عن أم كلثوم و»إفتاء الغاب»
روبيو السلام في أوكرانيا يتطلب "التضحية" من الجانبين عشرات المفقودين إثر غرق قارب في أحد أنهار نيجيريا غوغل تكشف عن خطوة تاريخية تجاه سوريا لأول مرة منذ 2004 فيضان مفاجئ إجتاح موقعًا للتخييم في شمال الصين ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وفقدان أربعة آخرين إسبانيا تنشر 500 جندي إضافي للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات خلال موجة حرّ شديدة استمرت لثلاث ساعات زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب قبالة سواحل كامتشاتكا بالشرق الأقصى الروسي نواب بريطانيون يطالبون كير ستارمر بإجلاء عاجل لأطفال قطاع غزة المرضى والجرحى إلى المملكة المتحدة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعلن احباط هجوم ارهابي استهدف محطة سمولينسك للطاقة النووية تصاعد الغضب في إسرائيل مع احتجاجات وإضرابات تقودها عائلات القتلى والمحتجزين للمطالبة بوقف الحرب وصفقة لإعادة الأسرى رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي أيال زمير يصادق على خطط إحتلال قطاع غزة ومدة العملية 4 أشهر
أخر الأخبار

عن أم كلثوم و»إفتاء الغاب»

المغرب اليوم -

عن أم كلثوم و»إفتاء الغاب»

بقلم - عريب الرنتاوي

عندما يفتي أحدهم، وهو يحمل لقباً علمياً في مرجعية اشتهرت بـ»الوسطية والاعتدال» في العالمين العربي والإسلامي، عندما يفتي «مرجع» كهذا»، بجواز مجامعة الزوجة الميتة (نكاح الوداع) ... وعندما يفتي آخر بحق الرجل في اقتطاع جزء من جسد زوجته لتناوله نيئاً أو مطبوخاً، عند الاضطرار، ولتفادي «الموت جوعا»... ما الذي يمكن قوله بعد ذلك، وأي صنف من البشر هم هؤلاء؟ ... وما الذي يفترضونه فينا، نحن الأتباع، الذين لم نرق في مراتب العلم، مستوى حمل لقب «عالم» أو «رجل دين» أو «شيخ»؟
هم مرضى بلا شك، تتحكم بهم غرائزهم وليس عقولهم، ... مصدر تفكيرهم ينبع من أسافل بطونهم ... أما الطوابق العليا لديهم، فمعطلة بلا شك، والطريق إليها غير سالك، لا عقل ولا قلب ... يصدران عن «ثقافة» أو «لا ثقافة» الغابة، حيث الجوع والجنس هما المحرك الرئيس لسلوك الكائنات المفترسة، .
من أين ينهل هؤلاء معارفهم، ومن أي إناء ينضحون؟ ... قد يقال إنهم يأتون شيئاً فرياً، وأن فتاواهم الشاذة، ليست من الإسلام في شيء، وهذا صحيح ... 
لا شك أن أقوالهم المريضة، قوبلت بالاستهجان والاستنكار من قبل دوائر عديدة، ومن بينها مرجعيات إسلامية، لكن هل يكفي أن يجري التعامل مع المسألة بوصفها خطأ وقع وانتهى كل شيء، أو بوصفها شططاً واجتهاداً متطرفاً وشاذاً ... ألسنا بحاجة إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى إعادة الاعتبار لإنسانية الانسان، وأعني هنا المرأة على وجه التحديد ... أي «كائن» هذا الذي ستجتاحه نوبة جنسية ليضاجع امرأة ميتة، خصوصاً حين تكون زوجته ورفيقة دربه وأم أبنائه وبناته؟ ... كيف يفهم هؤلاء الجنس ابتداءً، وكيف يفهمون العلاقات الزوجية على وجه الخصوص؟ ... هل يرون في المرأة غير فرجها؟ ... من أية «طينة» جُبِلَ هؤلاء؟
ثم من ذا الذي سيقوى على «جرم» لحم زوجته عن عظمها، لتناول ما يقيته ويبقيه حياً؟ ... حتى الحيوانات، معظم الحيوانات إن لم نقل جميعها، لا تأكل من جنسها ... لماذا يصر هؤلاء على وضع الإنسان في مرتبة أدنى من الحيوان؟ ... لا شك أن من نطق بهذه «الدرر»، ما زال يعيش فكرياً وثقافياً ونفسياً واجتماعياً وأخلاقياً، في زمن «الغابة» ... لم يمض وقت طويل على نزوله عن أشجارها ... هؤلاء لا مكان لهم في حياتنا المعاصرة، هؤلاء خطر على اجتماعنا البشري والإنساني ... هؤلاء أسوأ من «الدواعش»؟ ... هؤلاء أخطر من المصابين بالجذام في العصور الغابرة، هؤلاء يتعين وضعهم في معازل ومصحات، حتى لا تنتشر عدواهم إلى غيرهم.
في المقابل، رأينا شيخاً أزهرياً يدندن لحناً للسيدة أم كلثوم على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية، فإذا بالدنيا تقوم في وجهه ولا تقعد، لكأنه ارتكب واحدة من الكبائر ... يوقف عن عمله ويخضع للتحقيق ... لا شك أنهم سيخضعونه لفحص سريري، وربما تحليل «دي أن إيه»، إذ كيف يمكن أن يقدم على فعلة نكراء من هذا النوع؟ ... نوع العقوبة التي واجهها شيخناً «المرهف» أشد مرارة من تلك التي تنتظر أصحاب الفتاوى الشاذة، أي رسائل يُراد توجيهها؟، هل ما زلنا في عصر تكفير الفن وتجريم الموسيقى؟، ظننا أننا في القرن الحادي والعشرين ... ومع ذلك، وبرغم ذلك، يراد لنا أن نقتنع بأن مؤسسات ومرجعيات كهذه، تحارب التطرف والغلو، عن أي تطرف يتحدثون، ومن الأولى بالمحاربة والمجابهة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن أم كلثوم و»إفتاء الغاب» عن أم كلثوم و»إفتاء الغاب»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات فاخرة وأزياء أنيقة في مختلف المناسبات

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 07:17 2015 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

البرغل بديلا عن حمض الفوليك

GMT 11:35 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولون في إقليم الدريوش يحذرون من اجتثاث نبتة "إكليل الجبل"

GMT 13:04 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع معدلات استهلاك الأسمنت في المغرب خلال الشهر الماضي

GMT 11:10 2023 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

متحور كورونا الجديد "جيه.إن.1" الأكثر انتشار في أميركا

GMT 20:11 2023 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يطلب ضمانات بعدم توقيفه

GMT 09:04 2020 السبت ,15 شباط / فبراير

ترقب إعلان نتائج أرامكو السنوية في 16 مارس

GMT 01:52 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شوكان يوضح قرار رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib