بعد قرن من الزمان موسوليني يعود إلى روما
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

بعد قرن من الزمان... موسوليني يعود إلى روما

المغرب اليوم -

بعد قرن من الزمان موسوليني يعود إلى روما

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1922، اندفع أنصار موسوليني إلى العاصمة الإيطالية روما. في الذكرى المائة لذلك الحدث الذي غير إيطاليا، أحيت بعض الأحزاب الإيطالية، والجمعيات الحقوقية المعارضة للفاشية، هذا اليوم بكلمات وأصوات تقرع جرسا سياسيا يعلوه نحاس ماض، وفي الأفواه والعقول رنين يوجه إلى حزب (إخوان إيطاليا).
اليوم في قصر كيجي مقر رئاسة الوزراء، تجلس السيدة جيورجيا ميلوني رئيسة الحكومة الإيطالية، على الكرسي نفسه الذي جلس عليه منذ مائة عام، مثلها الأعلى السياسي، الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني. كل سياسي لا يتردد في استدعاء التاريخ ليصنع منه جرسا ينساب صداه إلى عامة الناس. السيدة ميلوني التي بدأت حياتها شابة متواضعة، خاضت المعترك السياسي مبكرا، وكانت أصغر وزيرة في حكومة إيطالية سابقة، ودخلت البرلمان بحزب صغير، لم تتجاوز نسبة تمثيله فيه أربعة في المائة. حزب إخوان إيطاليا الذي تحالف في الانتخابات الأخيرة مع حزبين يمينيين، قفز إلى ستة وعشرين بالمائة إلى عضوية البرلمان الإيطالي بجناحيه الشيوخ والنواب، وتتزعمه جورجيا ميلوني. أحزاب المعارضة أحيت يوم زحف أنصار موسوليني على روما، بكلمات خلاصتها تقول، أيها الإيطاليون لا تنسوا هذا اليوم، وما جره عليكم من ويلات في الداخل والخارج.
الفاشية التي أسسها الزعيم موسوليني، استلها من كلمة رومانية قديمة وتعني، حزمة fascio، ويمكن تعريبها بكلمة عصبة، وأعاد التحية الرومانية.
موسوليني الذي بدأ حياته شابا متلعثما مشاغبا، أحب جارته وأراد أن يتزوجها، فذهب إلي أهلها حاملا مسدسه، وقال لهم: إما أن أتزوجها، أو أقتلكم وأقتلها وأقتل نفسي. كل من كان يعرفه سخر منه، بل إن بعضهم احتقره ووصفه بالجنون. كان موسوليني لغما يكبر، ووجد الأرض الشعبوية التي مدّ فيها أوتاره. فشل كأديب وصحفي ومدرس، لكنه نجح كزعيم، استغل الإحباط والفقر اللذين عاشتهما إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى. بعد زحف أنصاره بقمصانهم السوداء رافعين أيديهم بالتحية الرومانية، خضع له الملك وكلفه تشكيل الوزارة. بدأ لينا مهادنا، لكنه زرع أنصاره في كل مفاصل الدولة، ثم اندفع لتصفية خصومه.
من شرفة قصر فينيسيا أطلق خطاباته النارية، عاقدا ذراعيه على صدره مرتديا قبعة رومانية تتدلى منها الخيوط السوداء. وعد الإيطاليين بإحياء الإمبراطورية الرومانية. صعَّد الحرب العدوانية الاستعمارية الدامية على الليبيين، وقد كان من أشد المعارضين لها في بدايتها، عندما كان منتميا للحركات اليسارية في شبابه، وقام بحرب إبادة في إثيوبيا، واحتل ألبانيا، وقاد بلاده في النهاية إلى الهلاك، وكانت نهايته مثل كل ديكتاتور، القتل المهين، معلقاً من أقدامه في ميدان كبير بمدينة ميلانو مع صديقته.
السنيورة جيورجيا ميلوني، أول امرأة تترأس حكومة في إيطاليا، ماذا ستأخذ في سياساتها الداخلية والخارجية، من زعيمها التاريخي موسوليني؟
إيطاليا اليوم ليست تلك التي كانت قبل قرن مضى من الزمان، وميلوني ليست زعيمة، فهي تترأس حكومة تقودها ثلاثة رؤوس، هي، وسيلفيو بيرلسكوني، زعيم حزب فورزا إيطاليا، وماثيو سالفيني، زعيم حزب رابطة الشمال. إيطاليا عضو أساسي في الاتحاد الأوروبي وفي حلف الناتو، ومعها في البرلمان الذي تمتلك فيه الأغلبية مع حلفائها، معارضة من العيار الثقيل. الزعيم موسوليني الذي تحمل بقايا من غباره، سيكون مطرقة يهوي بها خصومها على أقوالها وأفعالها. حليفاها بيرلسكوني وسالفيني، مبارزان سياسيان بارعان بسيوف المراوغة والمناورة، والوخز على الصدر والرقبة، والصدام الصامت.
نعم، اليمين ينمو في بعض الدول الأوروبية، لكنه يمين له تكوينه السياسي والثقافي الخاص، لا مكان فيه للزعامة الفردية التي ترقص لها الجموع وتصفق، وقائدها يصرخ من شرفته، ولا يستطيع زعيم تدجين المعارضة وتكميم الأفواه. موسوليني يعود إلى روما ماشيا على حذاءين عاليين في أقدام امرأة شقراء، وتجلس في بالاتصو كيجي مقر رئاسة الحكومة، وليس في قصر فينيسيا.
أوروبا الغربية خاصة، تجاوزت مرحلة اليمين السياسي بمفهومه التاريخي القديم الذي كان يحكم بعض دولها يوما. الديمقراطية بقيمها الشاملة، تجذرت في نمط الحياة العامة بل حتى الخاصة، حيث سيادة القانون، وحرية الرأي ومجتمع المواطنة.
أرى أن وجود شخصية سياسية يمينية، على رأس حكومة في دولة إيطاليا، تحرك الذاكرة التاريخية لشعبها، وسيقوم المفكرون والكتاب، بدراسة محركات هذا الحدث، ويقدمون خلاصات تؤثر في مستقبل خريطة السياسة في إيطاليا وغيرها من البلدان الأوروبية.
اليمين يولد من رحم الغضب والأزمات والإحباط، لكنه لا يقدم مشروعاً يؤهل الدولة لاجتراح حلول، وابتكار مشروعات سياسية واقتصادية. بعد الأزمة المالية التي شهدها العالم سنة 1929، قدم جون مينار كينز نظريته الاقتصادية التي لجأت إليها الدول الرأسمالية، وتدعو إلى تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي. وحدث الشيء نفسه في أزمة 2008.
في سنوات الثمانينات من القرن الماضي، بدأت أفكار اقتصادية جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، قادها ميلتون فريدمان، وعرفت بالليبرالية الجديدة، وترتكز على الحد من تدخل الدولة في الاقتصاد، وعينه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان مستشارا اقتصاديا له. كان لتلك السياسية دور مركزي في تغييرات محلية ودولية كبيرة، وتبنتها رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر، في حين ظلت الدول الاشتراكية جامدة من دون مبادرات فكرية مبدعة وفاعلة في مجال الاقتصاد، خاصة في العهد البريجنيفي الجامد بالاتحاد السوفياتي.
في المجتمعات التي صار للديمقراطية فيها جذور راسخة gras roots، لا يمكن أن يستطيع فرد واحد فيها أن يهش على الناس بعصاة من الشعارات، وبغبار كلمات ترابية من حفر الماضي. اليمين واليسار في المجتمعات الديمقراطية، مصطلحات تؤثر أكثر مما تغير. من يحن إلى موسوليني اليوم في إيطاليا، لا يختلف عمن يقف أمام مومياء مصرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد قرن من الزمان موسوليني يعود إلى روما بعد قرن من الزمان موسوليني يعود إلى روما



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib