أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات

المغرب اليوم -

أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

أميركا اللاتينية ميدان المعارك المفتوحة بين اليمين واليسار. وصل اليساريون إلى الحكم في عدد من دول القارة، لكن اليمين لم يهدأ قَطّ في العقود الأخيرة. قامت الجيوش بإسقاط أكثر من نظام في القارة. كانت هي قبضة اليمين الضاربة. الولايات المتحدة لم تخفِ في كثير من الحالات وقوفها وراء تلك الانقلابات، خاصة في خضم الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية. الانتخابات الديمقراطية كانت سلم اليساريين لاعتلاء السلطة، لكن الجيش نجح أكثر من مرة في إسقاط رؤساء اعتلوا كراسي الحكم عبر صناديق الانتخابات. ما جرى منذ أيام قليلة في جمهورية البيرو، وبعده في البرازيل، يعيد ما شهدته القارة منذ بدايات النصف الأول من القرن العشرين.
في البيرو جرى عزل الرئيس اليساري بيدرو كاستيو، وأحيل إلى القضاء بتهمة الفساد. تهمة الفساد هي الوصفة التي لا تغيب في الصراع السياسي، وتلاحق رؤساء اليسار. إيفون موراليس رئيس بوليفيا اليساري السابق، أسقط بتهمة الفساد. والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بعد نهاية ولايته الثانية السابقة، ألقي به في السجن بنفس التهمة.
كانت دبابات الانقلابيين في السابق هي القوة التي تضرب صناديق الانتخابات، وتُدخل الدبابات الجنرالات على أبراجها إلى قصور الرئاسة. وقد شاركت حتى الطائرات أحياناً في قصف قصور الرؤساء. في سنة 1976، أطاح الجنرال خورخي فيديلا، بالرئيسة المنتخبة إيزابيلا بيرون. واستولى على السلطة في الأرجنتين مع عصبة من رفاقه العسكريين. وشن حملة قمع واسعة وعنيفة على المعارضة التي يقودها اليسار. وشهدت الأرجنتين في عهد فيديلا عشرات الآلاف من القتلى، بينهم الكبار والصغار، وامتلأت السجون بأكثر من ثلاثين ألف مواطن، وتحولت البلاد إلى معسكر واسع للتعذيب. وفي تشيلي فاز الزعيم اليساري سلفادور اللندي بالرئاسة سنة 1970، وكان من المعارضين الأشداء للسياسة الأميركية. أعلن الرئيس الأميركي نيكسون صراحة، أن بلاده لن تتهاون في التعامل مع سلفادور اللندي، وسوف تسقطه. مارست الولايات المتحدة سياسة تضييق الخناق على الاقتصاد التشيلي، واتسع غضب الناس، وقام قائد الجيش أوغستو بينوشيه، بانقلاب ضد سلفادور اللندي سنة 1973، وطلب منه الاستقالة، وعندما رفض الرئيس، وتحصن بالقصر الرئاسي، جرى قصفه بالطيران، وقُتل ومعه بعض أنصاره. كان اللندي صورة جديدة للرمز الثوري اللاتيني، غير تلك التي مثلها كاسترو وجيفارا.
لقد وصل إلى رئاسة البلاد بانتخابات شفافة، وشرع في تنفيذ سياسة اقتصادية هدفها تحقيق العدالة الاجتماعية، ما أغضب الولايات المتحدة الأميركية. تواصل سلفادور اللندي مع قوى اليسار اللاتيني الديمقراطي؛ إذ وجد تجاوباً واسعاً في دول القارة. وسّع علاقاته مع يسار العالم الثالث، وشرع في تشكيل محور معادٍ لسياسات الولايات المتحدة الأميركية. مقتل اللندي بتلك الطريقة الدموية، ورفضه مغادرة قصره الرئاسي، وصموده بداخله حاملاً سلاحه، وتوجيه كلمة للشعب عبر الراديو والتلفزيون، جعلت منه رمزاً لمواجهة الانقلابات العسكرية في القارة كلها.
مقاومة الشعب لديكتاتورية خورخي فيديلا في الأرجنتين، وأوغستو بينوشيه في تشيلي، ونهايتهما أمام القضاء؛ فتحت الأبواب لعصر جديد في القارة، ومكنت الزعامات اليسارية من الوصول إلى سدة الحكم، عبر صناديق الاقتراع.
اليمين لم يستسلم؛ فبعد نهاية حقبة الدبابات، صارت الاقتحامات هي وجبة الاختبار.
دخل لولا دا سيلفا، زعيم حزب «العمال» اليساري، إلى القصر الرئاسي البرازيلي للمرة الثالثة بعد خروجه من السجن. الرئيس المغادر بولسونارو، اقتدى بصديقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، فلم يحضر حفل تنصيب الرئيس لولا، وقام أنصاره بالهجوم على القصر الرئاسي والبرلمان، ودوائر حكومية في العاصمة. خسارة بولسونارو بفارق ضئيل في الانتخابات، شجعت أنصاره على رفع وتيرة نشاطهم، ويعملون على تعبئة الجماهير، كما فعل اليساريون في تعبئة الشارع ضد الانقلابات في السنوات الماضية.
التضامن الذي أبداه قادة العالم مع الرئيس لولا دا سيلفا، وما أعلنه عن توجهه لمساعدة الفقراء، ومنع قطع أشجار غابات الأمازون؛ كل ذلك سيحفز لولا وأنصاره على اتخاذ موقف متشدد تجاه القوى اليمينية. لقد ولّى عهد الانقلابات، وسيطر اليسار عبر صناديق الاقتراع على قيادة أغلب دول القارة، بدعم من الجماهير، وتراجعت قوة اليمين، لكن الأزمات الاقتصادية لا تزال تضغط على أغلب شعوب المنطقة التي تندفع في أرتا هجرة طويلة نحو الولايات المتحدة الأميركية، وقد تنجذب في السنوات القادمة نحو الزعامات والأحزاب المحافظة، ويتحرك مزاجها الانتخابي نحو اليمين القريب تقليدياً من الولايات المتحدة الأميركية.
البرازيل هي القوة الاقتصادية والسياسية الكبرى في القارة، وهي مؤهلة في ظل قيادة الرئيس لولا دا سيلفا لأن تقدم نموذجاً اقتصادياً لبلدان القارة. ما يدعو للانتظار هو ما يخطط له الرئيس البرازيلي المغادر بولسونارو: هل سيكبح غضب أنصاره، ويواصل علاجه في الولايات المتحدة الأميركية بهدوء، ويُعد العدة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة بعد ما حققه من نسبة مهمة في الانتخابات الأخيرة، أو سيدفع أنصاره إلى رفع وتوسيع وتيرة الاحتجاجات، لإرباك الرئيس لولا دا سيلفا في السنوات القادمة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib