«ويلٌ للمهزوم» وويلٌ للمنتصر
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

«ويلٌ للمهزوم»... وويلٌ للمنتصر

المغرب اليوم -

«ويلٌ للمهزوم» وويلٌ للمنتصر

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

الحرب رافقت الإنسان، منذ بداية مسيرته الطويلة. يوم صنع هذا الإنسان المنجلَ الذي يقطف به الثمار ليحيا، صنعَ السيفَ الذي يقطع به رؤوسَ أعدائِه الذين في أيديهم السلاح ذاته، وللغاية نفسها. الخوف والطمع محركان لغريزة الوجود والحياة، الصائد والطريدة. لم تكن المنازلةُ بين الإنسان والحيوان فحسب، بل كانت بين البشر أيضاً. كلما تقدمت وسائل التطور، في صناعة أدوات الحياة، كانَ تطورُ معداتِ القتل الصنوَ الدائمَ لها. تقاتلتِ القبائلُ البدائيةُ، على مواردِ المياه، وأراضي الرَّعي. الحروب ترعرعت في العقول، كما ترعرعت الاختراعات والاكتشافات. منذ حربِ الإسكندر الأكبر العالمية، التي اجتاحت فيها جيوشُه مساحات واسعة من الدنيا، صارتِ الجيوشُ القوةَ التي ترسم خرائطَ الوجود البشري. قبائلُ آسيا الوسطى من المغول والتتار، غيَّرت مسارَ التاريخ والجغرافيا في منطقة الشرق الأوسط. الصينيون واليابانيون، لم تغبِ الحربُ بينهم على مدى عقود طويلة، ولا تضع الحرب أوزارَها، إلا لكي تشتعل. الحروبُ الدينية صنعت عالماً جديداً، في أغلب قارات العالم. الحروب الأهلية التي تنفجر بين أبناء الأمة الواحدة، هي الأشد قساوة، والأبشع في ضراوتها، وقلما نجت منها أمة من الأمم، في الزمن القديم والحديث. الحربُ بين أمةٍ وأخرى أو دولة وأخرى، تقوّي اللحمةَ الوطنية لكل منهما، في حين تزرع الحروب الأهلية غابات العداوة، التي تتحول حطباً يذكي نيران الكراهية، ويوسع حلقات الانتقام. تتمزق الوشائج الاجتماعية، وتتكسر منظومات القيم، وتتفكك الروابط التي تصنع أحزمة الكيان الوطني.

الحروب الدينية كانت لها عبر العصور، شعارات يختلط فيها الديني الغيبي بالمصالح والمخاوف والأطماع. الحروب الصليبية التي استمرت عقوداً طويلة، بين المسلمين والمسيحيين الغربيين، قيل عنها الكثير، لكنها كانت صراعاً بين قوى، لكل منها مخاوف وأطماع. حرب المائة سنة بين الكاثوليك والبروتستانت، كان كل طرف يعتقد أنه يدافع عن المعتقد الديني المسيحي الصحيح، ضد مهرطق منحرف. المسلمون قبلهم تقاتلوا في معارك، كانت أولها وأكثرها دموية، معركة الجمل، وكان لها ارتدادات استمرت سنوات. أوروبا كانت أرضَ الحروب الطويلة الكبيرة، من حروب نابليون بونابرت، التي اجتاحت فيها جيوشه أوروبا، إلى أن وصلت إلى أميال من موسكو عاصمة روسيا. قاد نابليون مئات الآلاف من الجنود، هلك أغلبهم قتلاً وجوعاً ومرضاً، ولم يعد منهم إلى فرنسا، إلا آلاف قليلة. كان القرن العشرون، قرنَ الحروب الدامية الرهيبة. من الحرب العالمية الأولى، التي قُتل فيها قرابة عشرين مليوناً من البشر، إلى الحرب العالمية الثانية، التي أشعلتها ألمانيا، وكان قداحتها أدولف هتلر، ومعه بنيتو موسوليني الزعيم الفاشي الإيطالي، وانضمت إليهما الإمبراطورية اليابانية، وقُتل فيها أكثر من خمسين مليون إنسان. تطورت الآلة العسكرية بتقنية، لم يشهدها العالم من قبل. الدبابات الضخمة والمدفعية طويلة المدى، والطائرات المقاتلة المحملة بالقنابل الثقيلة. كان هدف هتلر السيطرة على أوروبا، والاستيلاء على الثروة الزراعية الهائلة في أرض روسيا الواسعة الخصبة، وخاماتها ونفطها. كانت المذابح الرهيبة غير المسبوقة، والحصار والتجويع والأسر لملايين الجنود من الطرفين، الألماني والسوفياتي. بعد استيلاء ألمانيا على فرنسا، هرب مئات الآلاف من الجنود الفرنسيين والبريطانيين، من دنكرك إلى بريطانيا. وتواجه الحلفاء والمحور في معارك العلمين. في جميع تلك الحروب، خسرت أطرافها الملايين من القتلى، وعمَّ الدمار في أراضي الجميع. المنتصرون والمهزومون، دفعت شعوبهم الملايين من القتلى، وعانت أوطانهم، هول الدمار.

ويلٌ للمهزوم. قول نُسب إلى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر. آنذاك كانت الحروب، غير الحروب، وهناك من تصدق عليه كلمة المنتصر، ومن يصدق عليه تعبير المهزوم. بعد الثورة الصناعية الكبرى، واختراع الأسلحة الآلية، والذخائر المنطلقة من الدبابات الضخمة، والمدافع، والقنابل الملقاة من الطائرات، وتقنية الرادارات، ومعدات التجسس، خسر المنتصر، كما خسر المهزوم. تمكن هتلر من هزيمة فرنسا الإمبراطورية القوية، في أقل من شهرين، واندفع في أراضي الاتحاد السوفياتي في اختراق سريع كاسح، وحاصر مدناً تسكنها الملايين، وأسر جيوشاً سوفياتية كاملة، ورأى قادة جيشه قباب قصر الكرملين، واحتفل بانتصاراته الباهرة، وهلل وزير دعايته غوبلز، لعبقرية الفوهرر الملهم، وكانت النهاية، دخول قوات الحلفاء إلى عاصمة الرايخ الثالث، وانتحار الزعيم الملهم مع زوجته، وبقربهما صوت دعايته غوبلز، منتحراً مع زوجته وأولاده. أما الزعيم الإيطالي الدوتشي موسوليني، الذي حلم بتقاسم غنائم النصر، مع تلميذه وحليفه هتلر، فقد عُلّق مع عشيقته مقتولاً في مدينة ميلانو. هل يمكن القول اليوم، ويلٌ للمهزوم، وويلٌ للمنتصر؟

القنبلة الذرية، اختراع صنع به الإنسان، نار نهايته وألغى مقولة يوليوس قيصر «ويلٌ للمهزوم». سيحتفي الجميع بنصر النهاية وهزيمتها. لم نعد نستغرب شيئاً. ماذا كان سيحل بالبشرية، لو تمكن شاويش موتور، أدولف هتلر من امتلاك قنبلة ذرية، وهو الذي قتل نفسه في يوم عرسه؟ من يدري، هل يبقى على وجه الأرض، من يعيد صياغة ما قاله يوليوس قيصر؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ويلٌ للمهزوم» وويلٌ للمنتصر «ويلٌ للمهزوم» وويلٌ للمنتصر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib