واشنطن - المغرب اليوم
كشفت خاصية التعرف على موقع الحساب، التي استحدثتها منصة «إكس»، عن زيف الكثير من الحسابات التي ادعت الانتماء لبلدان معينة، وادعت جمع التبرعات وتبني القضايا وإثارة الجدل فيها، قبل أن تكشف الخاصية الجديدة عن زيف الادعاءات في موقعها ومضمونها.
وبعد بدء منصة «إكس» (تويتر سابقاً) إتاحة التعرف على بلد تشغيل الحسابات الموثقة، بحيث يمكن للمستخدم معرفة الدولة أو المنطقة التي يُدار منها الحساب، انكشفت حيلة الكثير من الحسابات التي صمدت لسنوات في ادعاء تمثيل مجتمع أو دولة ما، وأغرقت فضاء مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات المنتظمة والممنهجة، باعتبارها تمثيلاً لصوت محلي، قبل أن تكشف الخاصية الجديدة عن زيف تلك الادعاءات.
وأظهرت خاصية الكشف عن مواقع تشغيل الحسابات العديد من النشاط القادم من تركيا والمملكة المتحدة واليمن ودول أوروبية أخرى وشمال أفريقيا، عبر حسابات ادعت لسنوات أنها تعود بانتمائها وتمثيلها إلى السعودية، قبل أن تظهر حقيقة أنها تعمل وتُدار من خارج حدود السعودية تماماً.
وخلال أيام من إطلاق منصة «إكس» لخاصية عرض معلومات تفصيلية عن الحسابات الشخصية، بما في ذلك تاريخ انضمام المستخدم إلى المنصة والموقع الجغرافي للحساب، وعدد مرات تغيير اسم الحساب، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً بشأن الكثير من الحسابات التي انكشف عن مواقع نشاطها.
واندفع العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن المواقع الحقيقية للكثير من الحسابات، التي نشطت في تبني قضايا جدلية وادعاء تمثيل عدد من دول الخليج، لتكشف الخاصية الجديدة لمنصة «إكس» عن زيف العديد من تلك الحسابات.
ووفقاً لمتابعين، رصدوا قوائم من الحسابات التي زيّفت حقيقة مواقع نشاطها وتمثيلها لعدد من البلدان، فقد أعلنت بعض تلك الحسابات انسحابها تماماً من المشهد، وإعلان إغلاق حساباتها بشكل نهائي لتجنب الانكشاف من خلال الخاصية الجديدة.
فيما رصدت قوائم المتابعين للعديد من الحسابات أنها كانت تُدار من أماكن جغرافية بعيدة تماماً عن المواقع والبلدان التي ادعتّ تمثيلها والانتماء إليها، وربما وضعت أعلامها الرسمية وصوراً لقيادة وزعماء البلدان غير الحقيقية.
وأظهر تاريخ العديد من الحسابات التي كشف عن تزييف مواقع بلدانها الأصلية نشاطها في جمع التبرعات، وتلفيق قصص إنسانية تبدو أنها من السعودية، مع نشر مكثف وبشكل دوري صوراً لفواتير الكهرباء، وطلب سداد الديون، والعلاج.
من جهته، قال الدكتور يوسف الرميح، أستاذ علم الجريمة، أن الخاصية الجديدة لمنصة «إكس» كشفت عن أن العديد من الحسابات المسيئة والمغرضة قد تلاعبت بمواقع نشاطها الأصلي، وأنها كانت تدعي انتماءها إلى السعودية قبل أن تنكشف المواقع الأصلية لها، وتتبين الأغراض من وراء إدارة الحسابات المشبوهة التي كانت تستهدف نسيج المجتمع واستقراره الاجتماعي من خلال بث آلاف الرسائل المغلوطة بشكل آلي وممنهج.
وأكد الدكتور الرميح أن وعي المجتمع السعودي كان في السابق بالمرصاد للعديد من تلك الحسابات وأنشطتها المشبوهة، فيما جاءت هذه الخاصية لتعزيز التصدي لهذه الحسابات التي انكشفت مواقع نشاطها، وطبيعتها المغرضة، حيث تحركها الأهواء والأهداف غير النزيهة للإيقاع بالمجتمعات واستقرارها وثوابتها.
وشدد الدكتور الرميح على أهمية هذه الخاصية ودورها في تعزيز نزاهة ما يطرح على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من بعض الحسابات المغرضة، التي تدار من مواقع جغرافية متعددة وبعيدة تماماً عن حدود البلاد ونظامها الاجتماعي الذي تدعي تمثيله والانتماء له.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر