ملاحم الرائد عبد السلام جلود
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

ملاحم الرائد عبد السلام جلود

المغرب اليوم -

ملاحم الرائد عبد السلام جلود

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

في شهر يناير (كانون الثاني) صدرت مذكرات الرائد عبد السلام أحمد جلود. سعدتُ كثيراً بهذا العمل الذي يمثل حدثاً مهماً للتاريخ السياسي الليبي. مذكرات السياسيين لها أهمية كبيرة للشعوب، فهي إضافة لذاكرة الأوطان، وتلقي أضواء مهمة على حلقات الماضي التي لا تزول آثارها على دروب الحياة. عبد السلام جلود من الشخصيات التي لعبت دوراً كبيراً في ليبيا من 1969 إلى 1994. ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول) التي فكّر فيها معمر القذافي الشاب الطالب وهو في المرحلة الإعدادية بمدرسة سبها في الجنوب الليبي، في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي، كانت حلماً شبابياً ومغامرة تحركت في قلوب مجموعة محدودة من الشباب الليبي، قبل أن ترتسم خطوطها في عقولهم.
لقد سررتُ كثيراً بصدور هذه المذكرات. للأسف أنَّ كل الساسة الليبيين الكبار في العهدين الملكي والجماهيري لم يكتبوا مذكراتهم، باستثناء اثنين هما: مصطفى بن حليم ومحمد بن عثمان الصيد، وكانا من أبرز رؤساء الوزارات في العهد الملكي. هناك شخصيات لعبت دوراً في مراحل حساسة من تاريخ لم تكتب مذكراتها، ومن بين هؤلاء محمود المنتصر، أول رئيس لوزراء ليبيا بعد الاستقلال، وكان من بناة دولة الاستقلال الاتحادية، وتولى رئاسة الديوان الملكي وترأس وزارتين، وحسين مازق الذي كان والياً لبرقة ورئيساً للوزراء، وهو من الشخصيات التي امتازت برؤية سياسية، وكان معروفاً بالحكمة والنزاهة، وعبد الحميد البكوش الشاب المحامي والمثقف الذي طرح موضوع الشخصية الليبية.
أما رجال العهد الجماهيري وفي مقدمتهم أعضاء مجلس قيادة الثورة والضباط الوحدويون الأحرار ورؤساء الحكومات وأمناء مؤتمر الشعب العام، فلم ينشر أحد منهم مذكراته. الأمل أن تحفّز مذكرات الرائد عبد السلام جلود مَن هو على قيد الحياة منهم، ولهم قدرة على كتابة مذكراتهم مباشرةً أو الاستعانة بمن يساعدهم على صياغتها، ومن بينهم شخصيات بارزة امتلكت قدرات إدارية وسياسية وفنية وقدمت الكثير للوطن في أصعب الظروف.
عبد السلام جلود كان الرجل الثاني في حركة الوحدويين الأحرار منذ البداية. التقى الطالب معمر القذافي في سبها، عاصمة ولاية فزان سنة 1957 عندما جرى اعتقالهما بمركز للشرطة إثر مظاهرة قام بها الطلاب، احتجاجاً على التجارب النووية الفرنسية بالجنوب الجزائري القريب من الحدود الليبية. بدأ الاثنان، معمر وعبد السلام، في تشكيل خلايا سرّية من الطلاب بعدما اتفقا على تأسيس حركة تهدف إلى إسقاط النظام الملكي، وإقامة جمهورية تجسد أفكار جمال عبد الناصر في الحرية والاشتراكية والوحدة. الطالب معمر بومنيار القذافي كان هو الزعيم الذي سار وراءه الجميع منذ البداية. وضع معمر خطته مبكراً، وهي استعمال الجيش سلّماً للوصول إلى السلطة منتهجاً ذات الخطة التي وضعها جمال عبد الناصر ونفّذها بنجاح. كان عبد السلام جلود منذ البداية التوأم المدني والعسكري والفكري لمعمر القذافي.
في بداية مذكراته تحدث عبد السلام جلود عن طفولته بمنطقة الشاطئ في الجنوب الليبي، ومنها إلى لقائه الأول مع معمر القذافي بمركز البوليس بمدينة سبها. بعد الاعتقال، أُعطيت لكل واحد منهما بطانية، اقترح معمر على عبد السلام أن يشتركا في افتراش واحدة والغطاء بأخرى. لم يكن أحد منهما فد قابل الآخر، ولكنّ صديقاً مشتركاً لهما هو محمد بلقاسم الزوي كان قد حدّث كل واحد منهما عن الآخر.
هكذا في مركز البوليس بمدينة سبها كانت بذرة الخلية الأولى لحركة الوحدويين الأحرار الليبية، وسقتها الأيام والسنوات بمياه السرّية المدنية والعسكرية إلى أن ترعرعت واستولت على السلطة في أول سبتمبر 1969. منذ البداية احتل عبد السلام جلود المرتبة الثانية في الحركة بعد معمر القذافي، وقبل ذلك بعد نجاح الحركة كل أعضاء مجلس قيادة الثورة والضباط الأحرار. كانت وسائل الإعلام في الخارج تصفه بالرجل الثاني، وكان هو يقول عن نفسه إنه الأول مكرر.
في ليلة الأول من سبتمبر، كان معمر القذافي في بنغازي ومعه بعض الضباط الأحرار، وكان عبد السلام جلود في طرابلس.
مباشرةً بعد نجاح الحركة وإعلان اسم معمر قائداً لها ومنحه رتبة عقيد، وإعلان أسماء أعضاء مجلس قيادة الثورة، برز الرائد عبد السلام جلود كشخصية ثانية بين الأعضاء وتولى قيادة المفاوضات مع الأميركان حول إجلاء القواعد العسكرية الأميركية، وبعد ذلك مع البريطانيين لإجلاء قواعدهم العسكرية من ليبيا. مع الطرفين تبدت شخصية جلود المتشددة، وبعد ذلك قاد المفاوضات مع شركات النفط الأجنبية. شُكلت الوزارة الأولى بعد الثورة برئاسة محمود المغربي ولم تدم إلا شهوراً معدودة، قام بعدها العقيد معمر القذافي بتشكيل الوزارة الثانية، وتولى فيها الرائد عبد السلام حقيبة الداخلية. وفي سنة 1972 شكّل عبد السلام جلود الوزارة الثالثة واستمرت حتى سنة 1977، ويعد بذلك أطول رئيس وزراء مدة في تاريخ ليبيا.
لا شك أن المذكرات التي تُكتب بعد مرور سنوات طويلة على الأحداث التي تسردها يطالها الكثير من الشوائب، من حيث التواريخ والأسماء، ولم تكن مذكرات الرائد جلود استثناءً من ذلك.
في ليبيا التي عاشت مخاضات كثيرة، ودخلت في معارك سياسية وعسكرية ومواجهات مع دول قريبة وبعيدة، وكذلك صراعات داخلية أخطرها المحاولات الانقلابية التي كان بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة وبعض الضباط الأحرار من بين المشاركين فيها، كل ذلك من دون شك يكون له حضور بين سطور المذكرات. الجانب الذاتي، وَلْنَقُلْ الشخصاني، لا يغيب كذلك عن صفحات المذكرات. مَن يتذكر لا يتحرر من ذاته وهو يحرِّر. يتحرك المُتذكِّر بين موجات الضحية والبطل، ومَن تتحرك في حياته وتاريخه ذبذبات الآيديولوجيا، تحدوه الحالة الخطابية. كل تلك المحركات نجدها في مذكرات رجال السياسة والعسكرية والفن والأدب. هناك أشخاص اشتركوا في نشاط واحد لسنوات طويلة، ولكن عندما نقرأ مذكرات كل واحد منهم، نجد بين أيدينا أوراقاً سُطِرت عليها معلومات بل أحداث، بها الكثير من الاختلاف كأن من كتبوا لم يجمعهم مكان أو زمان أو نشاط. كل واحد يرى الأحداث ويكتبها من وجهة نظره.
مذكرات الرائد عبد السلام جلود التي اختار لها عنوان «الملحمة» هي في صفحاتها الـ456 أكثر من ملحمة، بل هي ملاحم طويلة بكل تجلياتها منذ الطفولة إلى آخر يوم توقف فيه عند الكلام المسكوب فوق صفحات كتاب مذكراته، الملحمة. ولي عودة إلى رحلة جلود الطويلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحم الرائد عبد السلام جلود ملاحم الرائد عبد السلام جلود



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين

GMT 03:53 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روزي تتعرّض لضربة قاضية متوقعة من هولي هولم

GMT 06:38 2014 الأربعاء ,20 آب / أغسطس

توقيف نائب وكيل الملك في ابتدائية الناظور

GMT 19:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

نور الشريف يكشف حقيقة اشتراكه في فيلم روسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib