هل يفوز أردوغان
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

هل يفوز أردوغان؟

المغرب اليوم -

هل يفوز أردوغان

بقلم : عبد الباري عطوان

يذهب ملايين الاتراك الى صناديق الاقتراع اليوم للتصويت في استفتاء دعا اليه الرئيس رجب طيب اردوغان لتحويل تركيا من نظام برلماني الى رئاسي، يعطيه صلاحيات تنفيذية وتشريعية مطلقة، ويطلق يديه في رسم السياسات الداخلية والخارجية وإعلان الحروب دون منازع.

الرئيس اردوغان يريد إعادة الإرث العثماني وازالة ارث كمال اتاتورك، مؤسس تركيا العلمانية الحديثة، ويستغل محاولة الانقلاب الفاشلة التي ارادت اطاحته في الصيف الماضي كفرصة، لفرض طموحاته السلطانية هذه، واجتثاث خصومه داخل تركيا وخارجها، وربما تحويل البلاد الى دولة فيدرالية على طريقة النموذج الرئاسي الأمريكي المعجب به.

في حال التصويت بـ”نعم”، واعتماد النظام الرئاسي الجمهوري الجديد، سيتم الغاء منصب رئيس الوزراء وسيكون بمقدور الرئيس تعيين الوزراء والسيطرة بالكامل على كل مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش، والمحكمة الدستورية، والنظام القضائي.

المؤيدون لاردوغان يقولون، واعتمادا على فتوى دينية من اكبر مرجعية إسلامية في حزب العدالة والتنمية الحاكم، ان التصويت للإصلاحات الدستورية هو فرض عين، ويعتبر احد اقصر الطرق الى الجنة، ويعتبرون ان التصويت هو للاختبار بين الوطنية والخيانة، وبين المسلمين والكفار.

المعارضون له يؤكدون ان فوزه في هذا الاستفتاء يعني القضاء على العلمانية وترسيخ الديكتاتورية، ومصادرة الحريات، والاستمرار في فرض الاحكام العرفية، وتقويض الإرث الديمقراطي الليبرالي في البلاد.

***
في الواقع لا حاجة للرئيس اردوغان لكي يوسع صلاحياته الدستورية، فحزبه يسيطر على الدولة منذ عام 2002، ويهيمن على البرلمان، ويقر أي قانون يريده، واردوغان هو الذي يعين رئيس الوزراء والوزراء، وهو الذي يضع خطوط السياسة الخارجية، ويرسل الجيش الى سورية، ويوقع، ثم يلغي اتفاقات وقف اطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني، ويعين قادة الجيش وقضاة المحكمة الدستورية، فماذا يريد هذا الرجل اكثر من ذلك؟

نتائج استطلاعات الرأي متقاربة، وعندما ادرك اردوغان هذه الحقيقة افتعل معركة مع أوروبا “الصليبة”، على عكس الانتخابات السابقة التي كان يصب فيها جام غضبه على إسرائيل التي باتت حليفا قويا الآن، الرئيس اردوغان اجج المشاعر القومية الإسلامية التركية ضد الأوروبيين، وقدم نفسه على انه ضحية مؤامرة خارجية، ونجحت هذه الخطة جزئيا في حشد نسبة كبيرة من الاتراك المقيمين في اوروبا (5 ملايين تركي معظمهم يحملون الجنسية الأوروبية) للالتفاف حوله للتصويت بنعم لاصلاحاته.

الفوز في الاستفتاء سيكون دعما معنويا وسياسيا كبيرا لاردوغان، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وربما يدفعه لتحويل تركيا الى دولة فيدرالية، مثلما لمح احد مستشاريه في زلة لسان متعمدة، وربما تكون مكلفة، بسبب معارضة حلفائه القوميين لهذا النظام، لانه يعني حكما ذاتيا للاكراد، فالفيدرالية ربما تكون احد الحلول للازمة الكردية طالما انه سيكون الرئيس، فأمريكا فيدرالية وكذلك المانيا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا.

الهزيمة في المقابل ستكون ضربة كبرى له، وربما تحوله الى رئيس ضعيف، ان لم تنه مستقبله السياسي، فالاقتصاد الذي كان ابرز إنجازات اردوغان وحزبه على حافة الانهيار، والليره التركية خسرت 50 بالمئة من قيمتها، بينما تراجع الدخل السياحي بحوالي 30 بالمئة، وانخفضت نسبة النمو من 7 بالمئة الى 2.9 بالمئة، وهربت حوالي 50 بالمئة من الاستثمارات الخارجية بسبب حال عدم الاستقرار والإرهاب، ووصلت معدلات البطالة الى حوالي 12 بالمئة، وبين الشباب الى اكثر من 25 بالمئة.

لا شك ان الرئيس اردوغان محنك وداهية، تجاوز أزمات كثيرة في السابق، ولا يستسلم للهزيمة بسهولة، لكنه يواجه أزمات سياسية مع جميع دول الجوار تقريبا، ويخوض حربا مزدوجة ضد إرهاب “الدولة الإسلامية”، وهجمات حزب العمال الكردستاني، ويتورط في الصراع في سورية عسكريا، والاهم من كل ذلك ان احتمالات قيام شريط كردي على طول حدود بلاده مع سورية يتمتع باستقلال جزئي او كلي، تزداد واقعية يوما بعد يوم.

عرفت الرئيس اردوغان جيدا، ومعظم الحلقة الضيقة المحيطة به، ودعيت لالقاء محاضرات في معظم الجامعات ومراكز البحث التركية المهمة، وحضرت مؤتمرات حزبه كضيف، وكنت ضيفا شبه دائم على شاشات قنواته التركية والعربية، واستطيع ان أقول انه يريد فعلا ان يكون سلطانا عثمانيا يتفرد بالحكم، ولا يستمع مطلقا للرأي الآخر الذي يعارض رأيه حتى من اقرب المقربين اليه، ولنا في ابعاد السيدين عبد الله غول، واحمد داوود اوغلو، اسطع الأمثلة في هذا المضمار.

 هوس العظمة المتأصل لدى الرئيس اردوغان ربما يذكرنا بالكثيرين الذين قادوا بلادهم الى التهلكة، وقدموا الذرائع للقوى الأجنبية للتآمر عليها، ونكاد نجزم بأن تركيا تثير غيرة الغرب وحساسيته بسبب نجاحاتها الكبيرة، اقتصاديا وديمقراطيا ووسطيا في الفترة الذهبية لحكم اردوغان وحزبه، ولا نستبعد مطلقا ان يصلها مسلسل التفتيت اسوة بجيرانها العراقيين والسوريين، الى جانب الجيران البعيدين في ليبيا اليمن.
***

سننتظر النتائج الحقيقية فجر الاثنين المقبل، لنعرف ما اذا كان مؤيدو النظام الرئاسي من انصار اردوغان سيذهبون الى الجنة، ومعارضوهم الى النار او لا، ونخشى ان تكون استطلاعات الرأي مضللة على غرار ما حدث في الانتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة التي اكدت ان هيلاري كلينتون ستفوز في بعض الفترات بأكثر من 80 بالمئة، او تلك التي قلبت كل النظريات في استفتاء بريكست البريطاني، وفاجأتنا بفوز المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي.

نقول، لا نستبعد أي شيء، من قبيل الاحتياط، وحتى لا نلدغ من جحر استطلاعات الرأي مرتين، وربما ثلاث مرات.

لا نعتقد ان اردوغان سيستسلم للهزيمة وسيستمر في المحاولة لتحقيق ما يريد وما يطمح اليه، مثلما لجأ الى الانتخابات البرلمانية لتأكيد حصوله على الاغلبية المطلقة بعد فشله في المحاولة الاولى قبل بضعة اعوام، سيعود الى الاستفتاء مرة اخرى اذا لم ينجح هذه المرة.. اردوغان سيظل اردوغان صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في تركيا، سواء خرج فائزا او مهزوما من هذا الاستفتاء، فوضعه لن يتغير مطلقا، فقد كان رئيسا مطلقا بصلاحيات كاملة منذ ان فاز حزبه بالسلطة للمرة الاولى عام 2002، ولم يتغير اي شيء بالنسبة اليه منذ ذلك التاريخ، وربما لسنوات قادمة ايضا.. والايام بيننا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يفوز أردوغان هل يفوز أردوغان



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib