صائدو السلطة
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

صائدو السلطة

المغرب اليوم -

صائدو السلطة

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

البيئة الطبيعية والاجتماعية، تبدع سلوك أهلها. يأخذون منها ويهبون لها، فتكون الحياة.

في بعض أدغال القارة الأفريقية، هناك فن للصيد به قوة الجرأة المتناهية، لكنه يحتاج إلى دربة طويلة. الأسد أو النمر أو أي حيوان آخر مفترس، يتربص بطريدته منبطحا وسط الأعشاب الكثيفة، يتنفس بذكاء ويحرك كل حواسه بحذر خاص. يقفز فوق الغزال أو الثور أو حمار الوحش. بعد صراع لا يستغرق وقتا، ينشب الكائن القوي المفترس، أنيابه الرهيبة في رقبة الضحية ويطرحه أرضا. عندئذ تبدأ المعركة الثانية. معركة بين الإنسان المسلح بالسيف والسهم والدرع. يهاجم الأسد أو النمر المفترس الذي يعتلي جثة المقتول. يهاجم الرجل المسلح ملك الغابة أو وزيرها، أو سمه ما شئت. بعد عراك لا يطول، يقوم الرجل بغرس سيفه أو سهمه في جسد المفترس الذي يعترف بالهزيمة ويلوذ بالفرار، ويفوز بالغنيمة الجسور. معركة من نوع آخر بين الفائز بالفريسة، ومفترس آخر. بين الأسد وقطيع الضباع الذي لا قدرة له على افتراس الحيوانات الضخمة. يتربص قطيع الضباع في وسط الأدغال، مراقبا ما يقنصه أسد أو نمر أو غيرهما. بعد أن يسيطر المفترس على فريسته، يندفع قطيع الضباع، ويشرع في مشاغلة الكبير المفترس، الذي يصير الدفاع عن نفسه، هو الذي يتفوق على الدفاع عن طعامه، وتكون النجاة بجلده هي الغنيمة. تلك هي دائرة القوة التي تتحرك فيها الحياة في تلك البقاع.

في الدول الهشة، تكون السلطة هي الطريدة التي يلاحقها الأقوياء، وهي الغنيمة التي يحلم بها من يمتلك السلاح، وهو ما يسمى الجيش. يتربص المغامرون وهم في ثكناتهم أو مكاتبهم، كما تتربص الحيوانات الكبيرة المفترسة وسط السافانا أو الأعشاب، وتكتم أنفاسها، استعدادا للهجوم على الطريدة الغنيمة (السلطة) في الظلام. بعضهم يأخذ بتكتيك الرجل الذي يهاجم الأسد ليفتك منه ما اعتلى عليه من الحيوانات، وآخرون يكونون الضباع، (الجنرال المبدع لتكتيك معركة الاستيلاء على الغنيمة). الانقلابات التي تقوم بها جيوش لا تحارب إلا بني أوطانها، وتتحول إلى قطعان ضباع، تتعارك على الغنيمة الفريسة، وتمتد سلسلة القتال على ما تم الاستيلاء عليه. كيف تتحول السلطة إلى طريدة تلاحقها أحلام من يمتلك السلاح؟ هؤلاء هم فصيلة ناطقة من الضباع التي تدربت في أدغال مظلمة، لا يمكن أن تنتمي إلى التكوينات نفسها التي يطلق عليها اسم الجيش في الدول المتحضرة، التي يخضع كبار جنرالاتها لقوة الشريعة المترسخة في أوطانهم. حيث تكون المهمة الأساسية للجيوش، هي الذود عن أمن الأوطان وحماية أراضيها.

عندما تكون السلطة مجرد غنيمة، أو بالأحرى طريدة، يتحرك الصائدون للاستيلاء عليها في الظلام كما تفعل الضباع، تصير الأوطان، غابة مظلمة تتسيد فيها الوحوش الكاسرة. هذه حقيقة تكتبها، بل تقرأها لنا حقائق نعيشها اليوم. أينما نجح صائدو السلطة في كل القارات، يحول الناس والأوطان إلى فرائس، تتمدد جثثها على امتداد البلدان، ويتعملق القهر والفقر والجهل والعنف والتخلف. تتحول الأوطان إلى جثث لا حياة فيها ولا حراك. لقد حققت الدول الأوروبية نهضتها العظيمة، بعد أن صارت الشريعة هي الكائن الأقوى، لا يفكر من بيده البنادق والمدافع والصواريخ والطائرات المقاتلة في الاقتراب منها. ما لم تتسيد الشرعية والقانون، فالوطن يتحول إلى أدغال مظلمة يتقافز فيها صائدو السلطة بسلاحهم على الأرض والناس. أمم تمتلك أعظم المقدرات تحت تراب أوطانها تعيش تحت خطوط البؤس والفقر والمرض، في حين تتمتع شعوب ليس تحت ترابها خامات، ولا ثروات، بفضل قوة شرعيتها التي يقدسها الجميع ويدافعون عنها وفي مقدمتهم من بيده السلاح الذي هو ملك لشعوبها، بدنيا الرفاهية، وتعيش فرحة الحياة. صائدو السلطة أينما كانوا، ليسوا سوى عصابات تتآمر في الظلام مثلما تتآمر عصابات الإجرام، التي تداهم البنوك، وتخطف الأبرياء. الفساد كتيبة من صائدي السلطة، لا يتورع تجمعها عن أسوأ الأفعال من أجل المال. عقلية الغابة قد توجد حيث ترتفع العمارات وتمتد الطرق الحديثة، وتوجد الجامعات. صائدو السلطة، هم تؤام صائدي المال. بعض البلدان الأفريقية تعيش اليوم في محن مركبة، تتوالد وتتسع ولا يمكن التنبؤ بمآلاتها. شباب هذه البلدان يهرب إلى دوائر الموت عبر الصحراء الكبرى وماء البحر الأبيض المتوسط، وتحت تراب أوطانهم ثروات لا حدود لها. صائدو السلطة، يحولون أبناء أوطانهم طرائد يلاحقها الجوع والخوف واليأس. خط الفقر، كلمة لا يعرفها كثير من الشعوب، لأن هناك خطوطا أخرى ترسم طرق الحياة، يمشي فوقها الجميع نحو الازدهار. لا توجد في هذه الأوطان جماعات من الضباع، تترصد ما في أوطانهم من مقدرات يقفزون عليها عبر اصطياد السلطة.

الانقلابات العسكرية، من علامات التخلف، وهي الفيروس الأخطر الذي يخلقه دون توقف. لقد شُفيت قارة أميركا الجنوبية إلى حد كبير من هذا الوباء الرهيب، وفي القارة الآسيوية تراجع أيضا وبشكل كبير. عن أوروبا لا نتحدث، فقد بلغت شعوبها سن الرشد الخاص، بعد أن تحولت إلى منبع الفكر والإبداع والعلم والصناعة، وصارت الشرعية مقدسة لا يقترب منها مغامر أو صائد ليل، لينهب الناس والوطن، ويحولهم فريسة، يغرس في رقبتها أنيابه، وينهش لحمها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صائدو السلطة صائدو السلطة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib