هل تفقد المصالحة الفلسطينيـة شبكـة أمانهـا الإقليمــيـة

هل تفقد المصالحة الفلسطينيـة شبكـة أمانهـا الإقليمــيـة؟

المغرب اليوم -

هل تفقد المصالحة الفلسطينيـة شبكـة أمانهـا الإقليمــيـة

بقلم - عريب الرنتاوي

شبكة الأمان الإقليمية التي حظيت بها المصالحة الفلسطينية،، قد لا تستمر طويلاً، وربما تكون طويت بالفعل، ولم يبق سوى “تظهير” تجلياتها وانعكاساتها ... وإن كنا من قبل، رمينا الكرة في ملعب الفلسطينيين لتحصين بيتهم الداخلي، وتحويل المصالحة إلى سد في وجه حلول تنتقص من حقوقهم الوطنية غير القابلة للتصرف، بدل أن تكون “حصان طروادة” لتمرير هذه الحلول ... فإننا اليوم نرمي بكرة إضافية في الملعب ذاته، ولكن على أمل حفظ المصالحة، وإن بحدها الأدنى، وقطع طريق العودة إلى المربع الأول، وربما الانزلاق إلى ما قبله ودونه.
الاستقطاب الإقليمي يبلغ ذروة أخرى غير مسبوقة، صاروخ الحوثيين على الرياض، ورد فعل المملكة الذي اعتبر الحادثة بمثابة إعلان حرب من إيران عليها ... استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري ... ومناخات التحريض على حزب الله وحكومة لبنان بل ولبنان برمته، إن لم يُخرج الحزب من الحكومة ويطرده من لبنان ... تجعل المخاوف من تكرار هذا السيناريو فلسطينياً، أمراً حقيقياً، وليس من قبيل المبالغة أو التطيّر.
لا ندري ما هي أسباب زيارة الرئيس الفلسطيني للرياض ... لكننا نتكهن بأمرين اثنين:
الأول: ويخص حركة حماس، التي قبل أن تتحلل من أوزار وأعباء حكمها لقطاع غزة، قامت بتفتيح وتسليك كافة قنوات التواصل مع إيران وحزب الله، وفي لحظة إقليمية شديدة الحساسية ... لا شك أن صور صلاح العاروري على رأس وفود من الحركة المتحركة بنشاط على خط طهران والضاحية الجنوبية (وربما دمشق بعد دعوة الزهار)، أزعجت الرياض وأبو ظبي بخاصة، وحلفائهما بصفة عامة ... ولا شك أن موضوعاً كهذا قد يكون بحث بين الرئيس عباس والملك سلمان، ، وأنه غير مسموح لقطاع غزة أن يكون “لبنان ثانيا”.
والثاني، وربما يتصل بجولات كوشنير – باول – جرينبلات، العلنية منها والسرية، ومحاولات بلورة رزمة أفكار يضعها بين يدي سيد البيت الأبيض، المتحمس بدوره بشدة، لكل ما من شأنه إلحاق الأذى بإيران وحلفائها، وبالأخص حزب الله ... هنا يمكن أن نعيد التذكير بنظرية “الإطار الإقليمي” والاعتماد على الدول العربية “الصديقة” لواشنطن لإقناع الفلسطينيين أو الضغط عليهم، للتساوق مع “صفقة القرن”، تحت طائلة المجازفة لا بتوتير العلاقة بين رام الله وواشنطن فحسب، على الرغم من التداعيات الكبرى لأمر كهذا، بل والمقامرة بعلاقات رام الله مع حلفائها العرب كذلك.
لا يواجه أبو مازن وضعاً شبيهاً بما مر به سعد الدين الحريري، والمؤكد أنه يراهن على “خصوصية” المسألة الفلسطينية، وما تمليه من ضرورات الابتعاد عن التمحور والتخندق بين عواصم الإقليم، ولا شك أن الرئيس الفلسطيني يراهن على “استثمار مصر في المصالحة الفلسطينية”، وتفهم القاهرة لحقائق الوضع في قطاع غزة، ولا شك أنه يعوّل على دور أردني، يسعى في تهدئة الوضع بين الفلسطينيين، توطئة لسلام ممكن مع إسرائيل وإن كان غير مرجح أو حتى مستبعد ... لكن مع ذلك، تبدو هوامش الرئيس ضيقة نسبياً، بل وتزداد ضيقاً.
لا أعرف إن كان الرئيس محمود عباس يعرف تماماً ما الذي تريده حماس، ولا أبالغ إن قلت: إنني لست على يقين مما إذا كانت حماس ذاتها، تعرف ما تريد ... إذ ليس من المعقول أن تستمر الحركة في ممارسة رياضة “القفز بالزانة” بين عاصمة وأخرى، ومحور وآخر ... مثل هذا الأمر، لم يفض إلى تآكل الثقة بصدقية حماس وجديتها، بل ويعمق الشكوك بمشروع المصالحة الوطنية ذاتها، والأهم، أنه ينذر بفتح الساحة الفلسطينية لانتقال صراع المحاور إلى “حروب الوكالة” وتحوله من أدواته الناعمة إلى وسائلة الخشنة ... مثل هذا الأمر، قد يضع الفلسطينيين في أضيق الزوايا في لحظة إقليمية ودولية و”إسرائيلية” شديدة الصعوبة والتعقيد، وقد تبدو محمّلة بما لا تحمد عقباه من نتائج وتداعيات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تفقد المصالحة الفلسطينيـة شبكـة أمانهـا الإقليمــيـة هل تفقد المصالحة الفلسطينيـة شبكـة أمانهـا الإقليمــيـة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 13:33 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 13:50 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

توقيف شقيقين نقلا جثة والدهما إلى منزله في بني سويف

GMT 15:33 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء شائعة عند تحضير ديكور غرفة المعيشة

GMT 09:10 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

2.9 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 09:46 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

حفلة لفرقة "رباعي كوينز" في قصر المانسترلي الخميس

GMT 05:29 2018 السبت ,18 آب / أغسطس

كيف تصالح حبيبتك حين تغضب أو تحزن منك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib