القدس المحتلة - ناصر الاسعد
أعلنت حركة حماس أنها أتمّت عملية تسليم جميع الرهائن العشرين الأحياء الذين كانوا محتجزين لديها إلى الجانب الإسرائيلي، في خطوة وصفت بأنها تمهيد محتمل لمرحلة جديدة من التهدئة بين الطرفين. وجرت عملية التسليم في مكان مغلق، بعيدًا عن عدسات وسائل الإعلام، ولم يُسمح لأي جهة إعلامية بالحضور أو التصوير، فيما تلقّت عائلات الرهائن صورًا لأحبّتهم الذين تم الإفراج عنهم عبر الجيش الإسرائيلي، ما أدّى إلى ردود فعل واسعة على المستوى الشعبي والسياسي داخل إسرائيل.
وبحسب ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإنّه لم يعد هناك أي رهائن أحياء لدى حركة حماس، وذلك بعد دخول آخر دفعة من الرهائن المحررين إلى الأراضي الإسرائيلية. وأكّد الجيش الإسرائيلي أن سبعة من الرهائن كانوا قد دخلوا إسرائيل في وقت سابق من صباح اليوم، فيما أكّدت وزارة الخارجية الإسرائيلية الإفراج عن 13 آخرين في الدفعة الأخيرة، ونشرت أسماءهم رسميًا، ما رفع العدد الكلي للرهائن المحررين إلى عشرين.
في السياق نفسه، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل صباح اليوم، حيث ألقى خطابًا في الكنيست الإسرائيلي أعلن فيه أن الحرب في غزة قد انتهت، وأن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه سيصمد. وأكد ترامب أن الإدارة الأمريكية عملت على مدار الأسابيع الماضية بشكل مكثف لتأمين اتفاق يُنهي العمليات العسكرية ويضمن إطلاق سراح الرهائن، معتبرًا أن ما تحقق هو نتيجة مباشرة للجهود الدبلوماسية المشتركة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول المعنية، بما في ذلك مصر وقطر.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه ترامب أن الحرب قد انتهت، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل حققت "انتصارات هائلة" في غزة، لكنه أشار إلى أن المعركة لم تنتهِ بعد، ما يعكس استمرار التباين في الخطاب بين الطرفين بشأن المرحلة المقبلة. وعلى الأرض، تستمر الاستعدادات المكثفة في مدينة شرم الشيخ المصرية حيث تُعقد اليوم قمة دولية للسلام بمشاركة عدد من رؤساء الدول والقادة الدوليين لمناقشة مستقبل الوضع في قطاع غزة، وآليات تثبيت الهدنة، وتنسيق جهود إعادة الإعمار، وضمان عدم تكرار اندلاع القتال.
ومن جانبها، نشرت حركة حماس عبر "مكتب إعلام الأسرى" التابع لها قائمة بأسماء عدد من السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل، بالتزامن مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وقد وصلت الحافلات التي تقل السجناء الفلسطينيين بالفعل إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية، حيث كان في استقبالهم عدد من المسؤولين وعائلاتهم، وسط أجواء من الترقب والفرح.
يُذكر أن الصفقة الراهنة تأتي بعد أسابيع من التصعيد العسكري العنيف بين إسرائيل وحماس، والذي خلّف مئات القتلى وآلاف الجرحى، وأدى إلى دمار واسع في البنية التحتية لقطاع غزة، ما دفع بالمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق شامل يضع حدًا نهائيًا للمواجهات المسلحة، ويفتح الباب أمام تسوية سياسية طويلة الأمد.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر