جريمة «التهجير الطوعي»

جريمة «التهجير الطوعي»!

المغرب اليوم -

جريمة «التهجير الطوعي»

عماد الدين أديب
بقلم - عماد الدين أديب

عاد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف «سمورتش» في طرح مشروع «التهجير الطوعي» لسكان قطاع غزة خارج أراضيهم إلى دول عربية مجاورة ودول عالمية تستقبلهم «على حد قوله».

عبارة «التهجير الطوعي» هي تسمية مهذبة لجريمة يعاقب عليها القانون الدولي وهي «التهجير القسري».

كفلت كل المواثيق والمبادئ الدولية المستقرة في القانون الإنساني الدولي حق الإنسان الطبيعي في أن يقيم على أرضه، وتعتبر عملية إرغامه على ترك هذه الأرض جريمة إنسانية.

المشروع الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين قديم قدم المشروع الصهيوني لاحتلال أرض فلسطين تاريخياً من البحر إلى النهر.

مشروع دولة إسرائيل هو في جوهره مشروع استيطاني بامتياز.

وحتى ينجح مشروع الاستيطان لا بد – حكماً – أن يكون هناك مشروع تهجير.

حتى ينجح هذا المشروع لا بد أن يحدث «تفريغ» للسكان الفلسطينيين حتى يتم «إحلال» للمستوطنين الإسرائيليين.

علاقة سببية ارتباطية «التفريغ» يسبق «الإحلال».

يأتي مشروع التفريغ أو التهجير بعدة أشكال،

مرة بشراء أراضٍ، ومرة أخرى بالاستيلاء عليها بقوة السلاح، مرة بتشريع من الكنيست الإسرائيلي بالضم، ومرة بعمليات عسكرية تقوم بتغيير الجغرافيا والديموغرافية.

آخر شكل من أشكال التهجير يتم الآن عبر «استحالة الحياة الطبيعية» لأصحاب الأرض.

استحالة الحياة تمنع الصيد للصيادين في بحر غزة، وتدمر شتلات شجر الزيتون والبرتقال، تحبس مياه الري، وتمنع استيراد البذور والسماد تحت دعوى أنها تستخدم للمتفجرات.

الطبعة الأخيرة لاستحالة الحياة هي طبعة الإبادة الجماعية، التي تتم في حرب غزة الوحشية الآن.

إن مبدأ منع المساعدات الإنسانية بعد منع الماء والطعام والوقود والكهرباء والاتصالات هي جعل الحياة على 360 كم في غزة مستحيلة استحالة فعلية تحت ظروف لا يتحملها بشر ولا حجر!

هنا فيما يتم دفع 1.8 مليون نسمة في أقصى حدود جنوب رفح هو شكل شرير لدفع هؤلاء الذين لا حول لهم إلى النزوح إلى مصر عبر معبر رفح.

قمة التزييف والتزوير الإجرامي أن يسمى ذلك كذباً أنه تهجير طوعي.

إنها جريمة تهجير قسري بامتياز.

يوجد في عالم اليوم 108 ملايين نازح ينتمون إلى 135 دولة قرابة 28 % منهم من العالم العربي.

عبارة «تهجير طوعي» هي إعادة تدوير إسرائيلية شرير لجريمة التهجير القسري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة «التهجير الطوعي» جريمة «التهجير الطوعي»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib