حتى لا تصبح ثورة السودان «ثورة مغدورة»
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

حتى لا تصبح ثورة السودان «ثورة مغدورة»

المغرب اليوم -

حتى لا تصبح ثورة السودان «ثورة مغدورة»

بقلم : عريب الرنتاوي

  الاتفاق الذي توصل إليه «عسكر» السودان وقوى الحرية والتغيير فيها، يثير القلق أكثر من التفاؤل ... صحيح أن المجلس العسكري أُرغم على معاودة التفاوض مع قوى المعارضة، وأنه ارتضي بتقاسم المجلس السيادي مناصفة معها، وأنه رضخ كارهاً لفكرة «التناوب» على السلطة، وقَبِل بتشكيل لجنة تحقيق وطنية محايدة في الجرائم التي قارفها ضد المتظاهرين السلميين.
لكن الصحيح كذلك، أن المعارضة بدورها، قدمت ما يكفي من التنازلات المقلقة ... منها أنها سلمت رئاسة المجلس السيادي للجنرالات لمدة عامين متتاليين، وأسقطت مطلبها بغلبة المدنيين على «العسكر» في تشكيلة المجلس، ومنها أن سحبت شرط محاسبة المسؤولين عن القتل الجماعي في شوارع الخرطوم وأزقتها، قبل الشروع في أي حوار مع سلطة الأمر الواقع.
مصدر التفاؤل، يكمن في أن الشعب السوداني وقف نداً قوياً للجنرالات، ولأول مرة على هذا النحو المتحدي منذ الاستقلال، وأنه نجح في إخراج المليونيّات إلى الشوارع بعد أزيد من ستة أشهر متواصلة من الانتفاضة ... مصدر التفاؤل أيضاً، يكمن في هذا الوعي الدافق الذي عبرت عنه النخبة الثورية السودانية، وإدراكها العميق لألاعيب «العسكر» ومناوراتهم، ودرايتهم بالتعقيدات المحلية والإقليمية والدولية المحيطة بثورتهم.
لكن مشاعر القلق والتحسب والتخوف مع ذلك، ما زالت تجتاحنا، فليست لدينا أدنى درجة من الثقة بالجنرالات من تلاميذ مدرسة «عمر حسن البشير»، ولقد أكدت ممارستهم خلال الشهرين الفائتين، أعمق مخاوفنا، فهم متشبثون بالسلطة كما كان «زعيمهم المخلوع»، وإن ترك الأمر لهم، سيظلون على رأسها لثلاثين سنة قادمة ... وهم من قبل ومن بعد، لن يفعلوا شيئاً سوى تغيير الوجوه والأسماء، أما «النظام» بما هو تركيبة وموقع ودور وتحالفات ونهج سياسي – اقتصادي – اجتماعي، فباقٍ ما بقي هؤلاء.
لم يترددوا للحظة واحدة في إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، وفي ربط جثثهم بالأثقال ورميها في نهر النيل ... طاردوا الشبان والشابات في الأحياء والأزقة ... أشهروا فزاعة الطابور الخامس والفئات المدسوسة والمندسة لتبرير انقضاضهم على اعتصام قيادة الجيش ... لعبوا على التناقضات وأثاروا الانقسامات الداخلية ... لوّحوا براية الشريعة في مواجهة «المنحلين» و»المخمورين» على أرض الاعتصام، لجأوا إلى حلفاء البشير من مجموعات ومكونات ومليشيات وحاولوا تصويرها كركن ركين من قوى الثورة والتغيير ... أعلنوا اصطفافهم مع حلفاء البشير على الساحة الإقليمية والدولية، وتعهدوا بمواصلة مسيرته في السياسة الخارجية مع أنها لم تجلب للسودان وأبنائه سوى الكوارث ... وأخيراً، تعاقدوا مع شركات للعلاقات العامة، برئاسة صهاينة من ذوي السمعة السيئة، لتلميع صورتهم وتحسينها لدى الرأي العام الغربي ... «الجنرالات» يتصرفون كما لو أنهم في سدة الحكم أبداً، وليس بوصفهم زاهدين في السلطة، و»انتقاليين» يتطلعون بشوق للعودة إلى ثكناتهم.
هؤلاء لديهم الآن، عامان كاملان لمقارعة قوى الثورة والتغيير والشعب السوداني برمته ... سيعملون على تفكيك وحدتها، وخلق النزاعات داخلها، تقريب بعضها وإبعاد بعضها الآخر، ضرب بعضها ببعضها ... سيعملون على اختلاق المبررات والذرائع لتصفية قوى الثورة والحرية والتغيير، الواحدة تلو الأخرى ... وما أن يتراجع اهتمام العالم بالمسألة السودانية، حتى يخلو لهم الجو، ويبدؤون في تنفيذ برنامجهم ... لم يصدر عن «جنرالات البشير» ما يشي بأنهم سائرون على خطى «سوار الذهب»، هم يقتدون بمعلمهم المخلوع، وبجعفر النميري... 
لا شك أن هذه المخاوف، لا تخفى على قوى الحرية والتغيير، وربما لهذا السبب جاءت دعوتهم للشعب السوداني للبقاء على أهبة الاستعداد، وإبداء الحيطة واليقظة والحذر ... ولكن هيهات أن يعود الناس إلى الشوارع، ما أن تضع ثورتهم أوزارها، ويعاود الناس مزاولة يومياتهم الرتيبة المعتادة، حتى وإن حملت ثورتهم اسم: «الثورة المغدورة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا تصبح ثورة السودان «ثورة مغدورة» حتى لا تصبح ثورة السودان «ثورة مغدورة»



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib