احتجاجات جرادة محاولة للفهم
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

احتجاجات جرادة: محاولة للفهم

المغرب اليوم -

احتجاجات جرادة محاولة للفهم

بقلم - عبد العالي حامي الدين

بشعارات مشابهة لِحَراك الريف، صدحت حناجر المحتجين بمدينة جرادة المكلومة بعد وفاة الأخوين: الحسين وجدوان في بئر للفحم الحجري “الساندريات” بطريقة مأساوية..
هذه المرة رفعت الاحتجاجات الشعبية الأعلام الوطنية، تجنبا لأي اتهام بالانفصال والعمالة لساكنة خرجت تطالب بحقها في التنمية وتعبر عن غضبها من استغلال خيرات الأرض من طرف مراكز النفوذ والاستغلال، واستفادة من درس احتجاجات الريف التي ألصقت بها تهمة الانفصال ظلما وغباء..
الملامح الأولية لاحتجاجات جرادة لا تختلف كثيرا عن احتجاجات الريف وزاكورة وسيدي إيفني..
أولا، احتجاج ذو طبيعة اجتماعية واقتصادية، لكن بمضمون سياسي يؤطره الإحساس بالغبن الاجتماعي والشعور بظلم الدولة التي تكتفي بالتفرج على مراكز الاستغلال، وهي تنهب الثروات الباطنية وتراكم ثروات خيالية على حساب الفئات المحرومة، وهو ما تعكسه الشعارات المنددة بفساد الإدارة والمطالبة بالتوزيع العادل للثروات الوطنية والتنبيه إلى الفوارق الاجتماعية الشاسعة.
ثانيا، الطابع السلمي للاحتجاجات والحرص على عدم الاحتكاك بقوى الأمن، وعدم الانجرار إلى الصدام مع القوات العمومية، حرصا على تبليغ رسائل الاحتجاج بدون تشويش..
ثالثا، الحضور اللافت للمرأة، باعتبارها المتضررة من الخصاص الاجتماعي، والمسؤولة عن تدبير تبعات الفقر والحرمان داخل الأسرة. (تابعت فيديوهات مؤثرة عن نساء من جرادة يشتكين من شظف العيش، يخرجن للبحث عن الطعام لأطفالهن من القمامة…).
رابعا، رغم وجود قابلية اجتماعية للاحتجاج، بل وانطلاق بعضها بسبب “غلاء” فواتير الماء والكهرباء قبل الاحتجاجات الأخيرة، فإن وجود عامل مستفز Le facteur provocateur يكون دائما وراء انطلاق شرارة الاحتجاجات: وفاة محسن فكري بطريقة مأساوية وسط حاوية لنقل الأزبال، ووفاة شابين غرقا داخل بئر الفحم (نتذكر الطريقة المأساوية لوفاة محمد البوعزيزي بسيدي بوزيد، وانطلاق شرارة الثروات في عدد من البلدان العربية)..
خامسا، رغم وجود قيادة ميدانية يتم فرزها بطريقة تلقائية من بين الشباب المتعلم الذي يتقن صياغة الشعارات وتعبئة الجمهور، فإن الحاضنة الرئيسة للاحتجاجات تتكون من أوساط شعبية متواضعة غير مؤطرة حزبيا، تنحدر في عمومها من أصول فقيرة تنتمي إلى أدنى درجات السلم الاجتماعي، وهو ما يعني أن برامج التنمية الوطنية لا تصل إلى مستحقيها من فئات اجتماعية مسحوقة.
سادسا، ضعف المؤسسات التمثيلية المنتخبة، وعدم قدرتها على استيعاب المطالب الاجتماعية ومعاناتها من ضعف الفعالية، بل ينظر إليها في الغالب كجزء من الأسباب التي تقف وراء معاناة الساكنة، خصوصا إذا كانت هذه المؤسسات تدبر من طرف أحزاب فاقدة للمصداقية، مع إمكانية تورط بعض المنتخبين الفاسدين في نهب ثروات الشعب..
إذا كانت ملامح هذه الاحتجاجات الاجتماعية تبدو صغيرة وقابلة للاحتواء من طرف الدولة، فإن تراكم هذه الاحتجاجات وتزامنها سيعجل بصعود المضمون السياسي، وبلورة شعارات سياسية أكثر وضوحا تختصر المسافة الضرورية لفهم الحقيقة المرة، وهي أن الفوارق الاجتماعية الموجودة ما هي سوى تعبير عن اختيارات سياسية معينة، لا مجال لتجاوزها إلا عبر اختيارات سياسية مختلفة، وهو ما يعيد طرح سؤال الإصلاح السياسي العميق والشامل..
رحم الله شهداء الفحم، شهداء جرادة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتجاجات جرادة محاولة للفهم احتجاجات جرادة محاولة للفهم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib