وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح الاثنين إلى إسرائيل، حيث ألقى كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي أكد فيها أن الحرب في غزة قد انتهت، وأن اتفاق السلام الذي جرى التوصل إليه سيمثل نقطة تحول تاريخية في مسار الشرق الأوسط، مشدداً على أن وقف إطلاق النار سيصمد بدعم دولي غير مسبوق.
وفور وصوله إلى الكنيست، كتب ترامب في سجل الشرف، وقال أمام الحضور إن هذا اليوم هو "بداية جديدة"، مضيفاً: "إنه انتصار لا يُصدَّق لإسرائيل والعالم أن تعمل كل هذه الدول معاً كشركاء في السلام. بعد أجيال من الآن، سيتم تذكُّر هذا على أنه اللحظة التي بدأ فيها كل شيء يتغيّر". وأضاف أن السلام لم يعد مجرد حلم، بل واقع يمكن البناء عليه، داعياً إلى تركيز الجهود في غزة على الاستقرار والكرامة والتنمية الاقتصادية.
وأشار ترامب إلى أن حتى إيران يمكن أن تكون شريكًا في السلام إذا اختارت التعاون، وأكد أن اليد الأميركية ممدودة دائمًا للصداقة. كما أعرب عن تفاؤله بالجهود الجارية، مشيرًا إلى تلقيه ضمانات شفهية من دول عربية وإسلامية قال إنه يثق بها، مؤكدًا أن "الجميع يريد أن يكون جزءاً من هذا السلام".
وفي مؤتمر صحفي على متن الطائرة الرئاسية قبيل وصوله، أعلن ترامب بشكل واضح: "الحرب انتهت. حسناً؟ هل فهمتم ذلك؟"، معبّراً عن ثقته بأن وقف إطلاق النار سيصمد، ومؤكدًا أن الرحلة إلى الشرق الأوسط ستكون "مميزة جدًا".
وفي سياق متصل، تترقب مدينة شرم الشيخ المصرية حدثًا تاريخيًا بعد ظهر اليوم، حيث يترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب قمة السلام حول غزة، بحضور قادة من أكثر من 20 دولة، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وتغيب حركة حماس عن القمة، فيما أكدت الرئاسة المصرية مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، رغم إعلان المتحدثة باسم مكتب نتنياهو لاحقاً أن إسرائيل لن ترسل ممثلاً رسميًا إلى مراسم التوقيع.
وبحسب مصادر دبلوماسية، ستُوقّع خلال القمة وثيقة ضمانات دولية لوقف إطلاق النار في غزة، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر وقطر وربما تركيا. ووصفت الإدارة الأميركية هذه الوثيقة بأنها المرحلة الأولى من خطة أوسع، تشمل انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من قطاع غزة، وتشكيل قوة متعددة الجنسيات تحت قيادة أميركية، فيما ستتولى لجنة فلسطينية تكنوقراطية إدارة الشؤون المدنية في القطاع بإشراف هيئة انتقالية دولية.
وتكريمًا لدوره في وقف الحرب، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منح الرئيس ترامب "قلادة النيل"، أرفع وسام مصري، تقديرًا لإسهاماته في دعم جهود السلام ونزع فتيل النزاعات، وعلى رأسها وقف الحرب في غزة.
من جهة أخرى، كانت حركة حماس قد أتمّت صباح اليوم تسليم جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة، وعددهم 20 رهينة، إلى السلطات الإسرائيلية، في إطار الاتفاق الأخير. وقد جرى التسليم في موقع مغلق دون حضور وسائل الإعلام، بينما أعلنت إسرائيل أن جميع الرهائن دخلوا أراضيها، وأنه لم يعد هناك أي محتجزين أحياء لدى حماس.
وبينما اعتبر الرئيس الأميركي أن اتفاق غزة "أحد أعظم إنجازاته"، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي عودة الرهائن بأنها "حدث تاريخي"، مضيفاً أن إسرائيل حققت "انتصارات هائلة أدهشت العالم"، لكنه أشار إلى أن المعركة لم تنته بعد، وأن تحديات أمنية جسيمة ما زالت قائمة.
وتُعد زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط هي الأولى له منذ إعادة انتخابه رئيسًا، وقد عبّر عن رغبته بزيارة قطاع غزة شخصيًا، أو على الأقل أن "يطأ أرضه"، مؤكدًا أن مجلس السلام الجديد المخصص لإدارة شؤون غزة سيُشكّل "بسرعة كبيرة" تحت إشرافه المباشر.
وفيما يستعد القادة المشاركون في قمة شرم الشيخ للتوقيع على وثيقة إنهاء الحرب في غزة، تبقى ملفات كبرى على طاولة المفاوضات، في مقدمتها نزع سلاح حماس، وتحديد الجهة التي ستتولى إدارة القطاع على المدى الطويل، وإعادة الإعمار، وضمان الأمن لجميع الأطراف.
وقد خلّفت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ما يقارب 68 ألف قتيل، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، بينما قُتل 1219 شخصًا في هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل، بحسب البيانات الرسمية الإسرائيلية.
ومع دخول قمة شرم الشيخ لحظة الحسم، يترقّب العالم ما إذا كانت هذه المبادرة ستكون بالفعل بداية سلام دائم، أم مجرّد هدنة جديدة في صراع طال أمده.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر