GMT 01:30 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

يوسفية برشيد يحفز لاعبيه من أجل الصعود

GMT 02:22 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

ربيع لخليع يكشف أهمية مشروع الربط السككي

GMT 09:38 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

تعرف على أفضل 10 جامعات في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib