السويداء تتحول لساحة حرب واكثر من 200 قتيل بينهم 21 إعدامات ميدانية في ظل تصعيد عسكري سوري وإسرائيلي
آخر تحديث GMT 15:09:32
المغرب اليوم -

السويداء تتحول لساحة حرب واكثر من 200 قتيل بينهم 21 إعدامات ميدانية في ظل تصعيد عسكري سوري وإسرائيلي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السويداء تتحول لساحة حرب واكثر من 200 قتيل بينهم 21 إعدامات ميدانية في ظل تصعيد عسكري سوري وإسرائيلي

عناصر الأمن السوري
السويداء - سليم الفارا

ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا إلى 203 قتلى منذ اندلاع المواجهات يوم الأحد بين فصائل مسلحة من أبناء الطائفة الدرزية ومسلحين من البدو، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقد شملت الحصيلة 92 قتيلاً من أبناء الطائفة الدرزية، بينهم 21 مدنياً أُعدموا ميدانياً على يد عناصر تابعة للقوات الحكومية السورية، و93 من عناصر تلك القوات، إضافة إلى 18 من المسلحين البدو، في وقت تشهد فيه المحافظة توتراً غير مسبوق وانتشاراً كثيفاً للوحدات النظامية وسط أنباء عن عمليات انتقامية وخرق لاتفاقات التهدئة.

وتزامناً مع هذه التطورات، دخلت وحدات من الجيش السوري مدينة السويداء، في خطوة أعلن عنها كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار مع وجهاء محليين، غير أن الهدنة سرعان ما تعرضت للخرق، مع استمرار القصف العشوائي والاشتباكات المسلحة، مما أدى إلى موجة نزوح جماعي للسكان باتجاه الأرياف المجاورة، رغم إعلان حظر تجول رسمي في المدينة.

ونشرت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق مشاهد مروعة، تظهر جثث مدنيين داخل منازلهم، وأثاثاً مدمراً وصوراً لمشايخ دروز ملقاة على الأرض. وأفاد المرصد السوري أن عناصر تابعة للأجهزة الأمنية أقدمت على إعدام ثلاثة أشقاء دروز أمام والدتهم شمال السويداء، فيما تم توثيق إعدامات أخرى داخل مضافة في قرية الثعلة.

وفي تصعيد إضافي، شنّت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع تابعة للقوات الحكومية السورية في محيط السويداء وريف درعا، مستهدفة آليات ثقيلة وقواعد عسكرية ومقار أمنية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوري. ورغم إعلان واشنطن أن إدارة الرئيس دونالد ترمب طلبت من إسرائيل وقف الهجمات، إلا أن الغارات استمرت حتى ساعات فجر الأربعاء، بحسب المرصد السوري.

وقالت الرئاسة السورية في بيان رسمي إنها أصدرت توجيهات بمنع أي انتهاكات أو تجاوزات من كافة الجهات، وكلفت الأجهزة الرقابية والتنفيذية بمتابعة التحقيقات ومحاسبة المسؤولين، أياً كانت رتبهم، مشددة على ضرورة الحفاظ على سيادة الدولة وسلامة المدنيين. في المقابل، اتهمت مصادر محلية عناصر من وزارة الدفاع بارتكاب انتهاكات ممنهجة شملت تكسير أبواب المنازل وسرقة ممتلكات وإضرام النيران، ما خلّف دماراً واسعاً وأدى إلى حالة من الهلع في صفوف السكان.

وقد عبّر المرجع الديني الدرزي الشيخ حكمت الهجري، الذي كان قد رحّب بدايةً بعودة الدولة، عن رفضه لما وصفه بالحملة البربرية، داعياً إلى التصدي لما يجري بكل الوسائل، مشيراً إلى أن القصف العشوائي طال أحياء مدنية وأدى إلى سقوط ضحايا أبرياء، ما يتناقض مع وعود الحكومة بضبط النفس واحترام التهدئة.

وفي سياق متصل، أعلن السياسي اللبناني وئام وهاب، المقرّب من حزب الله، عن انطلاق ما أسماه بـ"جيش التوحيد"، داعياً الدروز إلى تشكيل مقاومة مستقلة للدفاع عن أنفسهم في وجه ما وصفه بعدوان الحكومة السورية وخذلان الحلفاء الإقليميين والدوليين.

من جهته، اعتبر الجيش الإسرائيلي أن تدخله العسكري جاء لحماية الطائفة الدرزية، بعد رصد تحركات عسكرية سورية اعتبرها تهديداً مباشراً. وأكد المتحدث باسمه أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت قوافل مدرعة وطرق إمداد ومنصات إطلاق صواريخ كانت موجهة نحو مناطق الدروز.

أما الحكومة السورية فقد أدانت الغارات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها عدوان غادر وانتهاك سافر لسيادة البلاد وخرق واضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد المشروع لحماية أراضيها وشعبها، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة داخلياً، حذّر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس براك من تداعيات المواجهات الأخيرة، معتبراً أن الوضع في السويداء مقلق للغاية، وأكد انخراط بلاده في جهود لتهدئة النزاع بالتنسيق مع الأطراف المحلية والدولية كافة.

وتأتي هذه التطورات بعد نحو شهرين فقط من اشتباكات مماثلة قرب العاصمة دمشق أوقعت 119 قتيلاً، وانتهت بتفاهمات محلية منحت الفصائل الدرزية صلاحيات أمنية ذاتية، في ما وُصف حينها بمحاولة احتواء الغضب الشعبي في الجنوب.

ومع تجدد المواجهات اليوم، يعود المشهد إلى نقطة الانفجار، وسط تحذيرات من أن تتحول السويداء إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، في ظل غياب حل سياسي مستدام واستمرار هشاشة الوضع الأمني في جنوب سوريا.

قد يهمك أيضــــاً:

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السويداء تتحول لساحة حرب واكثر من 200 قتيل بينهم 21 إعدامات ميدانية في ظل تصعيد عسكري سوري وإسرائيلي السويداء تتحول لساحة حرب واكثر من 200 قتيل بينهم 21 إعدامات ميدانية في ظل تصعيد عسكري سوري وإسرائيلي



GMT 10:45 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

تاه جاهز للعب مع بايرن في مونديال الأندية

GMT 15:33 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

استقرار مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام التعاملات

GMT 10:19 2022 الجمعة ,18 شباط / فبراير

الرجاء المغربي ينهي استعداداته لقمة وفاق سطيف

GMT 13:30 2021 الثلاثاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"هواوي" تطرح أجهزة رائدة في السوق المغربية

GMT 07:05 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد إصابتها بـ”كورونا” الفنانة المصرية نشوى مصطفى تستغيث

GMT 13:00 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أحدث صيحات فساتين الزفاف لعام 2020

GMT 12:10 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي حقيقة صورة محمد هنيدي مع إعلامي إسرائيلي

GMT 00:44 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

بولهرود يغير وجهته صوب "ملقا الإسباني"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib