في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر

المغرب اليوم -

في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

خمسون سنة مرّت على الحرب التي قادها الرئيس الرحل أنور السادات ضد إسرائيل. شاركه في تلك الحرب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. السادات كان هو القائد الأعلى لتلك الحرب التي غيرت منطقة الشرق الأوسط. خاض العرب قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول) ثلاث حروب مع إسرائيل، خسروها كلها. بعد الهزيمة الفظيعة التي حلت بدول عربية ثلاث، في حرب عرفت بنكسة يونيو (حزيران). قال الجنرال الإسرائيلي موشي دايان: إن العرب لن يستطيعوا شن حرب ضد الدولة العبرية قبل عشرين سنة. أقام الإسرائيليون ما عُرف بخط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس. حرب 6 أكتوبر التي كان أنور السادات مهندسها العسكري، ومخططها السياسي، كانت ملحمة إبداعية شاملة.

خالد محيي الدين، أحد الضباط الأحرار، وكان من الضباط الخمسة الأوائل الذين نظمهم جمال عبد الناصر في مجموعة الضباط الأحرار، وصار عضواً بمجلس قيادة ثورة 23 يوليو (تموز)، قال: إن أنور السادات، كان هو السياسي الوحيد في مجلس قيادة الثورة. دخل في أكثر من تنظيم سياسي، وسُجن بتهمة مشاركته في اغتيال الوزير أمين عثمان، وقُبض عليه بتهمة التعاون مع الجيش الألماني الذي كان يخوض حرباً ضد الإنجليز في صحراء مصر الغربية، وقام بإصلاح جهاز الاتصال الذي كان يستعمله جواسيس ألمان بالقاهرة. طُرد السادات من الجيش، وظل هارباً لسنوات، لكنه تمكن بدهائه أن يعود إلى القوات المسلحة، ودخل في الحرس الحديدي للملك فاروق. عندما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بضم أنور السادات إلى خلايا تنظيم الضباط الأحرار، قال له خالد محيي الدين: إن أنور السادات عضو في الحرس الحديدي الملكي، وقد يبلغ عن التنظيم، أجابه عبد الناصر: ربنا يستر، وعلينا أن نكون حذرين. في ليلة الثورة، دخل السادات ومعه زوجته جيهان السينما، وافتعل خصومة مع أحد الجالسين بجانبه، وذهب إلى مركز الشرطة واشتكى من تخاصم معه. قيل أكثر من تعليق على تلك الحادثة. من بين تلك التعليقات، أنه في حالة فشل حركة الضباط، سيثبت السادات أنه كان في تلك الليلة في السينما. علّق خالد محيي الدين، بأن ذلك كان تصرفاً سياسياً يحسب للسادات ولا يحسب عليه. طيلة عضويته في مجلس قيادة الثورة، كان رفيقاً مطيعاً ومؤيداً للرئيس جمال عبد الناصر.

عندما أعلن جمال عبد الناصر استقالته إثر هزيمة يونيو، لم يرشح أنور السادات لخلافته، إنما رشح زكريا محيي الدين، فلماذا عيّن عبد الناصر في شهوره الأخيرة أنور السادات نائباً أول له، متجاوزاً حسين الشافعي الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس؟ لقد تغير كل شيء في مصر والمنطقة العربية بعد هزيمة يونيو سنة 1967. كان الرئيس عبد الناصر قبل تلك الهزيمة، يتحدث عن تحرير فلسطين بالكامل، بعد الهزيمة قبل مشروع روجرز الذي ينص على الاعتراف بإسرائيل، وأصبح الرئيس جمال عبد الناصر يتحدث عن إزالة آثار العدوان. أي تحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو. وبالنسبة لمصر، فإن الأمر يتعلق بشبه جزيرة سيناء. استلم أنور السادات الرئاسة، وكان أركان النظام رافضين وجوده على قمة السلطة، وتآمروا لإزاحته. لكنه في ساعة واحدة تمكن من اعتقالهم جميعاً على الرغم من أنهم كانوا يمسكون بكل مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية.

بدأ السادات يعدّ العدّة لحرب محددة ومحدودة، يعبر فيها قناة السويس ويدمر خط بارليف، ويتقدم كيلومترات محدودة في سيناء ويتوقف جيشه عند المضائق. هو يعلم تماماً مدى قدرات قواته، وقوات عدوه، ويدرك حدود الدعم العسكري السوفياتي لمصر. قرأ السادات الداهية السياسي خريطة التفكير الأميركي، بعقلية العسكري والسياسي المخضرم، فقرر الحرب. قبيل تحريك قواته لعبور القناة، خاض أكثر من حرب. أولها حرب الخداع الاستراتيجي. أخرج الخبراء السوفيات من كامل الأراضي المصرية، وأطلق تصريحات مخادعة عن موعد الحرب، وقام بمناورات مسرحية على الشاطئ الغربي لقناة السويس، وحدد اليوم الذي تتوقف فيه كل الحركات في إسرائيل، وهو ما يعرف بيوم الغفران فيها.

عبرت القوات المصرية في مثل هذا اليوم القناة، ودمّرت خط بارليف الحصين، ودمرت مراكز الاتصالات الإسرائيلية، وقضت على المئات من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، وأسرت أعداداً منهم. هزَّ ذلك الحدث العالم كله بما فيه الولايات المتحدة الأميركية. بعد ذلك شنّ الرئيس أنور السادات حربه الثانية، وهي الحرب السياسية، ولكن هذه المرة بالتعاون مع أميركا. بعد سنوات من التفاوض مع إسرائيل استردت مصر كامل أرضها. قاطع العرب مصر بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد، ونقلوا مقرّ الجامعة العربية من مصر إلى تونس، وشكّلت ليبيا والجزائر وسوريا والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية، جبهة الصمود والتصدي. علّق أنور السادات على ذلك قائلاً: سوف يعودون جميعاً إلى مصر. وذلك ما حدث. اليوم بعد مرور خمسين عاماً على تلك الحرب التاريخية، لا نملك إلا أن نعيد قراءة شخصية أنور السادات، ونستون تشرشل العرب الذي غاص في بحور السياسة بكل ما فيها من أمواج عاتية عالية، وخاض حروباً كان سلاحه فيها تشخيص القدرات التي يمتلكها كل طرف في خضم الصراع. كان حلمه وهمّه استرجاع مصر أرضها. نجح في ذلك. وفي مثل هذا اليوم سنة 1981، قامت مجموعة من الإرهابيين بقتله وهو يحتفل مع شعبه المصري وجيشه بيوم النصر. هذا اليوم هو يوم ذاك الرجل الداهية الذي حقق ما قال عنه البعض إنه من المستحيلات. قال الخبراء السوفيات: إن عبور القناة سيكلف جيش مصر ثلاثين ألف قتيل على الأقل، ونشر الصحافي المصري المعروف محمد حسنين هيكل مقالاً في صحيفة «الأهرام» سنة 1972، بعنوان «تحية للرجال»، شكّك فيه في قدرات الجيش المصري، على عبور القناة وتدمير خط بارليف. بل هناك من سرّب أن إسرائيل ستغمر القناة عبر أنابيب مدتها إلى عمق قناة السويس ستغمرها بسائل النابالم.

رغم كل تلك النكزات السياسية والإعلامية والتلكؤ السوفياتي العسكري، خطط أنور السادات لمعركته شبه المستحيلة، وخاضها بجيش استعاد مهنيته، واندفع في معركة سياسية معقدة. حقق في النهاية هدفه الأكبر، وانتصر السياسي المقاتل، واسترد أرضه، وكان دمه وشاحه الكبير في يومه التاريخي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib