القدس المحتلة - ناصر الأسعد
صادق رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، على الفكرة المركزية لما وصفه بـ"خطة الهجوم في غزة"، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي رسميًا. وتأتي هذه الخطوة في سياق ما يبدو أنه تحضير لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية داخل قطاع غزة، في أعقاب سلسلة من الحملات المتواصلة التي تشنها القوات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الخطة، التي أُشير إليها بأنها تستهدف "استعادة السيطرة" على مدينة غزة، تأتي رغم أن القوات الإسرائيلية كانت قد دخلت المدينة في المراحل الأولى من الحرب، ثم انسحبت منها لاحقًا في ظل ضغوط ميدانية وتكتيكية. ومع مصادقة زامير على هذه الخطة، يرجَّح أن تكون هناك عملية عسكرية مرتقبة تهدف إلى إعادة التوغل في المدينة الأكثر كثافة سكانية في القطاع، وسط تحذيرات أممية ودولية من تداعيات إنسانية خطيرة في حال تنفيذ هجوم شامل جديد.
وفي موازاة هذه التطورات العسكرية، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عدد القتلى منذ بداية الحرب قد ارتفع إلى 61,722 شخصاً حتى ظهر اليوم الأربعاء. وأشارت الوزارة إلى أن هذه الأرقام تشمل ضحايا الغارات الجوية، ونيران المدفعية، والهجمات البرية التي شملت معظم مناطق القطاع خلال الشهور العشرة الماضية.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن الغارات والنيران الإسرائيلية المستمرة أدت اليوم وحده إلى مقتل 35 شخصاً على الأقل في مناطق متفرقة من القطاع، من بينهم عدد من الأطفال. وذكر أن من بين القتلى 14 شخصًا سقطوا في مدينة غزة الواقعة شمال القطاع، والتي يبدو أنها ستكون محط تركيز العمليات الإسرائيلية المقبلة.
في الوقت ذاته، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات أثارت الجدل، حيث عبّر عن تمسّكه الشديد بما وصفه بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"، مؤكدًا شعوره بأنه في "مهمة تاريخية وروحية". وقال نتنياهو، بحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إنه ملتزم تمامًا بهذه الرؤية التي تشمل الأراضي الفلسطينية، وأضاف: "وربما أيضًا مناطق من الأردن ومصر"، في تصريح لاقى انتقادات فورية من عدة جهات اعتبرته تجاوزًا صارخًا للحدود المعترف بها دوليًا.
تأتي هذه التصريحات والتحركات في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية في غزة، وسط اتهامات بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، ووسط مخاوف من تصعيد جديد قد يدفع بمزيد من المدنيين نحو دوامة النزوح والموت، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية تعاني منها غالبية سكان القطاع المحاصر.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أكسيوس الجيش الإسرائيلي يعتزم تطويق مقاتلي حماس المتبقين في مدينة غزة وبدء هجوم بري على المدينة
انقسام داخل فريق التفاوض الإسرائيلي وسط مباحثات صفقة شاملة تشمل الإفراج عن الأسرى ونزع سلاح حماس في غزة


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر