ليبيا «عرجون فل» لا يذبل
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

ليبيا «عرجون فل» لا يذبل

المغرب اليوم -

ليبيا «عرجون فل» لا يذبل

عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم

عندما يتحول الكيان إلى سؤال، تتحول الكلمات إلى رعشات لها نبرات تسأل عن ماضٍ تهافت مثل حصى تتقاذفها رياح حارقة، يدفعها عصف رياح القبلي الحارة. ليبيا التي تتمدد أقدامها في مياه البحر الأبيض المتوسط الذي تغوص فيه فلسفة الحضارات، وتعبر قوافلها مفازات الصحراء الكبرى تحمل لها الإسلام، وفقه الإمام مالك بن أنس، ويقيم فيها الشيوخ الليبيون ممالك قارعت التنصير و الاستعمار الفرنسي. ليبيا اليوم صفحة تنتظر أن يكتب عليها أولادها شيئاً بحبر عشق الأولين. لكن أين الأقلام وأين الصحف التي يرسم سطورها الحب والعشق ويرش فوقها عطر الحياة.

ليبيا، أغنية غناها أولون، واستمع لها راحلون، وتجمَّدت في زمن دفنته الرمال، كما ترش الرمال ترابها على زمن مات في جوف تيبّس. ليبيا أغنية الزمان الذي أرهق ذاته، ركض بين البر والبحر، بين الفينيقيين والرومان والفتوحات والفاطميين والترك. بين التجارة والقوة والغموض المتفجر. طافت ليبيا في الزمان، لكنه أرهقها بعنف المكان الذي يصنع من الماء والتراب حبالاً وسيوفاً وبرقعاً يخنق العيون ويضع بين الخطى سطوراً هي حبال من ثلج ونار. أغنية جلَّلها لحن فيه من الفرح ما يكفي لأن يجعل الدنيا ترقص بسيقانها على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وتزفه نهودها تهتف غنجاً وهوى لأهل الضفة الأخرى، أوروبا التي تتمخطر في أبّهة الرفاه وفي تيه القوة والعلو. تكوين قارع الكبار يوماً في عهود كانت القوة فيه دون سن الرشد، ولكن ليبيا أتقنت فنّ النجارة وصنعت أسطول قوة القرصنة التي قارعت قوة ولدت في أقصى الوجود، وحارب القرصان القرهمانلي أسطول أميركا في معركة تغنيها البحرية الأميركية إلى اليوم. ليبيا

أغنية ابتلعت شجنها وهجرت بحرها ورشت على فمها تراباً ليس من وجدان صحرائها. أغاني العلم التي يغزل فيها العاشق البدوي في برقة، نبرات الوله أوبرا القلب إلى محبوبة يراها في ربا الجبل الأخضر، يقول لها، آهات عشق بلغة الجبل التي يرنمها الصدى، في حفلة ذاتية يصفق لها ندمان الصفا في حلقة كشك لها بحور وقوافٍ يبدعها من دقَّ وجدانه إيقاع الوجد الحميم.
ليبيا أرض الصمت والكلام التي كتب منها القسيس مرقص أول إنجيل وهو في كهوف مدينة المرج، وكان الفيلسوف أرستيبوس الذي تعلم من أرسطو، وكان ابنها سبتيموس سيفيروس ابن لبده الطرابلسية إمبراطوراً لروما، ليبيا يسكنها الوجد والوجود بما فيه من طوفان العقل وزلازل التيه الكامن في تلابيب الحياة، دقَّ على أبوابها قلق الزمان فكان الحب عطراً، والدم لثاماً والأقدار مسارب بين الناس والمكان والزمان. هناك آهات يكتبها الشعراء وهم في كهف المكنون الذي يتساكن فيه العقل والقلب، لكنه شهيق ذات الوطن. الشاعر الليبي المبدع والعابر للأحاسيس والوجدان أحمد الحريري، وهو شاعر الحب، كتب أغاني عصر الأيام والقلوب والحياة. احتكر الفنان الكبير سلام قدري تلحين وغناء ما أبدع. في عهد ثورة الفاتح، ضُيّق الخناق عليه، ومنعت أغانيه لأنَّه صُنف بالمضاد للثورة. كتب له الحريري أغنيات فيها آهات عشق للحبيب، لكنها تفيض بحب الوطن المسكون بكل ما هو جميل من الحياة ورداً وعطراً وعشقاً.كتب أحمد الحريري للمطرب سلام قدري أغنية عرجون فل. قال فيها «عرجون حب منين فاح خذاني... خطر عليا حبنا الحقاني... خطر عليا زينك... والليل ساهر وسط ممي عينك... خطر عليا هلال فوق جبينك... ورموش قيَّل تحتهم وجداني». لمن كان يكتب الحريري، ولمن كان يغني سلام قدري؟ الكيان العجيب ليبيا بكل ما فيها، هي أغنية مكتوبة بحبر البر والبحر، وتعبيرات الصحراء التي يمتزج فيها الوجد الصوفي بلفحات المعاناة التي تتماهى مع نفحات الامتداد في فناء الوجود. الشاعر الحكيم الشيخ قنانه الزيداني، أسس لمرحلة عبور زمنية قال: «تركناه حب الوطن ياسر منه... بلا مال لا هو فرض لا هو سنة...» لكنه عاد بقوة العقل إلى ليبيا، وجعل حب الوطن فرض عين، وقارع الفقر والظلم بحكمة الكبار ودهاء الرجال. تحالف الفقر والضعف مع جغرافية الوهن، لكنه حفر أساساً لقوة رفض هيمنة التراب بشعر الحكمة العابرة لقهر المكان الطاغية.

اليوم ليبيا تطوف في تيه ابتلع العقل وانفرط فيه عرجون فل من إبداع شجرة وطن زرعها التاريخ وضمير الحياة الليبية بجذورها العميقة في كيان الزمان والمكان. سائل الصديد، مرض التشوه الذي ينزُّ من مسام العبث الجنوني، لكن عرجون الفلهو الحلم الخالد الذي لا يفارق عنق الوطن الليبي، الذي يقرع ناقوس العشق المقدس الساكن في ضمير الوطن. ليبيا أغنية لها حواس تنبض وستنهض رغم صرخات الجهل المسلح.

«عرجون الفل» ما زال في قلب ليبيا ورقبتها، أما الجهل الدامي فهو زبدٌ يذهب جفاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا «عرجون فل» لا يذبل ليبيا «عرجون فل» لا يذبل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib