متواطئون لا «تجار أوهام»

متواطئون لا «تجار أوهام»

المغرب اليوم -

متواطئون لا «تجار أوهام»

بقلم :عريب الرنتاوي

أما الخلاصة/ النصيحة التي “يتقيأ” بها هؤلاء في وجه الفلسطينيين، فهي “التحلي بالحكمة” وتفادي “ركوب الرؤوس”، والتعامل بـ “واقعية” مع حقيقة أن 99 في المائة من أوراق ما زالت بيد أميركا.

هؤلاء، أفراداً وحكومات، ليسوا “تجار أوهام”، فلم يعد هناك من أوهام أصلاً للمتاجرة بها، بعد تكشفت المواقف وانبلجت الوقائع العنيدة التي تفقأ العيون ... هؤلاء جزء لا يتجزأ من “الفيالق الإعلامية” المرتبطة بمحور عربي نافذ، ربط مصيره ورهاناته جميعها  بواشنطن، بعد أن جعل من إيران، وليس إسرائيل، العدو الأول والأخير للأمة، والتهديد الساحق الماحق لأمنها واستقرارها، حتى أنهم ما عادوا يخجلون من القول، إن ما يربطهم بإسرائيل هو شبكة عريضة من المصالح المشتركة و”عدو واحد مشترك”، في إشارة إلى “هتلر العصر”، مرشد الثورة الإسلامية في إيران.

هؤلاء هم الذراع الإعلامية الأيديولوجية المتهافتة، لمحور قرر الانخراط في مشروع تصفية القضية الفلسطينية، بعد أن تساوق مع ترامب ومشروع “أبو ديس” بديلاً عن القدس، كعاصمة لدويلة غزة وبقايا الضفة الغربية ... وبعد أن تبنى بالكامل نص “وعد بلفور” ومراميه حول الوطن القومي لليهود في فلسطين... وأخذ يردد من دون تحفظ، الرواية الصهيونية – التوراتية، حول حق الشعب اليهودي في بناء دولته على أرض آبائه وأجداده ... هؤلاء ضاقوا ذرعاً بقضية فلسطين ونضال شعبها، فهم لا يحتاجون من يذكرهم صبح مساء، بعجزهم وتقصيرهم، بل وبتواطؤهم وتآمرهم على ما كان يوماً “قضية الأمة المركزية الأولى”.

تخشى الفيالق الإعلامية لهذا المحور، الإقرار بالحقيقة، والاعتراف بأن واشنطن هي من يتولى نيابة عن إسرائيل، مشروع تصفية القضية الفلسطينية ... وأنها هي وحدها، من يرى في أطفال غزة وشبانها العزّل، خطراً يهدد أمن الإقليم واستقراره، وأنها هي وحدها من يحمي إسرائيل في مجلس الأمن وخارجه ... لأنهم إن فعلوا ذلك، أعطوا صدقية لرواية وسرديات المحاور الأخرى المنافسة في الإقليم، بينها المحوران التركي – القطري، والإيراني السوري ... هم يخشون الإقرار بان طريق الرهان على واشنطن مسدود وغير نافذ، لأنهم لا يريدون مواجهة السؤال الآتي: وماذا عن “الخطة ب”، وكيف يمكن استنقاذ ما تبقى من حقوق شعب فلسطين والأمة والمسلمين والمسيحيين في القدس والأقصى والمقدسات، دع عنك فلسطين برمتها

لذلك، لن يكف هؤلاء عن ترويج الأكاذيب، عن سبق الترصد والإصرار ... هم يكذبون، ويعرفون أنهم يكذبون، ولكن لا خيار آخر أمامهم، سوى المضي في زرع الأباطيل وترويج الأكاذيب، طالما أنهم قرروا الاصطفاف كالقطيع وراء نهج سياسي تفريطي يسعى في قيادة الإقليم ... وهم يفعلون ذلك، غالباً، بوصفهم من “المؤلفة جيوبهم”، أو بفعل انحيازات مذهبية مريضة ... تعددت الدوافع والنتيجة واحدة.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متواطئون لا «تجار أوهام» متواطئون لا «تجار أوهام»



GMT 09:03 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

مع القراء وبريدهم

GMT 09:01 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

الحكومة الإنسانية

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:57 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة الحرب جعلت سلوك أطفال غزة أكثر عدوانية
المغرب اليوم - الأمم المتحدة الحرب جعلت سلوك أطفال غزة أكثر عدوانية

GMT 16:48 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 20:49 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 11:47 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نهضة الزمامرة يرتقي إلى الرتبة الثالثة في القسم الممتاز هواة

GMT 05:02 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيموفيتش يحصد جائزة أفضل مسيرة رياضية في العالم

GMT 07:43 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدتان تحصدان جائزة "غولدمان لنساء جنوب أفريقيا"

GMT 13:50 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

حاتم بن عرفة ينفي الرحيل عن نيس الفرنسي

GMT 11:04 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليم الباحة يعتمد حركة توجيه المعلمات المعينات حديثًا

GMT 23:26 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

مدرب المغرب للصالات تعمدت مواجهة ليبيا بإيقاع سريع

GMT 21:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 07:39 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

عصام سلطان يزعم وجود محاولة لإعادة مبارك إلى الحكم

GMT 00:28 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن ثلاثة اعوام لرئيس تحرير موقع صحيفة "جمهورييت" التركية

GMT 01:52 2016 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

علاج ديدان البطن بالأعشاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib