ما هي الأسباب الستّة وراء “الطّلاق” السّعودي الباكستاني البائِن
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

ما هي الأسباب الستّة وراء “الطّلاق” السّعودي الباكستاني البائِن

المغرب اليوم -

ما هي الأسباب الستّة وراء “الطّلاق” السّعودي الباكستاني البائِن

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

خبرٌ صغيرٌ في عددِ كلماته، كبيرٌ في معانيه السياسيّة الاستراتيجيّة، جرى نشره في ذيل الصّفحات الاقتصاديّة في مُعظم الصّحف العربيّة اليوم، يُسلّط الأضواء على أزمة استراتيجيّة كُبرى في العُلاقات بين المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الباكستان، القوّة النوويّة الإسلاميّة الوحيدة في العالم، قد تَصِل إلى حدّ القطيعة.

يقول الخبر إنّ الباكستان أعادت مِليار دولار من قرضٍ سعوديّ قيمته 3 مِليارات دولار، جرى تسديد مِليارًا منه في تمّوز (يوليو) الماضي، بحيث لم يبق منه إلا مِليارًا واحدًا ستُسدّده الحُكومة الباكستانيّة الشّهر المُقبل كانون الثاني (يناير) بعد حُصولها على قرضٍ ماليٍّ “مُيسّر” من حليفها الصّيني.

تتضارب الآراء حول أسباب هذا التوتّر بين دولتين يعود تاريخ تحالفهما الاستراتيجي لحواليّ سبعين عامًا، وبالتّحديد إلى انفِصال باكستان عن الهند، فهُناك رواية تقول إنّ المملكة العربيّة السعوديّة التي تراجع اقتصادها، ودخلها القويّ من جرّاء تراجع العوائد النفطيّة ووصول العجز إلى 80 مِليار دولار في ميزانيّة العام الحالي، وحواليّ 40 مِليار دولار في ميزانيّة العام المُقبل (2021) التي انخفضت بنحو 7 بالمئة باتت بحاجةٍ إلى الأموال، ومارست ضُغوطًا على الحُكومة الباكستانيّة التي لا يكن رئيسها عمران خان إلا القليل من الود لها، لتسديد هذا المبلغ، بينما تقول رواية أخرى إنّ التّقارب الاستراتيجي الهندي السّعودي، والإيراني الباكستاني في المُقابل، كان من أبرز أسباب هذا التوتّر، أوْ بالأحرى أحد عناصر التّفجّر له، وظُهوره على السّطح.
***

يُمكن اختِصار هذا الانقِلاب الخطير في العُلاقات السعوديّة الباكستانيّة المُرشّحة إلى تصعيدٍ أكبر للخِلافات مُستقبلًا في النّقاط التّالية، قبل أيّ استِشرافٍ لانعِكاسها على العالم الإسلامي ومِنطَقة الشرق الأوسط تحديدَا:
أوّلًا: بدأت الخِلافات تتفاقم بين السعوديّة وباكستان مُنذ حرب اليمن في آذار (مارس) عام 2015، عندما رفضت حُكومة إسلام أباد إرسال قوّات للمُشاركة في هذه الحرب، مثلما رفضت أيضًا فكرة تشكيل حلف “ناتو إسلامي” دعا إلى تأسيسه الأمير محمد بن سلمان وليّ العهد السّعودي بزعامةِ بلاده.
ثانيًا: بلغ التوتر ذروته بين البلدين عندما أقدمت الرياض على إزالة خطّ الحُدود التّابعة لباكستان في كشمير ممّا يُفَسَّر على أنّه اعترافٌ بضمّ الهند للإقليم المُتنازع عليه، وأصدرت المملكة عُملةً من فئة عشرين ريالًا احتِفالًا برئاستها لتنظيم قمّة العشرين 21 – 22 من الشّهر الماضي، وكان على ظهرها خريطة “جديدة” للعالم تختفي فيها هذه الحُدود السّابقة للإقليم حسب تقرير نشرته صحيفة “يورو آسيا”.

ثالثًا: تحذير أصدره السيّد محمود قريشي، وزير خارجيّة باكستان، وارتكب إساءةً للمملكة هدّد فيه أنّه إذا لم تطرح السعوديّة قضيّة كشمير وانتِهاكات الهند فيها على قمّة جدول أعمال اجتماع طارئ لمُنظّمة التّعاون الإسلامي ومقرّها جدّة فإنّ باكستان ستنضم إلى كُتلةٍ إسلاميّةٍ أُخرى، ويعني بذلك الكُتلة الإيرانيّة التركيّة التي تتزعّمها الصين والمُناهِضَة للسعوديّة، فردّت السعوديّة على هذه الإهانة بمُطالبة باكستان باستِعادة مِلياراتها.

رابعًا: حاول الجِنرال قمر جاويد باجوا رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني التحرّك لتطويق الخِلاف بحُكم عُلاقاته الجيّدة مع المملكة، وطار إلى الرياض لهذا الغرض، ولكنّ الأمير محمد بن سلمان وليّ العهد ووزير الدّفاع، رفض استِقباله، وعاد إلى إسلام أباد بخُفّي حُنَين، الأمر الذي أثار غضب الحُكومة والمُؤسّسة العسكريّة الباكستانيّة معًا اللّذين اعتَبرا هذا التصرّف إهانةً لا يُمكِن غُفرانها.
خامسًا: السعوديّة شعرت بالصّدمة من جرّاء التّقارب الباكستاني الإيراني مُنذ وصول السيّد عمران خان إلى رئاسة الوزراء، وقِيام العالم عبد القدير خان مُؤسّس البرنامج النّووي الباكستاني بتقديم خُبراته النوويّة لنُظرائه الإيرانيين حول كيفيّة بناء أسلحة نوويّة، مُضافًا إلى ذلك، مُوافقة الرئيس خان على المُشاركة في قمُة كوالالمبور الإسلاميّة كانون الأوّل (ديسمبر) عام 2019، التي دعا لعقدها الزعيم الماليزي مهاتير محمد بالتّنسيق مع نظيره التركي رجب طيّب أردوغان لتأسيس تكتّل إسلامي بديل لمُنظّمة التّعاون الإسلامي التي تتزعّمها السعوديّة.
سادسًا: السعوديّة باتت في غنى عن باكستان التي ضخّت مِليارات الدّولارات دعمًا لبرنامجها النووي واقتِصادها بشَكلٍ عام لكيّ يكون الرّدع النووي الباكستاني ضمانة لمُواجهة أيّ تهديد إيراني، ولكن مع الهجمة التطبيعيّة الخليجيّة الحاليّة نحو إسرائيل وبمُباركةٍ سعوديّة، يبدو أنّ القِيادة السعوديّة وجدت في إسرائيل البديل المُستقبلي لباكستان، خاصّةً أنّ العداء لإيران يُشكّل أرضيّةً مُشتركةً للبلدين، أيّ إسرائيل والسعوديّة.
***
ما يُمكِن استِخلاصه من كُل ما تقدّم هو وصول التّحالف التّاريخي الاستراتيجي بين الباكستان والسعوديّة ودول خليجيّة أُخرى إلى طريقٍ مسدود، والاحتِمال الأكثر ترجيحًا هو الفُراق في المرحلة الحاليّة على الأقل، وتوجّه الباكستان إلى الصين شرقًا وإيران وتركيا غربًا، وما بينهما من حُلفاء وأذرعة عسكريّة حليفة مِثل قطر “الجزيرة”، ويمن أنصار الله، ولبنان حزب الله، وعِراق الحشد الشعبي، وأيّ دولة إسلاميّة ترغب في الانضِمام إلى التّكتّل الجديد الذي قد يتبلور بقُوّةٍ في العام المُقبل 2021.

نحن أمام محور عالمي جديد تتزعّمه الصين  وروسيا، ويَضُم إيران وتركيا وباكستان وربّما الهند أيضًا، وهذا المحور قد يتعزّز مع تَصاعُد احتِمالات الحرب الأهليّة وتفكّك القوّة الأمريكيّة الأعظم خاصّةً مع وصول تقارير بأنّ الرئيس دونالد ترامب لن يُغادر البيت الأبيض طوعًا وباتَ يُعَبّئ أنصاره العُنصريين على التمرّد والثّورة.

أين العرب في ظِل هذه التطوّرات؟ إنّهم يتّجهون في مُعظمهم للانضِمام إلى تكتّلٍ بزعامةِ “إسرائيل” اعتِقادًا من بعض زُعمائهم المُطبّعين أنّها يُمكن أن تكون بديلًا لأمريكا شِبه المُنسَحِبَة من المِنطَقة، وبما يُمكن أن يُوفّر لهُم الحِماية باعتِبار إسرائيل “العم” أو “الكفيل الجديد”.. وتوقّعاتنا أنّه رِهانٌ خاسِرٌ حتمًا سيكون ثمنه باهِظًا جدًّا.. والأيّام بيننا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هي الأسباب الستّة وراء “الطّلاق” السّعودي الباكستاني البائِن ما هي الأسباب الستّة وراء “الطّلاق” السّعودي الباكستاني البائِن



GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib