الجنرال الإيطالي إيتالو بالبو لا يزال في ليبيا
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

الجنرال الإيطالي إيتالو بالبو لا يزال في ليبيا

المغرب اليوم -

الجنرال الإيطالي إيتالو بالبو لا يزال في ليبيا

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

الجنرال الإيطالي إيتالو بالبو الذي حكم ليبيا ما بين سنتي 1934 و1940، لا يغيب اسمه عن بعض الليبيين إلى اليوم. إيتالو بالبو سطع اسمه في العهد الفاشي طياراً سجل سابقة عالمية، حيث كان أول مَن عبر المحيط الأطلسي بطائرته من إيطاليا إلى الأميركتين الشمالية والجنوبية. عيّنه بينيتو موسوليني وزيراً للطيران العسكري. حظي الجنرال الطيار باستقبال رسمي وشعبي في الأميركتين، ونال اهتماماً إعلامياً كبيراً في إيطاليا. عُرف بتواضعه وحسن معاملته لمرؤوسيه، ولم يكن من بين المسؤولين الفاشيست الذين مارسوا العنف. سنة 1934 أصدر رئيس الوزراء الإيطالي الدوتشي بينيتو موسوليني، قراراً مفاجئاً بتعيينه حاكماً لليبيا، المستعمَرة الإيطالية الكبيرة في شمال أفريقيا. اختلف السياسيون، وفيما بعد المؤرخون عن أسباب ذلك القرار. هناك مَن قال إن تعيينه حاكماً لليبيا، قصد به موسوليني إبعاده عن روما، فقد رأى فيه منافسه الأبرز، وهناك مَن قال إن موسوليني، أراد أن يجعل من ليبيا نموذجاً حضارياً منافساً للمستعمَرات الفرنسية في شمال أفريقيا، واختار الرجل القوي العملي لتحقيق ما أراده الزعيم الفاشي. لكن بالبو قال بعد وصوله إلى طرابلس، إنه في المنفى. لقد دخل الجنرال الشاب بالبو مبكراً في حلقة الرموز الكبيرة سياسياً وعسكرياً.
جرى تعيينه وزيراً للطيران العسكري، لكن مكانته وشعبيته تجاوزت حلقة الوزارة، خصوصاً بعد رحلته التي عبر فيها بطائرته المحيط الأطلسي. الشهرة والشعبية والقدرات السياسية، لها ثمنها المرعب في الأنظمة الديكتاتورية. لقد رأى فيه موسوليني مشروع منافس خطير. لكن ما حققه الجنرال إيتالو بالبو من إنجازات كبيرة في ليبيا، ترجح ما ذهب إليه القائلون إن موسوليني كان يهدف فعلاً من تعيين بالبو حاكماً لليبيا، إلى جعلها منافساً للمستعمَرات الفرنسية في الإقليم. يدعم ذلك أيضاً ما قدمته له الحكومة الإيطالية من إمكانيات مالية وخبرات لتحقيق ذلك الهدف.
في سنوات قليلة تمكّن الجنرال الفاشي الشاب، من بناء طرابلس وبنغازي على طراز إيطالي حديث، مع إدماج الملامح المعمارية العربية الإسلامية.
جاء الجنرال أو المارشال بالبو إلى ليبيا، بعد أن ساد الهدوء في كل البلاد بعد المجازر التي قادها كل من بادوليو وغراتسياني ضد المجاهدين الليبيين.
لماذا لا يزال كثير من الليبيين يتذكرون ويذكرون سنوات المارشال إيتالو بالبو إلى يومنا هذا؟!. يقول هؤلاء إن ما حققه المارشال الإيطالي في 7 سنوات، لم يتحقق مثله خلال 70 سنة من الاستقلال، بما فيها «سنوات ما بعد البترول».
قام المارشال بالبو بربط شرق ليبيا بغربها لأول مرة، فقد تم تعبيد الطريق من الحدود المصرية إلى الحدود الليبية، وبنى المستشفيات، والعمارات والنافورات، والميادين وشبكات الصرف الصحي والمياه والغاز. وفتح المدارس الإيطالية والمسارح والسينمات ودار الأوبرا. واتسعت المساحات الزراعية بشكل غير مسبوق. توسع في بناء الكنائس دون أن يهمل المساجد، ووفر فرص العمل لأعداد كبيرة من الليبيين. أعطى بالبو اهتماماً كبيراً لمدينتي طرابلس وبنغازي، لكنه اهتم أيضاً بالمدن الأخرى، خصوصاً الكبيرة مثل درنة ومصراتة والزاوية والخمس وزليتن وترهونة وغيرها، أما الجنوب الليبي فقد كان منطقة عسكرية، ولم ينل كثيراً من التطوير والتحديث.
هذه حقائق لا زالت موجودة على الأرض إلى اليوم. لكن هذا كله يجب ألا يجعلنا ننسى الدافع والهدف الأساسييْن لتلك الإنجازات الكبيرة على الأرض. موسوليني الصحافي الشاب، كان ضد الحملة الاستعمارية الإيطالية على ليبيا، كما عارض دخول إيطاليا الحرب العالمية الأولى. لكن بعد وصوله إلى كرسي السلطة، تغير موقفه بشكل حاد. كانت الأصوات الإيطالية المؤيدة لاستعمار ليبيا، تقول إن علينا أن نجعل من ليبيا الشاطئ الرابع لإيطاليا، وأن نحول وجهة المهاجرين الإيطاليين إلى أميركا والدول الأوروبية نحو ليبيا، فهي أرض أجدادنا، وموسوليني رفع شعار «إعادة إقامة الإمبراطورية الرومانية»، وأن نسيطر على «البحر الأبيض المتوسط، بحرنا (il mar nostrum)». ولا يتحقق ذلك إلا بالسيطرة الكاملة على ليبيا التي تمتلك أكبر شاطئ على البحر الأبيض المتوسط. ما بناه المارشال إيتالو بالبو لم يكن من أجل الليبيين، وإنما للقادمين الإيطاليين الذين سيستوطنون في ليبيا، ويدفع بالليبيين بعيداً عن شاطئ البحر. كان عدد الشعب الليبي آنذاك أقل من مليون نسمة، وكان هدف الفاشيين، توطين ثلاثة ملايين إيطالي. استولى الإيطاليون على الأراضي الزراعية في إقليمي برقة وطرابلس، ومكّنوا العاطلين الإيطاليين الذين جلبوهم إلى ليبيا، من السيطرة على التجارة، وأقاموا مشروعات صناعية.
شحن الإيطاليون آلاف الليبيين للقتال معهم في إثيوبيا وإريتريا، وجندوا آلاف الليبيين للقتال مع قواتهم في حربهم ضد «الحلفاء» على الحدود المصرية، وقد قتل عدد كبير منهم وأُسر آخرون. وطبقوا القوانين العنصرية التي شرعها النازيون ضد اليهود الليبيين. لم يولِ المارشال بالبو اهتماماً كبيراً بالتعليم، فتح بعض المدارس الابتدائية الإيطالية، وكان الهدف منها تأهيل بعض الليبيين لأعمال إدارية. ولم تبعث إيطاليا طلاباً ليبيين للدراسة بجامعاتها مثلما عملت فرنسا في كل من تونس والجزائر.
كل ما بنته إيطاليا في ليبيا، كان للإيطاليين الذين سيستوطنون البلاد التي هي جزء من إيطاليا، مثلما هي روما أو ميلانو أو باليرمو.
الحرب العالمية الثانية، هي الحدث الكبير الذي أنقذ ليبيا من أنياب الاستعمار، كما أنقذت إيطاليا من العسف الفاشي. المارشال إيتالو بالبو قال إنه نُفي إلى ليبيا، لكن ذهابه إليها كان أكثر من منفى، فقد أُسقطت طائرته التي كان يقودها في طبرق بنيران مضادات الجو الإيطالية. هناك من قال إن إسقاط طائرته كان بتعليمات مباشرة من بينيتو موسوليني.
فقد كان بالبو من المعارضين الأقوياء للتحالف الإيطالي - الألماني، ودخول إيطاليا الحرب في صف «المحور» ضد «الحلفاء».
الذين يتذكرون المارشال إيتالو بالبو، ويذكرون ما بناه في ليبيا في سنوات معدودة، لا يعرفون لمَن بنى المارشال الطيار ما بناه. لقد كان شخصية استعمارية فاشية وعضواً في المجلس القيادي الفاشي، ولو جاء إلى ليبيا في سنوات الاستعمار الأولى، لما اختلف عن بادوليو أو غراتسياني، ولقتل الليبيين، وأقام لهم معسكرات الاعتقال، وشحن شبابهم للقتال في إثيوبيا وإريتريا. كل المستعمرين سواء، فلا يوجد مَن يمكن أن نصفه «مستعمراً خيّراً». إن بقي بعض المباني التي شيدها بالبو في طرابلس وبنغازي، فلا يمكننا أن نبقيه في ذاكرتنا الوطنية إلا مستعمراً فاشياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنرال الإيطالي إيتالو بالبو لا يزال في ليبيا الجنرال الإيطالي إيتالو بالبو لا يزال في ليبيا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib