أفريقيا كوكب يبحث عن ذاته
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

أفريقيا كوكب يبحث عن ذاته

المغرب اليوم -

أفريقيا كوكب يبحث عن ذاته

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

أفريقيا، القارة التي تسكنها الصحارى والغابات والمياه، وفي بطنها تتكدس مخازن الثروات، مساحة سكنها كل شيء ورحلت فيه، وكانت زمناً يتوالد كأنها كوكب في مدار السحر العجيب.
في أدغالها بدأ الإنسان بجسده متنقلاً يركض وراء الحياة. كانت يوماً مخزناً لثروة من نوع خاص. تدافع لها تجار البشر يحملون شبابها إلى دنيا بعيدة، ثم عادوا مستعمرين ومستوطنين. أفريقيا تعيش اليوم، حلقة أخرى من حلقات معاناة من نوع آخر. صار أبناؤها، هم من يجلدها بسياط الجهل العنيف. اتسعت حلقات الإرهاب، والسلاح يملأ البراري ورحل الطعام عن أرض الأنهار والأمطار.
دولة مالي هي صفحة المكان والزمان والإنسان الذي يجسد الهوية الأفريقية الكامنة. التنوع البشري ثقافة وديناً ولوناً، والأرض كذلك بما فيها من ارتفاع وانخفاض، الأرض أبدعت في كل شيء. مالي، نبع العلماء والحكماء والشيوخ، تهزها رياح الإرهاب العاتية. منذ سنوات تقاذفتها الانقلابات العسكرية، يسقط عميد وينهض عقيد لينقلب عليه نقيب. كل قادم يحمل على كتفيه نجوماً، وفي يديه وصفات وهمية لعلاج الهموم والمعاناة. مالي التي استقلت عن فرنسا في مطلع عقد ستينات القرن الماضي كغيرها من الدول الأفريقية التي عاشت ردحاً من الزمن تحت الاحتلال الفرنسي.
لقد حارب آلاف الأفارقة معارك فرنسا العالمية، وأسهموا في بناء المصانع والطرق والمباني على أرضها. منهم من رحل إليها ومنهم من بقي فوق أرضه. وضعت فرنسا أربعة عشر شرطاً مقابل منح بلدان القارة الأفريقية الاستقلال، أبرزها أن تكون اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للدولة وكذلك مناهج التعليم والعملة. الرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سنغور، وهو الأستاذ والمثقف، وصف العلاقة بين فرنسا وأفريقيا، بالحبل السري.
فرنسا الأوروبية التي تتغير وتغير، وكانت عبر التاريخ العقل الإنساني الذي يشعل الأنوار، عملية الانفصال عنها، أو التحرر منها عملية شاقة جداً. ترحل عن الأرض لكنها تبقى في الرؤوس.
دولة مالي حالة تستحق الدراسة من جميع جوانبها. بلاد تعج بالعلماء والخبراء في كل المجالات، الإسلام فيها له خصوصية متفردة، تمتزج فيه الصوفية بروح التسامح، وتغزل خيوطاً من التواصل والوصل الإنساني الشفاف. كيف وقع هذا الوطن في حفر الكراهية والدم حتى حل القتل محل الحياة، وتدافع شبابه إلى مفازات الصحارى يعانون الجوع والعطش، في رحلة هروب جماعي رهيب نحو الشمال الذي تتراقص أضواؤه في خيالهم الحالم، ليقضي بعضهم فوق تراب الصحراء الكبرى، ويغرق آخرون في قاع البحر الأبيض. فرنسا لا تغادر العقول وإن رحلت عن التراب.
فرنسا استعمرت أغلب بلدان غرب أفريقيا، ونشرت لغتها. وفي كل بلد من البلدان التي استعمرتها، انتهجت سياسة ترتكز على ترسيخ اللغة الفرنسية، وإرسال أعداد كبيرة للدراسة في فرنسا. في مالي كانت اللغة العربية هي اللسان المقدس، وكانت مدينة تمبكتو هي بغداد أفريقيا في كل شيء، وقبيل مفاوضات الاستقلال، أصرت شريحة كبيرة من النخبة المالية على أن تكون العربية هي اللغة الرسمية للبلاد والدولة الجديدة، لكن الجنرال ديغول رفض ذلك بشدة. قبِل الساسة الماليون شروط ديغول، لكن بعضهم قال: «كسبنا دولة وخسرنا الهوية». سنة 1974 قمت برحلة طويلة في غرب أفريقيا وأنا صحافي شاب حديث التخرج، وقابلت ساسة ومثقفين وعلماء دين، من الشباب وكبار السن، كان موضوع الهوية هو الحاضر على ألسنة أغلبهم، وفرنسا لا تغيب.
منذ مطلع العقد الماضي، رفع العنف رأسه في غرب القارة، كانت الحساسيات القبلية هي من أيقظته، لكن الإرهاب الذي حمل عصا الدين وجد في ذلك باباً للدخول في تلك البلاد التي تدرجت نحو هاوية القتل والحقد والجوع وبدأت رحلتان؛ الأولى هروب الشباب إلى الشمال عبر الصحراء والبحر، والثانية رحلة العودة الفرنسية المسلحة إلى غرب القارة.
تنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية، ورديفهما الآخر بوكو حرام في نيجيريا، دفعت فرنسا لإرسال جنودها إلى منطقة غرب أفريقيا التي تسمى دول الساحل والصحراء. تلك الخطوة فتحت صفحات من الماضي، وحركت نزعات وأشعلت نزاعات. صار الوجود العسكري الفرنسي، ثقباً جديداً فوق الأرض وفي بنيان هويات هشة. عندما شرعت القوات الفرنسية في عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية، التي سمتها فرنسا عملية البرخان، غيرت التنظيمات المسلحة تكتيكاتها، وتمددت بين صفوف الشعب عبر القنوات القبلية وتأجيج المشاعر الدينية، وبدأ الوهن يسري في مفاصل الدولة، وتسابق العسكر في حفلات انقلابات لا تتوقف، يسقط عقيد ويقفز مقدم أو نقيب. انسحب ماكرون بقواته المسلحة من دولة مالي في خضم حملته الانتخابية الرئاسية، وقد سبقته عودة عشرات الجثامين لجنود فرنسيين إلى باريس. أعلنت عدة دول أوروبية كانت تساند فرنسا في مالي، عن انسحابها أو تقليص حجم قواتها. الجديد في المشهد هو دخول روسيا بقوة إلى مالي عسكرياً وسياسياً، بملابس قوات فاغنر، في حين أعلن القادة العسكريون في باماكو القطيعة الكاملة مع فرنسا سياسياً وعسكرياً. لقد تحرك ما تكدس في الشعور واللاشعور. مالي عينة مبثوث فيها الوجود والوجدان الأفريقي بقديمه وجديده، من شرقه إلى غربه وجنوبه وشماله. الصحراء والماء والشجر والقبيلة واللغة وقلق الهوية، والآخر الذي لا يغيب. أفريقيا كوكب يصارع منذ زمن طويل بحثاً عن مداره الذي يكد كي يبدع فضاءه من داخله، لا أن يكون بقايا غبار زمن غبر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفريقيا كوكب يبحث عن ذاته أفريقيا كوكب يبحث عن ذاته



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib