الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد.

المغرب اليوم -

الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد

بقلم - عبد الباري عطوان

تُواصِل السّلطات الإثيوبيّة استِفزازاتها لنظيرتها المِصريّة مع اقتِراب بَدء تنفيذ المرحلة الأُولى من مَلء خزّان سد النهضة في مطلع شهر تمّوز (يوليو) المُقبل بحواليّ 18.4 مِليار متر مكعّب من مِياه النيل الأزرق، في وقتٍ لم يتحدّد حتّى الآن موعد استِئناف المُفاوضات الثلاثيّة التي رحّبت بها مِصر وإثيوبيا بوساطةٍ سودانيّةٍ كمُحاولةٍ أخيرةٍ للإنقاذ قبل الانفِجار العسكريّ المُحتَمل.
أحدث فُصول هذه الاستِفزازات تصريحات سيليشي بيكيلي وزير المِياه والري الإثيوبي أثناء اجتماعٍ له أمام قادة الأحزاب السياسيّة ورجال دين حول تطوّرات المُفاوضات مع مِصر والسودان، التي قال فيها إنّ إثيوبيا “لن تعترف” بالحُقوق التاريخيّة لمِصر في مياه النيل، وتجد تأييدًا ومُساندةً في هذا الإطار من دول حوض النيل، في إشارةٍ إلى اوغندا وكينيا التي ينبع من أراضيها وبُحيراتها (فيكتورا) النّيل الأبيض.
***

الحُكومة المِصريّة تلتزم الصّمت، وتتحلّى بأعلى درجات ضبْط النّفس، وتترك الباب مفتوحًا على مِصراعيه أمام الجُهود للوصول إلى حلٍّ سياسيٍّ للأزَمَة، ولكن هذه “المُرونة” يُساء فهمها من قبل الطّرف الإثيوبي “المُتنمِّر” الذي لم يتورّع عن إعطاء الضوء الأخضر لجيشه للتوغّل في الأراضي السودانيّة ودعم ميليشيات مسلّحة خارجة عن القانون والاستِيلاء على عشرات الهِكتارات والدّخول في صِدامات مع الجيش السوداني أدّت إلى مقتل نقيب، وإصابة سبعة آخرين.
هذا الاعتِداء الإثيوبي العسكريّ على السودان ربّما يأتي ردًّا على رفض حُكومته توقيع اتّفاقٍ ثنائيٍّ حول سد النهضة يستثني مِصر، ويعمل على عزلها إقليميًّا ودوليًّا، فتوقيت هذه الاشتِباكات بالذّخيرة الحيّة “مُريب”، ويَعكِس غطرسة أديس أبابا وتعاليها واستِهتارها بالشّريكين المِصري والسّوداني، وبدعمٍ إسرائيليٍّ واضحٍ، وأمريكيٍّ مُتَستِّر.
الحُكومة المِصريّة وفي ظِل هذا التّصعيد، يجب أن تُصحِّح الخطأ التّاريخي الذي ارتكبته نظيرتها في زمن الرئيس حسني مبارك من حيث تبنّي سِياسات مُعادية للجار الاستراتيجيّ السودانيّ مُنذ مُحاولة اغتِيال الرئيس المِصري (مبارك) في أديس أبابا عام 1996، ومن بينها تصعيد الخِلاف حول حلايب وشلاتين، وفرض السّيادة المِصريّة عليهما من جانبٍ واحدٍ، هذا التّصحيح الذي تأخّر في رأينا باتَ ضروريًّا ومصلحةً مِصريّةً قبل أن يكون مصلحةً سودانيّة.
الرئيس الراحل مبارك كان يُقدِّم أحقاده الشخصيّة تُجاه السودان على مصالح بلاده الاستراتيجيّة، خاصّةً تلك المُتعلِّقة بالأمن المائِي المِصري، والحُقوق التاريخيّة لمِصر في مِياه النيل التي تُعطيها نصيب الأسد (58.8 مِليار متر مُكعّب)، وحان الوقت لإصلاح هذا الخلل عبر بوّابة التوتّرات الحاليّة على الحُدود السودانيّة الإثيوبيّة، ورفض الخرطوم توقيع الاتّفاق الثّنائي مع إثيوبيا حول سد النهضة، فالآن هو الوقت الأنسَب للتّقارب مع السودان، وإبعاده عن إثيوبيا وحليفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تتسلّل إليه (السودان) عبر بوّابة رفع العُقوبات الأمريكيّة، وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب.
لسنا مع الحل العسكريّ، ودُخول مِصر حربًا مع إثيوبيا وتدمير سد النهضة لإنقاذ ملايين الفلّاحيين المِصريين من المجاعة، إلا بعد استِنفاد كُل الجُهود السياسيّة والدبلوماسيّة، ولكن إذا وصلت هذه الجُهود إلى طريقٍ مسدودٍ، ويبدو الحال كذلك حتّى الآن، فلا بديل عن الخِيار العسكريّ مهما كانت النّتائج، وسيكون دعم السودان لمِصر ضرورةً استراتيجيّةً مُلحّةً لا يُمكِن الاستِغناء عنها.
أولويّات الجيش المِصري في الوقتِ الراهن، ومع اقتراب فرض إثيوبيا لسِياسات الأمر الواقع، والمُضي قدمًا في ملء خزّان سد النهضة دون اتّفاق، ليس الحرب في سيناء ولا حتى في الصّحراء الليبيّة، رغم أهميّة التّركيز على الجبهتين لخطرهما على الأمن القومي المِصري لأنّ سد النهضة بات يُشكِّل تهديدًا وجوديًّا لمِصر، وأصبح مسألة حياة أو موت بالنّسبة إلى القِيادة والشّعب المِصري.
***
لنَكُن أكثر صراحةً ونُعيد التّأكيد بأنّ أخطر عدوّين لمِصر هذه الأيّام هُما إثيوبيا وإسرائيل، وأنّ التحالف الاستراتيجي المُتصاعِد يستهدف زعزعة أمنها، واستِقرارها، واستِنزاف إمكانيّاتها، والحيلولة دون نُهوضها، واستِعادة دورها القِيادي، العربيّ والإفريقي، وأوّل خطوة للتصدّي لهذا الخطر تعزيز التّحالف مع السودان على أرضيّة المُساواة والاحتِرام المُتبادل، وإزالة كُل رواسب إرث الماضي العُنصري البغيض الذي تراكم طِوال الثّلاثين عامًا الماضية من الحُكم السّابق.
الدبلوماسيّة النّاجحة هي التي تستند إلى القوّة بشقّيها العسكريّ والاقتصاديّ، والتّحالفات القويّة، الإقليميّة والدوليّة، ونَجزِم بأنّ الوقت قد حان لكيّ يَهُز الجيش المِصري عصاه، بطريقةٍ أو بأُخرى، وتبدأ القِيادة المِصريّة  في استِخدام أوراق ضغطها على إثيوبيا، وهي كثيرةٌ، وقبل بدء ملء الخزّان ويُصبِح الوقت مُتأخِّرًا.. واللُه أعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib