السعودية وإيران هل آن أوان «خفض التصعيد»
روبيو السلام في أوكرانيا يتطلب "التضحية" من الجانبين عشرات المفقودين إثر غرق قارب في أحد أنهار نيجيريا غوغل تكشف عن خطوة تاريخية تجاه سوريا لأول مرة منذ 2004 فيضان مفاجئ إجتاح موقعًا للتخييم في شمال الصين ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وفقدان أربعة آخرين إسبانيا تنشر 500 جندي إضافي للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات خلال موجة حرّ شديدة استمرت لثلاث ساعات زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب قبالة سواحل كامتشاتكا بالشرق الأقصى الروسي نواب بريطانيون يطالبون كير ستارمر بإجلاء عاجل لأطفال قطاع غزة المرضى والجرحى إلى المملكة المتحدة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعلن احباط هجوم ارهابي استهدف محطة سمولينسك للطاقة النووية تصاعد الغضب في إسرائيل مع احتجاجات وإضرابات تقودها عائلات القتلى والمحتجزين للمطالبة بوقف الحرب وصفقة لإعادة الأسرى رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي أيال زمير يصادق على خطط إحتلال قطاع غزة ومدة العملية 4 أشهر
أخر الأخبار

السعودية وإيران: هل آن أوان «خفض التصعيد»؟

المغرب اليوم -

السعودية وإيران هل آن أوان «خفض التصعيد»

بقلم - عريب الرنتاوي

انشغلت وسائل الإعلام بتصريحات وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، التي كشف فيها عن طلب سعودي للعراق للتوسط بين المملكة وإيران ... إيران استقبلت الأنباء بترحيب مثقل بالتفسيرات والشروط، فيما المملكة لاذت بالصمت، ولم يصدر عنها ما ينفي أو يؤكد أمراً كهذا.
لكن سواء طلب المسؤولون السعوديون من ضيفهم العراق (المقصود هنا هو الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء) أن يبذل مساعيه الحميدة على خط الرياض - طهران، أو أنهم اكتفوا بالكشف عن نوايا واستعدادات حسنة، تلميحاً لا تصريحاً، حيال مبادرة من هذا النوع، فإن الأمر الذي بات من شبه المؤكد، ان المملكة بصدد استحداث تغيير على مقاربتها لإيران، ولقد شهدنا إرهاصات هذا التغيير في غير مناسبة وساحة.
لعل أول وأهم مؤشر على التغيير، إنما يتعلق بالملف الشائك والدامي الذي باعد ما بين البلدين، والمتعلق بالحجيج الإيراني إلى مكة والمدينة، فالمملكة أاستقبلت وفوداً إيرانية متعاقبة، والإعلام السعودي غطى بـ “نفس إيجابي” التفاهمات بين الجانبين حول ترتيبات الحج، وثمة ما يؤكد أن تقدماً كبيراً قد طرأ على هذا الملف.
ثاني أهم مؤشر على التغيير، إنما يتجلى في الموقف السعودي من الأزمة السورية، فالنصائح التي أدلى بها الوزير عادل الجبير لرئيس هيئة المعارضة رياض حجاب والوفد المرافق له، مثلت نوعاً من الاستدارة في السياسة السورية للرياض، حيث باتت الحرب على الإرهاب، وليس إزاحة الأسد، هي الأولوية الأولى، وعليه سيتعين على المعارضة أن تكون أكثر واقعية وعقلانية، وأن تتحضر للعيش والتعايش مع الأسد ونظامه، فضلاً عن قيامه بحث منصة الرياض على الانفتاح وتوحيد الموقف والراية مع منصتي  موسكو والقاهرة، في مغادرة للمواقف التقليدية للمملكة طيلة سنوات سبع عجاف من عمر الأزمة السورية.
أما ثالث أهم هذه المؤشرات، فيتمثل في الانفتاح غير المسبوق، وعلى أرفع مستوى،على الحكومة العراقية والمكون الشيعي العراقي ... الوزير الجبير زار بغداد والتقى العبادي غير مرة، وقائد الجيش السعودي زار العراق وتباحث مع نظرائه، والرياض استقبلت رجل الدين والسياسي الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وفتحت له أبواب العواصم الخليجية الأخرى لزيارتها، فيما البحرين، اقتفت أثر السعودية في انفتاحها على بغداد.
أما رابع هذه المؤشرات، فيمكن استشفافه من زيارة الموفد الدولي إسماعيل ولد الشيخ إلى طهران في إطار جولة شملت الرياض، وفيها تقدم بطلب أممي لطهران للتدخل إيجاباً لصالح البحث عن حل سياسي للأزمة اليمنية، الأمر الذي قوبل بترحيب من القيادة الإيرانية، ونظر إليه مراقبون على أنه ما كان ليتم، من دون ضوء أخضر سعودي، وبعضهم قال من دون طلب سعودي مباشر.
قبل هذه التطورات بكثير، كانت الرياض وطهران قد نجحتا في تحييد خلافاتهما السياسية والتوصل إلى تفاهمات مباشرة وغير مباشرة حول ملفين اثنين رئيسين: الأول، اتفاق الجزائر لتخفيض سقف الإنتاج لمنظمة أوبك وهو الأول من نوعه منذ العام 2008، والثاني، صفقة عون – الحريري في لبنان، التي انهت فراغاً رئاسياً طال واستطال، ووضعت الأول في قصر بعبدا رئيساً للجمهورية والثاني في السراي الحكومي رئيساً للوزراء.
في هذا السياق، تبدو تسريبات الأعرجي من النوع القابل للتصديق، حتى وإن صدر ما يشكك في مستوى دقتها، فالصراع السعودي – الإيراني الذي يندلع بالوكالة في غير ساحة وعلى غير صعيد، كان مكلفاً لطرفيه، فسلاح النفط انتاجاً وتسعيراً انعكس سلبا على الاقتصادات السعودية والخليجية، ولم يقتصر أثره كما خطط له عند استعماله، للضغط على موسكو وطهران لتغيير مواقفهما في سوريا ... والأزمة السورية خرجت من دائرة التأثير الخليجي خصوصاً بعد تعاظم أدوار اللاعبين الدوليين والإقليميين الآخرين، وبالأخص بعد اندلاع ما بات يعرف باسم “الأزمة الخليجية مع قطر”، واليمن أصبح عنواناً لأبشع كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية من دون أن ينجح التحالف العربي في تحقيق أهدافه بإعادة الشرعية إلى صنعاء رغم مرور ثلاثين شهراً على هذه الحرب المدمرة ... أما العراق، فقد بات ساحة تقاسم نفوذ بين واشنطن وطهران، لا مطرح فيها لأي لاعب عربي آخر.
لقد بدا واضحاً أن كلفة حروب الوكالة الأكبر تدفع من “كيس” الجانب العربي، وليس من الكيس الإيراني، على الرغم من الأضرار التي لحقت بإيران في غير ساحة وعلى مستوى الداخل (كلف بشرية ومالية)، ويبدو أن قيادة المملكة بصدد تغيير مقارباتها ووجهة سيرها في المرحلة المقبلة، وهو مسار نعتقد أنه سيكون صعباً وطويلاً، سيما وأن القضايا موضع الخلاف والاختلاف كانت وما زالت من النوع الثقيل ... لكن قطار المصالحة، أو بالأحرى، “خفض التصعيد” قد بدأ يغادر المحطة التي تجمّد فيها لعدة سنوات، وما تصريحات الأعرجي سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد على ما يبدو.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وإيران هل آن أوان «خفض التصعيد» السعودية وإيران هل آن أوان «خفض التصعيد»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات فاخرة وأزياء أنيقة في مختلف المناسبات

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 07:17 2015 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

البرغل بديلا عن حمض الفوليك

GMT 11:35 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولون في إقليم الدريوش يحذرون من اجتثاث نبتة "إكليل الجبل"

GMT 13:04 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع معدلات استهلاك الأسمنت في المغرب خلال الشهر الماضي

GMT 11:10 2023 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

متحور كورونا الجديد "جيه.إن.1" الأكثر انتشار في أميركا

GMT 20:11 2023 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يطلب ضمانات بعدم توقيفه

GMT 09:04 2020 السبت ,15 شباط / فبراير

ترقب إعلان نتائج أرامكو السنوية في 16 مارس

GMT 01:52 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شوكان يوضح قرار رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib