لندن - زكي شهاب
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن خلال جولته الخليجية في الأيام المقبلة لمنطقة الشرق الأوسط عن اعتراف واشنطن بقيام دولة فلسطينية والموافقة على تصور يقود إلى حكم فلسطيني لأرضهم.
وكشفت المصادر أن الإعلان سيكون تتويجاً لمباحثات ستعقد خلال قمة خليجية أميركية سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية في منتصف شهر أيار مايو الجاري خلال زيارة ترامب للشرق الأوسط.
وتؤكد المعلومات أن الإعلان الكبير الذي روّجت له أوساط البيت الأبيض والرئيس دونالد ترامب وحتى موفده الشخصي ديفيد ويتكوف في الأيام القليلة الماضية تحدثت عن قرب الإعلان عن حدث مهم يتعلق بالشرق الأوسط، أجمعت المعلومات على أنه يدور حول إعلان مهم بشأن قيام دولة فلسطينية، والتعاون النووي السلمي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وتأتي استضافة المملكة العربية السعودية للقمة الخليجية الأمريكية في منتصف الشهر الجاري كأول زيارة عمل يقوم بها الرئيس ترامب خلال ولايته الثانية. كما تعتبر هذه القمة هي الثانية بعد التي عُقدت في الواحد والعشرين من شهر أيار مايو عام 2017 خلال ولاية ترامب الأولى.
وسبق للرئيس ترامب أن لمّح إلى نيته الكشف عن "إعلان مهم جداً يتعلق بالأوضاع في غزّة" خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في البيت الأبيض يوم الثلاثاء السادس من شهر أيار مايو الجاري.
كما حفلت المعلومات والتقارير بما ينوي الرئيس ترامب الإعلان عنه، إذ أصبح جدول أعمال القمة والصفقات والاتفاقيات المتوقعة بدءًا بالصفقات الأمنية والعسكرية مروراً بصفقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وانتهاءً بالتعاون النووي السلمي مع المملكة العربية السعودية.
ومن المقرر أن يشارك جميع قادة دول الخليج في القمة، باستثناء الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي لن يشارك في الفعاليات العامة أو الاجتماعات منذ فترة طويلة بسبب حالته الصحية.
وقالت المصادر إن واشنطن ناقشت عبر وسطاء تفاصيل المرحلة المقبلة من وصول مساعدات الإغاثة والمعونات إلى قطاع غزّة في غضون أيام إلى إطلاق سراح الرهائن ومستقبل حركة حماس وعناصرها ودورها في المرحلة المقبلة، وأكدت المصادر أن حركة حماس أبلغت وسطاء أنها لن تطالب بالاحتفاظ بسلاحها إذا كانت هناك تعهدات واضحة وتنفيذ لما من شأنه القيام بدولة فلسطينية في المستقبل كحل نهائي يسبقه بالتأكيد انسحاب إسرائيلي من كل الأراضي التي احتلتها في حزيران يونيو عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
وكشفت المصادر أن حركة حماس ذهبت أبعد من ذلك في وعودها، إذ وافقت على أن تكون أي حكومة فلسطينية مقبلة مؤلفة من خبرات واختصاصيين وتكنوقراط يكون جل همّهم وضع الأسس السليمة لبناء دولة فلسطينية مستقلة.
ونسبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الصادرة في القدس صباح اليوم إلى مصدر دبلوماسي خليجي، رفض ذكر اسمه أو الكشف عن منصبه، قوله: "سيصدر الرئيس دونالد ترامب إعلانًا بشأن دولة فلسطين والاعتراف الأميركي بها، وأنه سيكون هناك إنشاء دولة فلسطينية بدون وجود حركة حماس."
وأضاف المصدر أيضًا: "إذا تم الإعلان عن الاعتراف الأميركي بدولة فلسطين، فسيكون هذا أهم إعلان سيغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، وسينضم المزيد من الدول إلى اتفاقات أبراهام."
وقالت مصادر دبلوماسية في القدس إن فكرة التوصل إلى حل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي باتت مقبولة بالكامل دولياً بدليل الاعتراف الكاسح بها من معظم العواصم في العالم، وحتى بين الإسرائيليين فإن الاقتناع بأن السيطرة بالقوة على الضفة الغربية وغزّة والقدس الشرقية لن يجلب الأمن والاستقرار للإسرائيليين أبداً، وزادت هذه القناعة لدى غالبية الإسرائيليين بعد أن لمسوا أن واشنطن اليوم ليست واشنطن التي عرفوها منذ عقود، إذ بدأت تبحث عن مصلحتها أولاً ومصلحة اقتصادها وشعبها قبل أن تفكر كثيراً بمصلحة إسرائيل، وما توصلت واشنطن إلى اتفاق مع الحوثيين في اليمن لوقف التعرض للسفن الأميركية في البحر الأحمر دون الإشارة إلى السفن الإسرائيلية أو غيرها إلا رسالة واضحة أن واشنطن التي دخلت في مفاوضات مع طهران حول مفاعلها حتى بدون التواصل مع تل أبيب أو التنسيق معها.
وزاد من قلق تل أبيب أن ترامب كشف علانية أن نتانياهو يحاول التلاعب به كما اعتاد على التلاعب برؤساء الولايات المتحدة السابقين لخدمة مصالح أهدافه التي كانت مثار غضب وانتقاد على نطاق واسع، وباتت تسبب بإنعكاسات سلبية على الولايات المتحدة ومصالحها وعلاقاتها على الصعيد الدولي.
وأكد المصدر أن الاتفاقيات الاقتصادية ستكون حاضرة بالتأكيد، ولكن العديد منها قد تم الإعلان عنه بالفعل، وقد نشهد إعفاء الدول الخليجية من الرسوم الجمركية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ترمب يؤكد عدم زياراته لإسرائيل خلال جولته للشرق الأوسط وسط ضغوط إسرائيلية لإدراج تل أبيب في جدول الرحلة
وسط ضغوط أميركية بلورة مقترح جديد بشأن غزة يشمل فتح ممرات آمنة وتوزيع المساعدات قبل زيارة ترامب للمنطقة


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر