ثلاثة صناديق في حياة «السياسي»
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

ثلاثة صناديق في حياة «السياسي»

المغرب اليوم -

ثلاثة صناديق في حياة «السياسي»

بقلم : عريب الرنتاوي

وفي واحدٍ من لقاءاته الجماهيرية الحاشدة في مدينة إسطنبول أثناء انتخاباتها البلدية الأخيرة، وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جمهور الناخبين بين خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما التصويت لمرشحه بن علي يلدريم، أو انتخاب عبد الفتاح السيسي (يقصد مرشح المعارضة الجمهورية إمام أوغلو) ... المفاضلة غريبة وعجيبة، لكن الرجل أدرك بغريزته الشعوبية أن استحضار «تراجيديا» الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي سقط ميتاً في قاعة المحكمة، يمكن أن يستثير حماسة الفئات البسيطة من الناخبين الأتراك، سيما وأن واقعة وفاة الرئيس المصري الأسبق، لم يكن مضى عليها سوى خمسة أيام فقط. حتى الآن، يبدو هذا النمط من الخطابات والمواقف مألوفاً لدى الرجل الذي اعتاد أن يطلق مواقفه الكبرى من فوق منصة المهرجانات الجماهيرية الحاشدة، شأنه في ذلك شأن معظم السياسيين «العقائديين» على اختلاف مرجعياتهم وعقائدهم ... لكن يسجل للرئيس أردوغان أنه حطم رقماً قياسياً عالمياً في عدد المهرجانات واللقاءات الشعبية الحاشدة التي خاطبها وأعداد المشاركين فيها، وأنه الزعيم الدولي المعاصر الأكثر حضوراً في هذا المضمار. لكن ما أثار انتباهي ودهشتي في الخطاب ذاته، أن الرجل تحدث لمئات ألوف الأتراك، كما لو أنه شخصياً، وليس مرشحه بن علي يلدريم، هو من يخوض غمار المنافسة على رئاسة بلدية إسطنبول، التي سبق له وأن تربع على عرشها في العام 1994، ومن على ظهرها انتقل إلى سدة رئاسة الحكومة، قبل أن يحيل البلاد إلى النظام الرئاسي، بدلاً عن البرلماني المعمول به في البلاد، وليضع بين يديه مختلف السلطات والصلاحيات كما لم يفعل أحدٌ من قبله. الملاحظة الثانية التي أثارت فضولي في الخطاب إياه، قول أردوغان: أنهم – لا أعرف من – يهددونا بمصير مرسي، نحن لا نخشاهم، يريدوننا بالأكفان، وها نحن نرتديها ... تلكم كانت صدمة كبرى بالنسبة لي شخصياً كمراقب للشأن التركي مهتم بكل تفاصيله ... من هم الذين يتوعدونه بالسجن أو القتل، كما ألمح، وهل للأمر صلة بالمعركة على بلدية إسطنبول؟ ... وما (ومن) الذي يخشاه الزعيم التركي الذي فاز بأكبر عدد من الانتخابات والاستفتاءات في ربع القرن الأخير منذ انتخابه رئيساً لبلدية إسطنبول؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد كنت أتابع الانتخابات الدنماركية قبل أيام، ووجدت رئيس الوزراء اليميني الوسطي لارس لوكه راسموسن، يتقدم باستقالته بكل هدوء للملكة، ويغادر مكتبه راجلاً، بعد أن جمع مقتنياته الشخصية في «حقيبة ظهر»، بلا مراسم ولا حراسات مشددة ولا مخاوف ولا قلق من مرحلة «ما بعد الهزيمة في الانتخابات» ... عاد مواطناً يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ... يبدو أن هذه الصورة، لم تراود مخيلة الزعيم التركي في أي مرحلة من مراحل حياته السياسية، والمؤكد أنها لم تعد تراوده الآن. في حياة السياسيين، سيما العقائديين منهم، ثلاثة صناديق: صندوق الاقتراع، الذي يدخل من فتحته الض يقة إلى فضاءات السلطة والحكم على اتساعها.. صندوق الذخيرة، الذي يلجأ إليه للوصول إلى السلطة أو حسم خلافاته مع خصوم الداخل والخارج ... أما الصندوق الثالث، الخشبي، متعدد الأشكال والأثمان، فهو ذاك الذي يسجى عليه، في رحلته الأخيرة الى منزله الأخير، وغالباً بفعل فاعل.   بقية مقال عريب الرنتاوي  المنشور على الصفحة الأخيرة الجزء الأول   أردوغان اختبر الصندوقين الأوليين، لجأ إلى صندوق الاقتراع فوصل إلى السلطة على رأس حزبه معززاً مكرماً، بدل المرة أكثر من مرة ... ولجأ إلى صندوق الذخيرة عندما خذله الناخبون الأتراك في انتخابات 2015، ولم يمكنوه من حكم البلاد منفرداً، شن أوسع حرب على «الإرهاب الكردي»، ونجح في شد العصب القومي للأتراك، بعد أن اكتشف أن شد العصب الديني وحده لم يعد كافياً لضمان التفرد في حكم البلاد، وكان له ما أراد ... أما اليوم، فإن شبح الصندوق الثالث، يطل برأسه على الرجل كما يتضح من أقواله، وبصورة فاجأتنا نحن المراقبين عن بعد، وربما فاجأت الجمهور التركي ذاته، فهذه النهايات البشعة لرجال الحكم والسياسة ليست من الديمقراطية في شيء. أردوغان وحزبه الحاكم، نجحا في انتخابات حرة لم يشكك أحدٌ بنزاهتها سوى الرئيس والحزب الحاكم (انتخابات إسطنبول في مارس/ آذار 2019 مثالاً) ... لكن الرجل، وتحديداً في السنوات الأخيرة من حكمه المديد، اعتمد خطاباً «أقصوياً «على المستوى الداخلي، أخذ على حزب الشعب الجمهوري أن جمهوره من العلويين، وأخذ على إمام أوغلو أنه من بقايا «البيزنطيين» الذين «تأسلموا» و»تتركوا»، ووضع قادة حزب الشعوب الديمقراطية في السجون، وهم نواب منتخبون، وزج بعشرات ألوف الناشطين في السجون وأضعافهم أجبروا على ترك وظائفهم، دفع بحالة الاستقطاب الداخلي ونزاع الهويات إلى حدود قصوى ... أبعد معظم قادة الحزب التاريخيين من رفاق دربه ... وثمة قصص لا مجال للخوض بها عن ممارسات فاسدة تطاول الحلقة الضيقة من مقربيه وأقربائه... وربما لكل هذه الأسباب، أخذ يتصرف على ما يتضح من هواجسه ومخاوفه، على قاعدة «إما قاتل أو مقتول»، وليس وفقاً للقاعدة الديمقراطية، فائز أو «لم يحالفه الحظ»، ويتقمص مقدماً شخصية «البطل التراجيدي». يبدو أن البقاء على عرش السلطة، هو المصدر الوحيد لبعث الطمأنينة في نفس الرجل الأهم في تاريخ تركيا المعاصر منذ أتاتورك ... الخروج منها سيفتح الباب لحروب «التصفيات وتسوية الحسابات»، أو على الأقل، هكذا يعتقد الرجل الذي يخشى على نفسه من مصير محمد مرسي، وعلى حزبه من مصير جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فما الذي فعله الرجل والحزب، ليصاب بكل هذا «الرهاب»، ما الذي يخشاه أردوغان، ومن الذين يخشاهم؟  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة صناديق في حياة «السياسي» ثلاثة صناديق في حياة «السياسي»



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib