مواقف الكبار في سجل التاريخ
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

مواقف الكبار في سجل التاريخ

المغرب اليوم -

مواقف الكبار في سجل التاريخ

بقلم - عبد العالي حامي الدين

“إنه سلوك نادر في التقاليد الحزبية ويستحق التقدير”، وقد “كان بإمكانه أن يطرح الولاية الثالثة في المؤتمر المقبل باعتباره أعلى هيئة من المجلس، لكنه لم يفعل”، كما أن “تصريحاته كانت هادئة ولم يصاحبها تشنج وهو سلوك عصري ديمقراطي غير تقليدي يستحق التقدير”.
هذا جزء من تعليق الصحافي المخضرم والمجرب، حميد برادة، وقراءته للسلوك الذي تميز به عبدالإله بنكيران والمواقف التي عبر عنها، بعد رفض المجلس الوطني بأغلبية 126 صوتا مقابل 101 صوت، لمقترح تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب التي تسمح بولاية ثالثة لمنصب الأمين العام ..
وهي شهادة معبرة من متابع دقيق لما يرشح من أخبار في الصحافة، ولا أدري ماذا كان سيكون تعليقه لو تابع أشغال المجلس الوطني من بدايته إلى نهايته..
اسمحوا لي أن أنقل جزءا من الصورة التي عاشها المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي حظي بمتابعة استثنائية من الداخل والخارج، من خلال بعض اللقطات المعبرة لزعيم وطني كبير قاد حزبا سياسيا محترما، خلال مرحلة من أدق مراحل التاريخ السياسي المغربي، ولازالت أمامه كلمة سيقولها في المستقبل.
كانت الأجواء السابقة لمحطة المجلس الوطني مشحونة باختلاف سياسي حاد يختزل قراءات متنوعة، لما حصل بعد الانتصار الصعب الذي حققه حزب العدالة والتنمية يوم 7 أكتوبر، بحيازته على ثقة حوالي مليوني ناخب صمدوا أمام مختلف أنواع التدخل والتأثير، ونجحوا في تحطيم القواعد التقليدية والجديدة للتحكم في العملية الانتخابية..
كان اجتماعا للحسم في مقترح تعديل المادة 16 من النظام الأساسي، وهو مقترح يختزل اختلافا سياسيا حادا بين قراءتين سياسيتين لم يكتب لهما أن يتطارحا بشكل هادئ فيما قبل..
كان اجتماعا صعبا بين من يرى أن عبدالإله بنكيران مظلوم، وأن أصوات المغاربة تعرضت للقرصنة وأخرجت حكومة لا تعبر عن نتائج الاقتراع التاريخي ليوم 7 أكتوبر، وبالتالي لا بد من صياغة الجواب السياسي المناسب، والإبقاء على بنكيران زعيما للحزب، بعدما حقق احتراما كبيرا من طرف مختلف الفرقاء، ثم إن بقاءه في قيادة الحزب سيحافظ على شعلة الأمل لدى المواطنين الذين أصيبوا بالإحباط، وسيكون مفيدا للإسهام من موقع مؤثر في التخفيف من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد الاستقرار في المغرب..
وبين من يرى بأن المرحلة تقتضي تدبيرا حكيما للتراجع الديمقراطي الذي عرفه المغرب بعد إعفاء بنكيران، والاحتفاظ بالأخير كزعيم سياسي للمستقبل، والانحناء لعاصفة الاستهداف التي تعرض لها الحزب وتجنب الاصطدام مع الدولة …
ما يهمني لما جاء أعلاه، مواقف السمو الأخلاقي التي ميزت الأستاذ عبدالإله بنكيران، والتي كانت وراء خروج حزب العدالة والتنمية ناجحا في امتحان كبير، اختلط فيه النقاش السياسي العقلاني بمشاعر العاطفة والخوف من المستقبل وإكراهات السلطة، وكيفية تدبير العلاقة مع الدولة والتذمر من مواقع التواصل الاجتماعي والشخصنة في بعض الأحيان، وبعض الحسابات الصغيرة وأشياء أخرى..
تابع بنكيران باهتمام كبير أزيد من 120 مداخلة، جزء منها كان قاسيا في حقه، ويمكن أن أقول ظالما، تفاعل معه بابتسامة عريضة ولم يكلف نفسه عناء الرد عليه، بل قام بكل شجاعة وأعلن تحمله المسؤولية عن كل ما حصل خلال هذه المرحلة، داعيا أعضاء الحزب إلى التجاوز والصفح عن بعضهم البعض والتفكير في المستقبل…
وقبل أن يثير بعض الأعضاء ضرورة احترام اختصاص المؤتمر الوطني كأعلى هيئة تقريرية، باعتباره المخول بتعديل النظام الأساسي، دافع بنكيران عن دور المجلس الوطني في اعتماد هذه المادة، مع العلم أن حظوظ اعتمادها في المؤتمر الوطني هو أكبر من حظوظها في المجلس الوطني.. وهذا نقاش آخر..
بنكيران اعتبر نفسه غير معني بهذه المادة ورفض أن يتدخل في نقاشها، وفضل أن يستمع لتدخلات الأعضاء وهم يعبرون بكل حرية…
بعد التصويت على رفض المادة 16، استقبل النتائج بسكينة وثبات، مع ابتسامة واثقة في تقدير يتجاوز تقديرات الأعضاء المصوتين، وهو تقدير العليم الحكيم المالك لعالم الغيب وحقائق المستقبل..
لم ينسحب بنكيران من الجلسة بعد التصويت، بل استكمل الحضور والتصويت على جميع الأوراق المعروضة على المجلس، في الوقت الذي فضل الكثيرون الانسحاب مباشرة بعد التصويت على المادة 16..
يمكن أن تختلف مع بنكيران، لكن لا تمتلك إلا أن تحترمه وتقدره، وتعترف بأن اسمه أصبح منحوتا إلى جانب الكبار الذين أثروا في الواقع السياسي المغربي المعاصر..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواقف الكبار في سجل التاريخ مواقف الكبار في سجل التاريخ



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"

GMT 10:35 2020 الخميس ,30 إبريل / نيسان

شركة سعودية تعلن عن تنفيذ مشاريع عائمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib