من تجريم “التطبيع” إلى إدانة “المقاطعة”
روبيو السلام في أوكرانيا يتطلب "التضحية" من الجانبين عشرات المفقودين إثر غرق قارب في أحد أنهار نيجيريا غوغل تكشف عن خطوة تاريخية تجاه سوريا لأول مرة منذ 2004 فيضان مفاجئ إجتاح موقعًا للتخييم في شمال الصين ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وفقدان أربعة آخرين إسبانيا تنشر 500 جندي إضافي للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات خلال موجة حرّ شديدة استمرت لثلاث ساعات زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب قبالة سواحل كامتشاتكا بالشرق الأقصى الروسي نواب بريطانيون يطالبون كير ستارمر بإجلاء عاجل لأطفال قطاع غزة المرضى والجرحى إلى المملكة المتحدة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعلن احباط هجوم ارهابي استهدف محطة سمولينسك للطاقة النووية تصاعد الغضب في إسرائيل مع احتجاجات وإضرابات تقودها عائلات القتلى والمحتجزين للمطالبة بوقف الحرب وصفقة لإعادة الأسرى رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي أيال زمير يصادق على خطط إحتلال قطاع غزة ومدة العملية 4 أشهر
أخر الأخبار

من تجريم “التطبيع” إلى إدانة “المقاطعة”

المغرب اليوم -

من تجريم “التطبيع” إلى إدانة “المقاطعة”

بقلم - عريب الرنتاوي

ظل التطبيع الاقتصادي والتجاري والثقافي مجرماً من قبل الدول العربية، دع عنك التطبيع السياسي والتعاون الأمني، بيد أن هذا “التجريم” لم يمنع عواصم وأطرافا عربية من “التسلل” تحت جنح الظلام، لإقامة أنماط من العلاقات والاتصالات مع دولة الاحتلال والعنصرية، وقد بدأ ذلك مبكراً جداً، حتى قبل قيام إسرائيل، زمن العصابات الصهيونية التي صارت حكومة فيما بعد، واستمرت الحال بهذا الشكل أو ذاك بعد النكبة الفلسطينية.
المقاطعة العربية لإسرائيل بدأت بمعاقبة كل من يتعامل مع دولة الاحتلال من شركات ومؤسسات وأفراد، بيد أن قبضتها الحديدية أخذت بالتراخي، وأخذت الحكومات العربية بتقليص لائحة المستهدفين بإجراءاتها وقراراتها، لتقتصر على الشركات والمؤسسات الإسرائيلية بذاتها، قبل أن يمر مسار المقاطعة بمرحلة جديدة من “التفكك” إذ أجازت هذه الحكومات التعامل مع الشركات الإسرائيلية التي تستظل بشريك غربي، أو مع رأس المالي اليهودي – الإسرائيلي المستثمر في الخارج، وصولاً للقبول بطرف ثالث يتوسط المعادلة بين البائع والمشتري.
مع انطلاق مسار مدريد، وبالتحديد مع توقيع أوسلو ووادي عربة، ومن قبلهما كامب ديفيد، دخل مسار المقاطعة مرحلة الترنح والانهيار، بادرت دول عربية عديدة إلى فتح مكاتب تجارية لإسرائيل في عواصمها، ترفع العلم الإسرائيلي، وتطور مسار الزيارات المتبادلة والتعاون الأمن والتجاري، وصولاً للانتفاضة الثانية، حيث أغلقت أغلب هذه المكاتب، رسمياً على الأقل، فيما ظلت قنوات التواصل والتبادل على حالها.
خلال السنوات القليلة الماضية، ودائماً في سياق ثورات الربيع العربي، وتنامي المد الإيراني في المنطقة، بدأت الأصوات تتعالى داخل المنطقة العربية، تروج للعلاقة مع إسرائيل وتبررها، تارة لأن إيران هي العدو الأشد خطورة، وأخرى بحجة أن القضية الفلسطينية هي مجرد نزاع آخر في المنطقة، وليست قضية العرب المركزية الأولى، وأم القضايا في المنطقة، ولقد وجدت هذه الأصوات في المواقف والسياسات الفلسطينية، حجتها للقول بأننا لن نكون “كاثوليك أكثر من البابا”، وأننا نرتضي بما يرتضي به الفلسطينيون لأنفسهم، دونما تميز بين السلوك الاضطراري للسجين، وبين العلاقة الاختيارية مع إسرائيل المدفوعة أساساً بالرغبة في التزلف لواشنطن والتقرب من جماعة الضغط اليهودية النافذة في أروقة صنع القرار الأمريكي، حتى باتت مغازلة إسرائيل وتبرأة ساحتها، وعلى حساب الفلسطينيين وحقوقهم ومكانة قضيتهم، واحدة من أهم أوراق الاعتماد التي يتقدم بها القادة العرب (وليس سفراؤهم فقط) إلى البيت العالي في العاصمة الأمريكية.
تزامن الاحتدام في الصراع المذهبي –الجيوبوليتيكي الدائر في المنطقة، مع سقوط “برقع الحياء” عن كثير من الوجوه العربية والإسلامية ... بات الظهور علناً إلى جانب القادة والمفكرين ورجال الأمن الإسرائيليين في المنتديات والمحافل الدولية، أمراً مألوفاً، يدعو للفخر وليس للخجل... وباتت محاورة الجنرالات الإسرائيليين على أرض”هم” أمراً ينم عن بعد النظر وعمق البصيرة، وليس تزلفاً مذلاً يمارسه المهزوم أمام المنتصر ... وفيما استشعر البعض منهم، لبعض الوقت، حرجاً من هذه اللقاء والزيارات ونفى عنها أي طابع رسمي، إلا أن الأنباء الأخيرة من إسرائيل، و”الإسرائيلي ما بتنبلش في ثمه فوله”، تشي بزيارات أرفع شأناً وأكثر عمقاً.
كل هذا دفع نتنياهو وليبرمان للتباهي بأن الظاهر من جبل جليد العلاقة مع الأنظمة العربية السنية، أكبر بكثير من الجزء الغاطس من هذا الجبل ... والمؤكد أن المخفي من أمر العلاقة مع إسرائيل كان أعظماً ... إلى أن طلعت علينا الأصوات التي يندد أصحابها بالمقاطعة .
تزامن ذلك مع ارتفاع الرايات الإسرائيلية في مسيرات ومهرجانات الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، الأمر الذي قوبل باستهجان واسع ومُحق من قبل الرأي العام العربي، واستغله شوفينيون وإقليميون ومذهبيون عرب، للتنديد بـ “إسرائيل الثانية” التي يراد تدشينها في شمالي العراق، مع أننا لم نسمع الإدانة ذاتها، لما صدر عن عواصم عربية من أقوال وأفعال مماثلة، بل ولم نسمع منهم تنديداً أو اعتراضاً على سلوك شخصيات سياسية من أبناء جلدتهم، زارت إسرائيل وروجت للعلاقة معها، قبل سقوط نظام الرئيس صدام حسين وبعده، قبل انكسار المعارضة السورية المسلحة وبعدها ... لكأن التطبيع مع إسرائيل حرام على كرد العراق وحدهم، وحلال على الأعراب من كل جنس.
الموقف الرسمي العربي من التطبيع مع إسرائيل، يصاحب مساراً عربياً انهزامياً للتخلي عن مبادرة السلام المقررة في قمة بيروت، وميل رسمي جامح ومكتوم للقبول بالطلب الإسرائيلي خفض سقف المطالب الواردة في المبادرة، وبدء تنفيذها من آخرها، أي من الياء إلى الألف، وهو مسار أطل برأسه عشية قمة البحر الميت، ويتوج اليوم في نيويورك باللقاءات غير المسبوقة مع نتنياهو، ودائماً في سياق التجاوب مع مبادرة ترامب القائمة على فكرة “الإطار الإقليمي” لحل القضية الفلسطينية.
أما الخلاصة فهي أن من يقبل بقلب مبادرة السلام العربية رأساً على عقب، وأن يقرأها من آخرها لأولها، ليس مستبعداً منه أو عليه، أن ينتقل بخفة وتهافت، من “تجريم” التطبيع إلى إدانة “المقاطعة”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من تجريم “التطبيع” إلى إدانة “المقاطعة” من تجريم “التطبيع” إلى إدانة “المقاطعة”



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات فاخرة وأزياء أنيقة في مختلف المناسبات

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 07:17 2015 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

البرغل بديلا عن حمض الفوليك

GMT 11:35 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولون في إقليم الدريوش يحذرون من اجتثاث نبتة "إكليل الجبل"

GMT 13:04 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع معدلات استهلاك الأسمنت في المغرب خلال الشهر الماضي

GMT 11:10 2023 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

متحور كورونا الجديد "جيه.إن.1" الأكثر انتشار في أميركا

GMT 20:11 2023 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يطلب ضمانات بعدم توقيفه

GMT 09:04 2020 السبت ,15 شباط / فبراير

ترقب إعلان نتائج أرامكو السنوية في 16 مارس

GMT 01:52 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شوكان يوضح قرار رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib