راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

راحة الإدلاء بالرأي... من دون مشقة التفكير!

المغرب اليوم -

راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

تحوطنا في السنوات الأخيرة هذه الثورة العارمة، ثورة التقنية، طوفان من الآراء والأفكار التي تنتشر انتشار النار في الهشيم بيننا بواسطة هذه الثورة الرقمية، وتسقط أقوال مرسلة على عقول أقرب إلى الهشاشة، وربما فاقدة لأي مناعة معرفية، فتصدق، واستخدام تلك الثورة ليس له ضابط أو رابط أو حتى مرجعية عقلية، تجدها تخوض في شؤون الصحة والدين والاقتصاد والاجتماع والتربية، بل في كل مجالات الحياة، وعلى رأسها السياسية من دون دليل أو منطق.

ولأننا في هذه الأيام نشهد ما يمكن أن يعرف بـ(البربرية الأخلاقية) التي تقوم إسرائيل بها ضد الفلسطينيين عموماً، وأهل غزة خصوصاً، فاليمين الإسرائيلي (ذئاب في ثياب) كما خبرنا، فشهد العالم مجزرة إنسانية مما أثار حتى أعتى مناصري إسرائيل من السياسيين في الغرب، ولكن تلك الإثارة هي كلامية وظاهرية، فما زال الغرب، وبعض الشرق، يناصر أو يصرف النظر عمّا تقوم به إسرائيل، وهو لا أكثر من تصرف وحشي، وربما غير مسبوق في نوعه ومستواه، فأهل غزة اليوم يعانون من الجوع والعطش، ونقص شديد في الأدوية، وخوف دائم من القتل في أي وقت، وتنقل لنا المحطات الفضائية هول الرعب وصور الإبادة.

كل ذلك مرصود، ومتعاطف معه من شعوب كثيرة، وبخاصة العربية، التي ترتبط بالشعب الفلسطيني تاريخياً وحضارياً.

الكثير من النقاشات في الاقتراب من المشهد تعتمد على القول إن ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على ضخامته هو نتيجة لسبب آخر أهم منه، وهو الحصار على غزة، وفقد الفلسطينيين أفق البقاء كشعب مستقل مثل بقية شعوب العالم، وهذا صحيح على ظاهره، ولذلك حدثت عملية 7 أكتوبر، فهي نتيجة لسبب سابق، قد يبدو هذا التفسير منطقياً أمام كثير من الناس.

ولكنّ هناك بعداً آخر، فكما أن هناك آلية بين السبب والنتيجة، هنا آلية أخرى هي العلاقة بين الفعل وغايته، أي النتيجة النهائية المرجوة من الفعل، هل تحقق كل، أو جزء مما أُريد منه، أم أنه لم يتحقق شيء من ذلك؟

ذلك سؤال مركزي يطرح اليوم بقوة وبصدق، بعد أكثر من نصف عام تقريباً من الصراع، وفقد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، كباراً ونساء وأطفالاً، حياتهم، هل «حماس» أقرب إلى تحقيق نتائج بعد كل تلك التضحيات من أهل غزة؟ أم أن أياً من الغايات المبتغاة من الفعل لم تحقق أي نتيجة لصالح القضية؟ ربما ما تم في 7 أكتوبر حقق بعض الغايات لقوى إقليمية حثت عليه وشجعت على اتخاذه، أما تحقيق أي غايات للفلسطينيين أو القضية، فحتى الآن لم يتحقق شيء، كما يلاحظ أي عاقل، كل ما حدث هو خسارة عظمى في البشر، ومن بقي منهم يحيا حياة ضنكاً، ويقع في مصيدة اقتناص الأرواح واليأس.

الشعوب تضحي في صراعها مع الآخر، والتاريخ يسعفنا بالكثير من النماذج، وفي الغالب، مهما عظمت تلك التضحيات، تحققت لتلك الشعوب الغايات التي كانت تسعى إليها، أو على الأقل بعضها، أما في الحالة الصراعية بين إسرائيل و«حماس» أساساً فلم يتحقق شيء لصالح «حماس» أو الفلسطينيين، بل كانت الخسارة الإنسانية واضحة، إلا لمن يريد أن يستمر في لبس النظارة المتفائلة، والتي تزيف له الصورة، وتصور له الخسارة الفادحة انتصاراً ما.

من الوثائق المتاحة التي أصبحت معروفة، كان التفكير في الأساس أن هناك شيئاً في المنطقة اسمه (محور المقاومة)، وهو يعني ذلك المحور الذي يعلن لجمهوره أنه معادٍ لإسرائيل، ومع الحقوق الفلسطينية، وأن أي فعل تتخذه إسرائيل سوف يقابل بأشد منه!

ولكن بعد اشتعال الفتيل في 7 أكتوبر تراجعت تلك الحماسة من ذلك المحور، وأخذ يبرر مواقفه، تارة لم نُستشر فيما حدث، وتارة لم نعلم بما حدث، وأخرى لن نضحي بما لدينا من قوة! مع استمرار في سخونة الحديث المرسل واللفظي عن دعم المقاومة على المنابر.

العالم ينتظر وقف إطلاق النار، ويتمنى أيضاً أن توقف الحرب، مع التنديد بالخسائر، ومع التعاطف العالمي يأتي (الاعتراض على «حماس») بنفس الدرجة، بل بدأت بعض الدول مثل بريطانيا وغيرها تضع المنظمات التي تشابه «حماس» في الفكر والتوجه الآيديولوجي على قائمة (الإرهاب)، والأخيرة متمسكة بأنها يجب أن تستمر في حكم غزة، بل حتى التوافق النسبي بين ثلاثة عشر فصيلاً فلسطينياً في موسكو مؤخراً، والإجماع على حكومة (تكنوقراط) لكل الفلسطينيين، سرعان ما انفرط عقده، واندلعت حرب كلامية قاسية بين «فتح» و«حماس»، بسبب ذلك الإعلان عن الحكومة، ظاهره الاحتجاج على شخوصها، وباطنه عدم التسليم بوحدة فلسطينية، وتأكيد الانقسام وشهوة التفرد بالحكم، حتى على الأطلال!

ما يحدث للقضية الفلسطينية اليوم عالمياً هو نتيجة لكل الأحداث، وعلى رأسها رفض العالم للصلف الإسرائيلي البشع ضد المدنيين، والتعاطف مع الضحايا، مما يشكل فرصة سياسية لم تظهر على مدى العقود السبعة الماضية، وهي فرصة حققتها دماء أهل غزة في الغالب، وليس رصاص «حماس» فقط، أكانوا راضين أم مرغمين في تقديم تلك الدماء، فالنتيجة واحدة، العالم والرأي العام متعاطفان معهم، تلك حقيقة واضحة للعيان، ولكن في الغالب ليس متعاطفاً مع «حماس»، ولا مُقِر بآيديولوجيتها ولا بشعار (محور المقاومة)، لذلك فإن الفرصة سياسية، وعليه يتوجب أن تعامل سياسياً في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، أما إذا قررت «حماس» أن تبقى هي المتحكمة في غزة، واعتبار ذلك (الغاية الكبرى) فإنه في الغالب سوف تفتر الحماسة الدولية. لقد كان على مر العقود مقتل القضية الفلسطينية هو المزايدة، وهي، أي المزايدة، مرض لا بد من القول إنه مدفون في شعارات العقل العربي العاطفي، على مر العقود السابقة، كما أنه مرض لا يبدو أن الشفاء منه قريب؛ لأننا في ثقافتنا العربية نميل إلى التسرع في إبداء الرأي المريح لنا من دون مشقة التفكير!! أو حتى النظر إلى الحقائق على الأرض.

آخر الكلام: الصورة البلاغية في قول ابن الرومي (لو أعطيتني قلماً لحطمت به السيوف والرماح) كناية عن رجاحة العقل على القوة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib